TOP

جريدة المدى > محليات > منظمات بيئية تتوقع انخفاض مناسيب مياه الأهوار إلى أكثر من النصف خلال أشهر الصيف

منظمات بيئية تتوقع انخفاض مناسيب مياه الأهوار إلى أكثر من النصف خلال أشهر الصيف

نشر في: 24 مايو, 2021: 11:15 م

 ذي قار/ حسين العامل

توقعت منظمات بيئية معنية بالمياه وبيئة الاهوار انخفاض مناسيب مياه الاهوار الى اكثـر من النصف خلال اشهر الصيف، وحذرت من استنزاف الخزين المائي نتيجة السياسة المائية التي تعتمدها الوزارة في ادارة ملف المياه، وفيما اكد وزير الموارد المائية تأمين الحصص المائية للموسم الزراعي القادم، وصف ما يطلق من تصريحات حول شحة المياه بانها ازمة مفتعلة تطلقها اصوات نشاز لإشاعة الرعب.

وتداولت وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا صورا فوتوغرافية ومقاطع فيديوية تظهر انحسار مياه نهري دجلة والفرات وانخفاض مناسيبهما بصورة مقلقة اذ اظهرت المشاهد مساحات جافة وواسعة من حوض النهرين مع تحذيرات من موجة جفاف قادمة.

وعن حجم الانخفاض في مناسيب المياه واثاره على الخزين المائي قال المدير الاقليمي لمنظمة طبيعة العراق في مناطق الاهوار المهندس جاسم الاسدي لـ(المدى) ان "ما تطلقه وزارة الموارد المائية من تصريحات حول عدم وجود شحة مياه غير دقيق كون مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات انخفضت ليس في العراق فحسب وانما شهدت سوريا انخفاضا حادا في مياه نهر الفرات لم تشهده منذ مائة عام وهذا ينعكس بالتأكيد على مناسيب النهر في العراق"، واضاف "فيما قطعت ايران جميع الروافد المغذية لمناطق الاهوار والمناطق الرطبة ناهيك عن محافظة ديالى".

واوضح الاسدي ان "نهري دجلة والفرات باتا يفقدان نصف وارداتهما المائية، فسد دربندخان لا تصلهُ قطرة ماء من الجانب الإيراني، وبحيرة دوكان باتت تفقد 70 بالمئة من خزينها، وسد حمرين لم يتبق فيه سوى 450 مليون متر مكعب من المياه بعد أن تجاوز عام 2019 طاقتهُ القصوى المقدرة بمليارين وثمانمائة مليون متر مكعب وهو الان بانخفاض متواصل كون ايراداته المائية اليومية 15 متر مكعب/الثانية في حين الاستهلاك اليومي من السد يبلغ 30 متر مكعب/ الثانية لتغطية حاجة الزراعة وسقي البساتين"، واردف "الامر لا يختلف مع نهر ديالي الذي يكاد ان يموت عطشاً ناهيك عن قطع واردات نهري الكارون والكرخة من قبل الجانب الايراني الذي اقام العديد من السدود التي تتحكم وتمنع وصول المياه الى نهر دجلة وهور الحويزة".

وتابع المدير الاقليمي لمنظمة طبيعة العراق ان "العراق يعتمد حاليا على خزينه المائي الذي عززه عام 2019 كونها سنة وفرة مائية الا ان معظم هذا الخزين سوف يستنزف خلال الموسم الزراعي ولاسيما في زراعة الشلب"، داعيا "وزارة الموارد المائية الى مكاشفة العراقيين والمنظمات الدولية حول حقيقة الامر كون السنة الحالية هي سنة جفاف وتتطلب خطة حازمة لإدارة ملف المياه وتلافي الشحة وتداعياتها".

وشدد الاسدي على "ضرورة الضغط على الجانبين التركي والايراني لإطلاق المزيد من المياه وذلك من خلال استخدام ميزان التبادل التجاري بين البلدان المذكورة والعراق"، واردف " فلا يصح ان تجني تلك البلدان مليارات الدولارات من تجارتها مع العراق وتحرم الشعب العراقي من المياه وتتركه يواجه العطش".

وعن تأثير شحة المياه على مناطق الاهوار قال المدير الاقليمي لمنظمة طبيعة العراق ان "المنسوب الحالي لأهوار الناصرية هو متر و57 سم وهو منسوب جيد"، واستدرك "الا ان هذا المنسوب اخذ ينخفض ومنذ نحو اسبوعين بواقع سنتمتر واحد كل يوم واذ استمر هذا الانخفاض وفق هذا المعدل طيلة اشهر الصيف الثلاثة (حزيران وتموز وآب) فسوف تفقد الاهوار نصف خزينها من المياه هذا ناهيك عن الفقدان الناجم عن ارتفاع معدلات تبخر المياه في موسم الصيف وتداعيات ارتفاع الملوحة وزيادة تأثيرات التلوث".

وحذر الاسدي من ان "مستقبل الاهوار في خطر ان لم تتدارك الوزارة الامر بصورة فورية وتعمل على تفعيل المعاهدات والاتفاقيات الدولية لضمان حصتها من المياه"، داعيا "الحكومة المركزية الى عدم الاكتفاء بمذكرة التفاهم التي وقعتها مؤخرا مع تركيا كون مذكرة التفاهم بروتوكول دبلوماسي وهي غير ملزمة ان لم يجر تحويلها الى اتفاقية تنظم الموارد المائية بين البلدين".

وبدوره وصف وزير الموارد المائية المهندس مهدي رشيد ما يثار حول شحة المياه بالأزمة المفتعلة وقال في تصريح اطلقه خلال زيارته التفقدية لمحافظة ذي قار وتابعته (المدى) ان "الوزارة تطمئن الجميع، وان الكلام عن وجود شحة مائية وعدم تأمين حصص مائية للموسم الزراعي هو عار عن الصحة"، مبينا ان "الوزارة بالرغم من انحسار الامطار وقلة الغطاء الثلجي كانت حريصة على تأمين المياه للخطتين الزراعيتين الصيفية والشتوية القادمة".

ودعا رشيد "الجميع الى استقاء المعلومات عن المياه من مصدرها في وزارة الموارد المائية"، واصفا ما يطلق من تصريحات تحذر من الشحة بـ"الأصوات النشاز التي تحاول ان تزرع الرعب".

واكد وزير الموارد المائية "لن يكون هناك انخفاض بمناسيب المياه كون الوزارة اعتمدت سياسة صارمة في خزن اكبر كمية من المياه لغرض اطلاقها خلال الصيف الحالي"، واصفا "انخفاض المناسيب في نهري دجلة والفرات خلال الفترة المنصرمة بانه تخفيض مصطنع من قبل الوزارة يدخل ضمن سياستها التشغيلية في ادارة ملف المياه". واشار رشيد الى ان "مناسيب المياه سوف تشهد ارتفاعا في النهرين المذكورين خلال الفترة القادمة وبالتزامن مع انطلاق الخطة الزراعية للموسم الصيفي"، مؤكدا ان "هذا الصيف لن تكون فيه شحة وان الوزارة حريصة كل الحرص على تأمين المياه رغم كل ما تواجهه من تحديات".

وبدوره نشر رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية رعد حبيب الاسدي في مدونته الشخصية صورة توضح انخفاض مناسيب المياه في مناطق الاهوار وكتب قائلا ان "انخفاض منسوب المياه في نقطة قياس مجرى السحاكي في الأهوار الوسطى بلغ متر و40 سنتمترا بعد أن كان في شهر آذار الماضي أكثر من متر و ٧٨ سنتمترا"، مشيرا إلى "تباطؤ سرعة جريان هذا المجرى وارتفاع نسبة الملوحة".

واضاف الاسدي "إن لم يتم تدارك الامر فأن الأهوار الوسطى مقبلة على كارثة بيئية وقد يتكرر جفاف السنوات السابقة وخصوصاً ونحن إلى الآن لم ندخل فصل الصيف ومعدلات التبخر العالية".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ذي قار.. التضييق على حرية التعبير يطال ناشطات والأوساط المجتمعية تستهجن
محليات

ذي قار.. التضييق على حرية التعبير يطال ناشطات والأوساط المجتمعية تستهجن

 صدور أوامر قبض واستخدام المداهمات الأمنية للقبض على ناشطين عبروا عن آرائهم في مواقع التواصل ذي قار / حسين العامل أعربت أوساط مجتمعية في ذي قار عن استهجانها من استخدام أسلوب المداهمات الأمنية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram