عبد الزهرة المنشداوياضطررت لإيقاف سيارة (تاكسي) في منطقة الوزيرية، بغية الوصول الى ساحة النصر بالوقت المحدد الذي خمنته.شغل بالي في هذه الأثناء مشكلة المساومة على الأجرة والمبلغ الذي يتوجب علي دفعه وما تأثيره و انعكاسه على مجمل نشاطي اليومي من تنقلات ووجبة غداء وأقداح شاي وسكائر.
حسابات يومية لا تنتهي يهتم به من كان على حالتي وشاكلتي (كثير العيال قليل المال). فتحت باب سيارة الأجرة الحديثة، والبيضاء اللون يتقدمها أسد فضي لامع (بيجو) حديثة، فكان لي ما أردت هواء بارد ينبعث من داخلها يبعث على الخدر، والاسترخاء في يوم قائظ فكان ذلك منية النفس وبقرب السائق جلست، جلسة المستريح في يوم شديد الحرارة ولم احسب للأجرة حساباً ولم أطالب عن مقدارها بتصريح.!ما يهم نقلت لسائق التاكسي سعادتي وارتياحي لانه من القلة من العاملين في نقل الركاب العاملين على سيارات الاجرة من الذين لا يوجهون اللوم للشركات المصنعة للسيارات من امثال (جنرال موتورز) و(تيوتا) و(مرسيدس بنز)، وشركات صناعة السيارات الكورية التي برزت كالشهاب في سماء الشارع العراقي، من كون جهاز التبريد الملحق بسياراتهم يضر الضرر البالغ في ماكنة السيارة ويسرع في اندثارها واستهلاكها،سائق سيارة الاجرة و(الكيا الميني) العراقي يؤكد ذلك فيجعل من الراكب معه يستهلك السوائل التي احتواها في داخل جسده تنز كمزاريب الشتاء.هذا كان حديثي معه.من جانبه قال لي :الذي افهمه باعتباري سائق تاكسي في شارع عام ان المال اي مال يجهد في تحصيله الإنسان المراد منه توفير الراحة له،لذلك لماذا لا اريح نفسي بجهاز سيارتي المكيف وأريح المواطن معي صحيح ام غير صحيح ؟سألني فاجبته موافقا :قال هذا جانب، الجانب الآخر ان هذه الشركات فيها مهندسون وعلماء وخبراء هم اكثر دراية باجزاء السيارة والأضرار التي يمكن ان تلحق بها من سائق التاكسي الذي يذهب بالقول ان تشغيل جهاز تبريد السيارة يضر بماكنتها وهذه (فرية) ومن مصادر لا يعول عليها كثيرا و(واصل حديثه): في البيت عمدت الى شراء جهاز تكييف هواء بثمن غال من اجل نسمة هواء باردة تبعث في نفسي شعورا بالارتياح من ضغط حرارة صيفنا .الوقت الذي أمضيه في الشارع اكثر من وقت البيت فلماذا احرم نفسي من هذه التكنولوجيا التي هي أكثر ملاءمة لنا في هذا الفصل القاسي أجهزة تكييف السيارات تؤثر بماكنة السيارة عذر واه لحرمان أنفسنا والراكب ولو كانت كما يذكر سواقنا لما صممتها الشركة. المكيف في سيارتي يجعل مني اكثر مطاولة في الشارع ويبعث في نفس الراكب الارتياح ويجعله سخيا في دفعه الاجرة بدل مساومات وتوقفات ,(روح وتعال)اقترح على كل من يهمه الامر في الدوائر ذات العلاقة ان( يجبر) كل صاحب سيارة تعمل في مجال النقل العام ان يشترط عليه تشغيل جهاز التبريد في سيارته ليكون لنا صيف محتمل . من جانبي أضم صوتي لصوت هذا السائق الفيلسوف.
شبابيك: فلسفة سائق تاكسي!
نشر في: 24 مايو, 2010: 05:15 م