ترجمة : عدوية الهلالي

كان إطلاق فيلمه ( أنا اتهم) في عام 2019 محاطًا بجدل شديد، لكن هذا لم يمنع رومان بولانسكي من إعداد فيلم جديد يسمى (القصر) وهو من إنتاج مجموعة (راي) ، الفرع المخصص للأفلام السمعية والبصرية الإيطالية...ومن المقرر أن يبدأ تصوير فيلم (القصر) ، الذي تدور أحداثه في فندق سويسري فاخر ، في الخريف وسيجري التصوير في أحد الاستوديوهات الفرنسية ..

وخلال مؤتمر صحفي ، أوضح باولو ديل بروكو الناطق عن مجموعة راي موقفهم بقوله : "أعلم أن رومان بولانسكي يثير الجدل ، لكننا مهتمون فقط بالجانب الفني ، بالجودة والقصص. وليس التاريخ الشخصي ". سيدير الانتاج لوكا بارباريتشي ، الذي عمل بالفعل في فيلم (انا أتهم) ، الذي تم إنتاجه بالاشتراك مع سينما فرانس 2، وسينما فرانس 3، على جائزة سيزار لأفضل زي وأفضل تأليف وأفضل مخرج ، لكنه قوبل باستياء الجمعيات النسوية.

كتب رومان بولانسكي فيلم ( القصر) مع جيرزي سكوليموسكي ، وهو اسم كبير في السينما البولندية ، والذي ألفّ على وجه الخصوص فيلم (قتل أساسي ) في عام 2010. وقد تعاون الاثنان في سن الستين ، بعد أن التقوا في المدرسة الوطنية للسينما في لودز في شبابهم ، وشارك سكوليموسكي في تأليف السيناريو والحوارات لـ فيلم (سكين في الماء) ، وهو أول فيلم روائي طويل جلب الشهرة لبولانسكي ..

وبالنسبة إلى فيلم (القصر) ، صاغ المؤلفان أحداثه في فندق فخم في جبال الألب السويسرية ، ليلة رأس السنة الجديدة ، في عام 1999. وتناول الفيلم العلاقات بين العملاء والموظفين ، في الساعات الأخيرة من الألفية الثانية ، والتي ستشكل حبكة الفيلم.

وعلى الرغم من الجدل الذي أحدثته اتهامات الاغتصاب الموجهة ضد المخرج رومان بولانسكي، حقق فيلم (انا اتهم ) لبولانسكي نجاحاً كبيراً في الخارج ،وبعد بداية جيدة في فرنسا ، شاهد أكثر من مليون متفرج حول العالم فيلم المخرج الفرنسي البولندي المكرس لقضية (دريفوس)..ولكن لايبدو أن مخرج أفلام (طفل روزماري) و( عازف البيانو) و( القمر المر) و( البوابة التاسعة) و(شبح الكاتب) و( ماكبث ) مصمم على التقاعد على الرغم مما أعقب فوزه بالاوسكار الفرنسي ( جائزة سيزار) من اعتراضات لدرجة أن العديد من النجوم لن يوافقوا على الانضمام الى فريق التمثيل مثل كيت وينسلت – على سبيل المثال – بل صرح البعض بأنهم نادمون على التصوير معه ، في الوقت الذي تؤكد فيه شركة الإنتاج على ضرورة الفصل بين إبداع الفنان وحياته الشخصية ..

ولد بولانسكي في باريس عام 1933 ، وطور شغفه بالمسرح في وقت مبكر جداً. تخرج من مدرسة (لودز) للفيلم الوطني ، وفي الخمسينيات من القرن الماضي ، أخرج سلسلة كاملة من الأفلام القصيرة التي فازت بجوائزه الأولى. وفي عام 1962 ، قدم رومان فيلمه الأول ( سكين في الماء) الذي رشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. وبعد انتقاله إلى إنجلترا ، أخرج رومان فيلمه الثاني (اشمئزاز)، وهو فيلم مثير من بطولة كاثرين دونوف ، ،ثم حاز عن أفلامه التالية العديد من الجوائز. في عام 1968 ، كلفه منتج أمريكي بإنتاج فيلم رائع من بطولة ميا فارو وجون كاسافيتس ، هو فيلم (طفل روزماري )، والذي حقق عند إطلاقه نجاحاً كبيراً. وتم ترشيحه مرتين لجوائز الأوسكار. وفي عام 1969 ، قُتلت زوجته شارون تيت على يد أفراد من طائفة تشارلز مانسون في منزلها في لوس أنجلوس بينما كان المخرج يدير جلسة تصوير في لندن.وكانت الممثلة الأميركية حاملاً في شهرها الثامن.

وبعد هذه المأساة ، غرق رومان بولانسكي في الاكتئاب. ثم عمل بجد. وقدم سلسلة من الأفلام ، بما في ذلك (الحي الصيني ) و(تس). وفي عام 1977 ، حُكم على رومان بولانسكي بالسجن لمدة 90 يوماً بتهمة "ممارسة الجنس مع قاصر". واتهمت سامانثا جايمر ، البالغة من العمر 13 عاماً وقت الوقائع ، المخرج في ذلك الوقت بتخديرها واغتصابها. وعندما قرر القاضي إدانة المخرج ، قرر الأخير مغادرة الولايات المتحدة للاستقرار في فرنسا، وعلى الرغم من هذه العلاقة التي تلاحقه بانتظام ، يواصل رومان بولانسكي مشاريعه. وقد فاز في مهرجان البندقية السينمائي عام 2011 وفاز بجائزة سيزار لأفضل تأليف في عام 2014 ، كما فاز مرة أخرى بجائزة سيزار لأفضل مخرج ، وفي عام 2019 فاز بجائزة سيزار عن فيلم (أنا اتهم )وسط جدل اتهامه بالاغتصاب مرة أخرى ..

وفي مقابلة أجرتها مجلة باري ماتش الفرنسية مع المخرج في نهاية عام 2019 ، تحدث رومان بولانسكي علناً عن كل هذه الاتهامات: "لسنوات ، كان الناس يحاولون أن يجعلوا مني وحشاً. لقد اعتدت على التشهير ، ولكن بالنسبة لأولادي ، فإن الأمر مروع. وبالنسبة لي ، لا آمل حتى في تغيير مسار الأمور بعد الآن. واتهم رومان بولانسكي وسائل الإعلام بقوله : "لقد انقضت عليّ وسائل الإعلام بعنف لا يُصدق. إنهم يمسكون بكل اتهام كاذب جديد ، حتى لو كان سخيفاً وبدون مضمون ، لأنه يسمح لهم بإعادة إحياء هذه القصة. إنها مثل لعنة تعود ولا يمكنني فعل أي شيء حيال ذلك "..