أحمد ثامر جهاد
رغم كثرة الأفلام الروائية والوثائقية التي تناولت موضوع تعذيب السجناء العراقيين عشية حرب 2003، إلا أن فيلم المخرج الأميركي"أيرول موريس" الموسوم"قواعد العمل المعتادة" من ناحية فنية وسردية يعد أحد أفضل الأفلام التي تناولت فضيحة سجن"ابو غريب"وملابساتها القانونية،حيث استغرق البحث والتحضير وجمع المعلومات والصور وإجراء المقابلات مع المتورطين وشهود حوادث التعذيب والإذلال الجسدي نحو سنتين لتكون الحصيلة شريطاً وثائقياً رصيناً ومناهضاً لكل ما تسببت به الحرب على العراق من خسائر.
ضيوف الفيلم هم نفر من المتورطين بتلك الحوادث المشينة والذين يقدمون روايات مختلفة عما حصل آنذاك،حيث يظهر سجناء عراة يتم تكديسهم فوق بعضهم البعض بشكل مشين وإرغامهم على القيام بأوضاع جنسية تحت تهديد ووعيد حراس أميركيين يلهون ويبتسمون أمام الكاميرات، كما ظهر في تلك الصور الشهيرة التي تسربت للإعلام.
بعد أن انتشرت فضيحة السجن سيئ الصيت، وتحت ضغط الرأي العام العالمي، فتح تحقيق بالموضوع، وكما جرت العادة في فضائح الجيش الاميركي تم التحفظ والتستر على الرؤوس الكبيرة ليضحى في الغضون بعدد محدود من الرتب الصغيرة بذريعة مخالفة القوانين(ليندي انغلاند، تشارلز غرينر،سابرينا هارمان،جانيس كاربنسكي وآخرين). بمرور الوقت ومع كشف الكثير من خفايا الحرب على العراق أصبح جلياً أن ما حصل في أبو غريب لم يكن من قبيل الحوادث الفردية وإنما هو تقنية استخباراتية للاستجواب وانتزاع أكبر قدر ممكن من المعلومات، طُبقت سابقاً مع معتقلي غوانتانامو وبأوامر من كبار المسؤوليين الاميركيين وفي مقدمتهم وزير الدفاع رامسفيلد وفريق من مستشاريه.