يأمل مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم زيكو نجاح فكرة التغيير الذي اجراه على تشكيلة الاسود بانتزاع الفوز من نظيره الاردني في مباراة اليوم المصيرية التي تقام في ملعب نادي العربي بالدوحة ضمن تصفيات آسيا المؤهلة الى مونديال البرازيل ، ويعتمد زيكو لاجتياز الحاجز الاردني على اللعب باسلوب يمتاز بالتوازن في الدفاع والهجوم المرتد السريع لمباغتة المنافس الذي يلعب بطريقة التكتل في المناطق الخلفية واغلاق المساحات باحكام ثم التفكير بالمبادرة الهجومية ، ويحاول زيكو اضفاء جانب السرعة على اداء المنتخب لتعويض غياب المهاجم المصاب علاء عبد الزهرة وقد اختار لتحقيق مسعاه اللاعبين الشباب الذين يمتلكون القدرة على تنفيذ الواجبات الدفاعية والهجومية بسرعة للوصول الى مرمى الحارس عامر شفيع، وتلعب نتيجة المباراة دورا كبيرا في تحديد ملامح المتنافسين لخطف احدى بطاقتي التاهل الى المونديال حيث يمتلك منتخبنا نقطتين بالمركز الخامس في مجموعته .
الواجبات التكتيكية
يلعب منتخبنا بطريقة 4-2-3-1 في مسعى من المدرب زيكو بفرض اسلوبه التكتيكي على اجواء المباراة و السيطرة الميدانية على وسط الملعب وعدم منح الفرصة امام لاعبي المنتخب المنافس من امتلاك الكرة ونقلها بسهولة الى المهاجمين، ولتنفيذ تلك الواجبات التكتيكية يتطلب من لاعبي الثلث الوسطي القيام بالضغط القوي على اللاعب الحائز على الكرة مع ضرورة توفير التغطية الدفاعية من قبل لاعبي الارتكاز خلدون ابراهيم و سعد عبد الامير مع انضمام لاعبي الجناح الى الوسط لتقريب المساحات وابداء نوع من الصعوبة بتمرير الكرات باتجاه مرمى الحارس نور صبري او نقلها خلف المدافعين لاجادة المنتخب الاردني بناء الهجمات من الاطراف ثم التوغل في العمق الدفاعي او لعب الكرات المتقنة خلف المدافعين الى اللاعب القادم من الخلف حسن عبد الفتاح لذلك لابد من المدرب زيكو توظيف قدرات اللاعبين الفنية والبدنية بالشكل الامثل الذي يمكن منتخبنا من ملء الكثافة الدفاعية وبناء الهجمات بسرعة وتمريرها الى المهاجم امجد راضي عن طريق احمد ياسين وحمادي احمد وعندها تتغير طريقة اللعب الى 3-4-3 او 3-5-2 للاستفادة من ضعف التمركز الدفاعي للمنتخب الاردني والبطء في حركته وغياب التنسيق عن تحركاته.
قوة الدفاع
يعول زيكو كثيراً على امكانيات رباعي الدفاع احمد ابراهيم وعلي حسين رحيمة وسامال سعيد وحسام كاظم في بناء جدار حديدي صعب الاختراق لانه كلما كان الدفاع قويا متماسكا فان طريق الفوز تكون فيه افضيلة الفوز لصالحك .
ويواجه المدافعون اختبارا من نوع خاص لقدراتهم الفنية والخططية تتمثل بضرورة التعاون لكبح جماح مهاجمي الاردن عدي الصيفي وحسن عبد الفتاح ،ويمتاز مدافعو اسود الرافدين بالبناء الجسماني الجيد والقدرة على قطع الكرات العالية، ولكن ما يعاب عليهم البطء في نقل الكرة والصعود غير المنظم للمدافع علي حسين رحيمة الى الامام من دون التنسيق مع زميله احمد ابراهيم او عدم انضمام مدافعي الاطراف لتوفير العمق الدفاعي ، اما في حالة حيازة الكرة فلابد من المدافعين تمريرها من اللمسة الاولى الى الامام وعدم المبالغة في التمريرالعرضي لان ذلك يمنح الفرصة الكافية للمنتخب الاردني من العودة الى الوراء لسد الثغرات والتمركز في منتصف الميدان وبالتالي تكون عملية التحضير للهجوم بطيئة، كما يتطلب من رباعي الدفاع الابتعاد عن عمل الاخطاء قرب منطقة الجزاء لان ذلك قد يولد مشاكل فنية عدة على مرمى نور صبري .
الهجوم السريع
باستطاعة المدرب زيكو اختيار الاسلوب الهجومي المناسب لارباك مخططات المنتخب الاردني ودفاعه المهلهل من خلال التنوع في بناء الهجمات والقيام بعملية الربط الهجومي لعمل الزيادة في ساحة المنافس او تمرير الكرات الى المهاجم امجد راضي بانتظار صعود لاعبي الاطراف حمادي احمد واحمد ياسين ولنجاح الفكر الهجومي لمنتخبنا لابد من توفير المساندة الخلفية الامامية والتغطية الدفاعية مع ضرورة تقريب المسافات بين اللاعبين وعندها يكون المنتخب الاردني تحت الضغط الهجومي من الصعب ايقافه ما يجبر لاعبيه الى التراجع للخلف ، ويسهم في مساندة المهاجم امجد راضي من اللعب دور المصيدة بالتحرك الى جانبي الملعب لافساح المجال الى لاعبي الوسط التقدم الى داخل منطقة الجزاء او تبادل المراكز مع لاعبي الاطراف والتحرك من دون كرة والانتقال السريع من الدفاع الى الهجوم ،وعلى المهاجمين التعامل بهدوء مع الكرات وكذلك مع المدافعين الذين يقومون بعملية المراقبة على تحركاتهم لان احتفاظ المهاجم بهدوئه يجعله اكثر قدرة على هز الشباك .
مصدر القوة
يعد الحارس نور صبري من مصادر القوة للمنتخب ومصدر الاطمئنان لزملائه لامتلاكه الخبرة الميدانية الواسعة ورد الفعل السريع وقدرته الفائقة على تنظيم المدافعين من الخلف و بث روح الحماسة لديهم وجعلهم في حالة من اليقظة طيلة المباراة و يأمل زيكو ان يكون صبري في الموعد ويقدم العرض المتوقع منه ويؤكد انه نصف الفريق الآمن وعندها نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً لخطف نقاط الفوز.
ووفق المعطيات الفنية فان منتخبنا الاكثر جاهزية للفوز على نظيره الاردني و تبقى انظار الجمهور شاخصة اتجاه الدوحة بانتظار بشائر الفوز من اسود الرافدين لدخول دائرة التنافس من جديد للوصول الى المونديال الحلم.