رعد العراقي
مباراتي منتخبنا الوطني الاستعدادية مع منتخب طاجيكستان والنيبال أصابت الكثير من المتابعين بقلق وإحباط بعد أن فشل الأسود في الخروج بفوزٍ معنوي في الأولى وأداء غير متوازن ومتذبب برغم الانتصار في الثانية بستة أهداف لهدفين كانت بمثابة رسائل غير مُطمئنة لقلوب الجماهير التي تنتظر بشغف ما يؤكد قدرة لاعبينا على اجتياز ما تبقى من مباريات أمام كمبوديا وهونغ كونغ وإيران لضمان بطاقة العبور الى التصفيات الحاسمة المؤهلة الى نهائيات كأس العالم قطر 2022.
قد يكون القلق مشروعاً بعيداً عن النتيجة وقريباً من ضعف الأداء وثبات التشكيل والانسجام، وهو الأهم إلا أن المنطق يفرض النظر بشيء من الواقعية لظروف ما قبل المباراتين وما حصل من أحداث صادمة بين الهيئة التطبيعية وإدارة نادي الشرطة تسبّبت في سحب تسعة لاعبين من معسكر المنتخب أغلبهم يمثلون ركائز مهمّة في التشكيلة الاساسية أربكت كل حسابات الكادر التدريبي الذي حاول إعادة ترتيب خياراته والاستعانة باسماء جديدة لم يسبق لها اللعب مع المنتخب ولا تمتلك رصيد خبرة دولية!
بالمقابل فإن منتخبي طاجيكستان والنيبال يعيشان في أفضل حالاتهما الفنية بعد التطوّر الكبير في أسلوب أداءهما واعتمادهما على عناصر شابة أثبتت حضورها مع أنديتهم ومنتخبات الفئات العمرية.
تلك المعطيات لابد أن تفضي الى ظهور منتخبنا بحالة عدم توازن وغياب الانسجام، برغم السيطرة المُطلقة على أوقات المباراتين وبنسبة استحواذ عالية، لكنها كانت أقرب الى السلبية، وافتقرت الى جدية التعامل مع عدد الفرص المتاحة، وغالباً ما كان الاجتهاد والأنانية السِمة الأبرز لبعض اللاعبين التي لابد من الوقوف عندها طويلاً ومعالجتها قبل الدخول في أجواء التصفيات الحاسمة.
لا نرمي بالأسباب على اللاعبين أو الكادر التدريبي في عدم ثبات التشكيل وتذبذب الأداء بقدر ما نسجّل استمرار عُقدة الفوضى الإدارية وانعدام لغة الحوار والتنسيق بين الأطراف المعنية في الكرة العراقية، النتيجة والأداء كانا طبيعيين بحسابات قرار (العِناد والتحدي) بين الهيئة التطبيعية وإدارة نادي الشرطة!
** منتخب الصالات خيّب الآمال وأضاع فرصة التأهل لكأس العالم بعد أن تعرّض لهزيمتين أمام منتخب تايلاند، الأولى بسبعة أهداف مقابل هدفين، والثانية أظهرت حالة اليأس والاستسلام بعد أن استقبل أربعة أهداف من دون أن يتجرّأ ويُسجّل هدفاً واحداً يحفظ له ماء الوجه!
الغريب إن الثقة والطموح البارزة في تصريحات الكادر التدريبي كانت توحي بأن المهمّة ليست بالمستحيلة، وأن المنتخب قادر على هزيمة النمر التايلاندي أو على الأقل يكون ندّاً قوياً له، فماذا حصل؟
الحقيقة، إن الواقع فرض نفسه، وفضح أوهام الحالمين ممّن يركنون الى هُبات الصدفة، وضُعف المنافس في تحقيق النتائج، وأيضاً كشف أن هناك خللاً فنياً في أسلوب اختيار اللاعبين وشروطه الذي كان ولا يزال يمثل لُغزاً في توجيه اتهامات بوجود مجاملات وحسابات نادوية هي من تحدّد عملية انتقاء اللاعبين للمنتخب!
مواهب الصالات في العراق لا حصر لها، ففي كل حارة وزقاق هناك طاقات رائعة تنتظر فرصة الظهور، ويمكن أن تنتج منتخباً كبيراً سيكون ضيفاً دائماً على بطولات دولية مهمة، المُعضلة أننا لا نمتلك إرادة ولا جرأة الذهاب لتلك الأزقة والأحياء، وستبقى العلاقات والوساطات هي مَن تذبح بلا رحمة كل أمنياتنا، وتوقِف سقف الطموح للانطلاق نحو رحاب العالمية.
نأمل من اللجنة الفنية في الهيئة التطبيعية برئاسة الدكتور شامل كامل تحقيق لقاء مع الكادر الفني لكرة الصالات، وبحث أسباب المستوى المتدنّي والنتائج الموجِعة التي لا تتناسب مع مكانة اللعبة في العراق، كي تخرج اللجنة بتوصيات عاجلة تعجّل في تحديد مسبّبات الإقصاء والمُقصّرين في المهمّة الوطنية، واتخاذ القرار المناسب بشأن مصير المنتخب والملاك الفني لإطلاع الإعلام والجمهور عليه