محمد حمدي
أجزم، وبما لا يدعُ مجالاً للشك أن لعبة القوس والسهم ذات الانتشار البسيط في الأندية العراقية سيكون لها شأن آخر بعد انتهاء بطولة العرب باللعبة التي أقيمت في بغداد، وأختتمت يوم السبت الماضي بمشاركة تسع دول عربية نال العراق المركز الأول فيها فرقياً،
فقد أخذت هذه البطولة التي رعتها وزارة الشباب والرياضة وحضرها الوزير عدنان درجال وملاك وزارته يومياً ، أخذت حيّزاً واسعاً من الإعلام الكبير الى درجة النقل المباشر لقناة العراقية الرياضية لفعالياتها وتواجد معظم القنوات الأخرى فضلاً عن التغطيات المستفيضة للاتحاد العراقي للصحافة الرياضية عبر لجنته النشيطة وبقية وسائل الإعلام التي أجادت تسويق البطولة إعلامياً والوصول بها الى مصاف البطولات الكبرى.
نجاح كبير في التنظيم والرعاية لابد من الإشارة اليه وتوثيقه يُحسب لوزارة الشباب واتحاد اللعبة والإعلام العراقي بالتأكيد، وأجد أن استثمار فرصة النجاح اليوم قبل الغد مهمة بدعم الأندية الرياضية التي تفتح نافذة جديدة لانتشار اللعبة الأولمبية ونقصد لعبة القوس والسهم فيها وبصورة خاصة في المدن والمحافظات التي لم تصل اليها إصابات وفعاليات القوس والسهم، التي ربما كانت هدفنا الكبير المقبل في الحصول على الميدالية الأولمبية التي ننتظرها على أحرّ من الجمر، وهنا لابد لي أن أشيد بعائلة اللعبة من الكابتن سعد المشهداني الذي عمل جاهداً في الوصول الى الإنجاز سواء عن طريق الشقيقتين المتألقتين فاطمة ورند سعد أم بقية اللاعبين المتميّزين، ولكن بالتأكيد لو كتب للعبة أن تنتشر في محافظات ومدن أخرى ولو أسهمت وزارة الشباب واللجنة الأولمبية في تطوير المدربين وتوفير التجهيزات الحديثة الضرورية للعبة فإننا سنكون قد حققنا طفرة مهمة سنتسيّد بها المنطقة أقليمياً وقارياً على أقل تقدير، وهي ليست بالمسألة الصعبة، ومن الممكن التعامل معها ببساطة وتأمين احتياجاتها ونشرها عن طريق مراكز الموهبة الرياضية ومنتديات الشباب وإن جمالية تجهيزاتها وروح المنافسة لابد أن تستهوي الشباب من كلا الجنسين، وهو ما نريده تماماً فضلاً عن أنها لعبة غير مُكلفة ومن المُمكن توفير أماكن التدريب والإعداد لها بسهولة.
من الجانب الآخر، وبحسب ما سمعنا أو اطلعنا فإن أكثر من اتحاد فردي أو فرقي فاتح وزارة الشباب والرياضة ناشداً دعمه لاقامة بطولات العرب وغربي آسيا وآسيا أيضاً بألعاب مختلفة ومنها لعبة البليارد والسنوكر التي يتألق بها اللاعب العراقي على الدوام وإن مردود إقامة مثل هذه البطولات على أرضنا سيكون كبيراً جداً، ونستطيع خلال فترة وجيزة أن نؤسّس لأرضية مهمة من البطولات الرياضية التي تقام على أرضنا وبين جماهيرنا بعد أن حرمنا لفترات طويلة من هذا الحق المشروع، بالمقابل فإن على الاتحادات الرياضية أن تكون خطواتها واثقة في السير قدماً نحو النجاح كما عمل اتحاد القوس والسهم الى اللحظة الأخيرة التي توجّها بعزف النشيد الوطني للعراق فائزاً بالمركز الأول.
خطوة مهمة أخرى لجميع الاتحادات بالتواجد عبر إداراتها في البطولات لكسب الخبرة والدراية وآلية التعامل مع وزارة الشباب أو أية جهة راعية لكي يكون العمل جارياً بانسيابية ومرونة عالية ولا يتعرّض لأية مطبّات.