TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: هل شاهدت فديو جونسون؟

العمود الثامن: هل شاهدت فديو جونسون؟

نشر في: 31 مايو, 2021: 10:04 م

 علي حسين

هل شاهدت مثلي مقطع فيديو لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وهو يركض داخل محطة " قطار واترلو " للحاق بالقطار، حيث ظهر المسؤول البريطاني، في مقطع فيديو مدته 12 ثانية، وهو يجري مرتدياً الكمامة مع فريقه المرافق للحاق بالقطار، وأثناء ركضه حيته سيدة سجلت المقطع وهي تضحك، قائلة:

مرحباً بوريس، فيما لوح لها بيده ! .. وقد حظي الفيديو بآلاف التعليقات كلها تؤكد أن رئيس الوزراء كان يركض لأنه يعلم أن القطار لن ينتظره هو أو أي مسؤول غيره. ربما يسخر مني البعض ويقول يارجل لماذا تلف وتدور، وتحاول ان تمتدح الإمبريالية، وتنسى أننا علمنا العالم قبل آلاف السنين ما هو القانون؟ وحتما البعض سيسخر من " جنابي " ويهز يده ساخراً وهو يقول: تترك مشاكل البلاد والمؤامرة الأمريكية التي تريد أن تسرق منا عالماً بحجم عالية نصيف ، وقبل أن أجيب اسمحوا لي أن أواصل الحديث عن السيد جونسون، الذي يذكرنا اسمه باللصقة الشهيرة علامة "جونسون"، التي يصر مسؤولونا وساستنا على استخدامها رافعين شعار من الكرسي إلى القبر.. وأعود إلى جونسون، الإنسان وليس اللصقة، حيث لم تنته ضجة الفيديو حتى نشرت الصحف البريطانية خبراً يقول إن زوجة رئيس الوزراء الجديدة قررت أن تستأجر فستان زفاف مقابل 60 دولارا فقط ليوم واحد.

في مرّات كثيرة تبدو لي الكتابة عن تجارب الشعوب، أهم وأنفع للقارئ من أخبار الاحزاب السياسية في العراق والتي تريد ان تدخل موسوعة " غينيس " وتعيد لنا حكايات الف ليلة وليلة ، ولكن هذه المرة " الف حزب وحزب " ، ولافتات العشائر التي لا تريد أن تغادر عصر الزعماء، وقوانين قراقوش التي تريد أن تعيد لنا مجالس المحافظات والتي لم تجلب لنا سوى الخراب، ولهذا وجدت أن أخباراً مثيرة عن شعوب حية، أحرى بالكتابة من بؤس الخطاب السياسي العراقي.

قبل سنوات من هذا التاريخ قال بوريس جونسون إن احتمال جلوسه على كرسي رئيس الوزراء كان يشبه تخيل المطرب الراحل الفيس بريسلي يمشي حياً على سطح المريخ.

في بلاد الواق واق "العراق" لدينا إعلام يوجه أطناناً من تهم الفساد كل لحظة للعديد من المسؤولين، لكن معظمهم يطبقون حكمة "لا أرى لا أسمع لا أتكلم" ومفادها ترك الإعلام يتحدث كما يشاء حتى لو كان الفساد مقروناً بوثائق، بل إن بعض الفاسدين يتباهون علناً بفسادهم.

كلنا يتذكر فضيحة ابن أحد المسؤولين الذي منع طائرة للخطوط الجوية العراقية من أن تغادر المطار، واجبرها ان تنتظره لساعات، وكلنا يعيش اليوم مع حجاج " يستنكفون " الجلوس مع الناس ، خوفا من الحسد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

العمود الثامن: لجنة المرأة تحارب النساء

العمود الثامن: خواطر من بلاد العمل

أسباب تخلف العالم العربي في العلوم والتكنولوجيا

بين المتطلبات الأكاديمية والتحديات المهنية تعقيدات تطبيق تعليمات الترقيات العلمية

العمود الثامن: وزير يطارد المستقبل

 علي حسين كتب فيلسوف الاصلاح الامريكي هنري ثورو قبل قرنين من الزمن :" النضج حين تتحول كل مراياك الى نوافذ للمستقبل " ، تذكرت هذه العبارة وأنا اتجول في متحف المستقبل حيث يرى...
علي حسين

من الفكر الاخلاقي عند السيد حسين الصدر

غالب حسن الشابندر تحتل القضية الاخلاقية مكانة قصوى في اهتمامات السيد حسين إسماعيل الصدر، فالرجل لا يكاد يطرق قضية في مسائل الاجتماع والحقوق والواجبات والمواطنة حتى نجد للاخلاق مساحة كبيرة في طرحه أو طروحاته...
غالب حسن الشابندر

المغاربة يتألقون وعيا في مدونتهم الاسرية

هادي عزيز علي حراك غير مسبوق للشعب المغربي المثابر من اجل تحديث مدونته الاسرية، رؤى وافكار وطروحات وسجالات افضت الى مقترحات عدة دخل منها قائمة التوصيات المطلوبة للتعديل. العاهل المغربي حاضرا ومتماهيا ومستجيبا ومبادرا...
هادي عزيز علي

عاد ترمب… الرجاء ربط الأحزمة

غسان شربل هذا اليوم لا يشبه أسلافه. سيترك بصماته على جسد أميركا والعالم. لا البلاد عادية ولا الرجل عادي. والمشهد مثير وعنيف ولامع ومؤثر. حين تحتفل أميركا بتنصيب دونالد ترمب، على العالم أن يرابط...
غسان شربل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram