علاء المفرجي
عندما تقرأ مذكرات أحد المشاهير، تشعر بطبيعة الحال بالفضول لمعرفة كيف أصبح هذا الشخص مشهورًا. إذا لم يكن الكتاب مكتوبًا جيدًا، فسيظهر كل شيء على أنه مبتذل.
و ينفد صبر القارئ للوصول إلى «استراحة كبيرة».
عند القراءة عن أحد المشاهير غير المعروفين لك، فأنت إما تشعر بالملل أو تبحث عن أدلة لحل اللغز: ما الذي يجعل هذا الشخص مميزًا؟
كانت ليف أولمان، مؤلفة كتاب (اتغير) الصادر عن دار المدى بترجمة أسامة منزلجي، واحدة من السيدات الرائدات للمخرج إنغمار بيرغمان وأم أحد أبنائه. وواحدة من اهم نجمات الستيميات في السينما.
. يتبع الكتاب طريقًا ملتويًا من طفولة أولمان في النرويج ونجاحها في المراحل المبكرة إلى أفلامها في هوليوود في أوائل السبعينيات في ذروة مسيرتها الدولية. عملها (وعلاقتها) مع بيرغمان جعلها نجمة.
ربما لأنها ممثلة متدربة، أولمان متوائمة تمامًا مع المشاهد. كانت صغيرة، في السادسة من عمرها فقط، عندما توفي والدها. «أصبح موت أبي الفراغ الذي تركته في داخلي نوعًا من التجويف الذي يجب أن توضع فيه التجارب اللاحقة.» تتذكر رجلاً كان «طويلاً ويرتدي سترة جلدية بنية اللون ولم يقل شيئًا، ولكن بأيدينا، أرسلنا إشارات ضغط سرية لبعضنا البعض.»
هذه التفاصيل مهمة بالنسبة لها وتظهر في مكان آخر. تم تصوير بيرجمان، والد ابنتهما، لين، وهو يرتدي سترة جلدية بنية اللون، وهكذا تصف أولمان الشعور بالأمان في العلاقة: «يمسك بيده أثناء القراءة، وهي تشعر بالهدوء لأن كل شيء عادي... إنها... تعرف أن راحة اليد في يدها ستضربها سريعًا بقوة لتظهر أنها موجودة من أجله «.
يتم الاحتفال بالحياة على المسرح كشركة. «تنفس (الجمهور) وضحكهم وحركاتهم هي جزء من تجربتنا معهم. بين الحين والآخر يتم ضرب وتر حساس، نحن واحد. القاعة لا تزال والمسرح على قيد الحياة «. تأخذ أولمان القارئ وراء الكواليس في مجموعات أفلامها لإظهار تطورها كممثلة. «قبل بضع سنوات لم يكن بإمكاني لعب (مشهد صعب). كنت سأحاول أن أفعل الكثير، معقدًا، كان متوترًا وعصبيًا. الآن أمزح في فترات الراحة وأستأنف تركيزي مع الآخر عندما يقول إنغمار: العمل!»
غالبًا ما تكتب أولمان وكأنها تعطي توجيهات مسرحية: «لا شيء يتغير. حتى الأثاث مرتب كما كان من قبل «. لا توجد فقرات طويلة، ولا اجترار. لكن الكتابة لا تشعر أبدًا بالابتذال أو اللامبالاة. كتب هذا شخص ذو حساسية وشعور. كانت هناك أوقات وجدت فيها نفسي أفكر، «هذا ما رآه بيرجمان فيها.» محاولة فك رموز ما جذب إليه هو شيء يفعله أولمان في علاقتهما.
التغيير ليس أمرًا مشهورًا «يقول كل شيء». أولمان حذرة بشأن علاقتها مع بيرغمان. ليست واضحة بشأن التوقيت، لكن يبدو أنها تركت زوجها من أجله. بعد سنوات، في حفل عيد ميلاد الأربعين لهذا الزوج السابق، استاء أولمان من «وضعه تقريبًا أسفل الطاولة». لكن هذا ليس لأنها تشعر أنها تستحق الأفضل، ولكن لأنه كان ينبغي تكريم علاقتهما بشكل أفضل. «لقد كان إنسانًا عشت معه لفترة طويلة، ومع ذلك كان الأمر كما لو أنه لم يكن لدينا وقت للتعرف على بعضنا البعض». قالت بشكل مؤثر في مكان آخر، «لا يمكنني أن أكون شابًا مرة أخرى مع أي شخص آخر.».
كان بيرجمان متورطًا مع العديد من ممثلاته. أحداهن، بيبي أندرسون، «كان لديه هاجس لما سيحدث» لعلاقة أولمان مع بيرغمان. تقول أولمان «نظر إلى (بيبي) من السماء البعيدة حيث أقمت بصفتي أول امرأة على وجه الأرض أحبت وأحببت.» كان أولمان تعيش مع بيرغمان في فارو، وهي جزيرة «تقع بين روسيا والسويد» مع «أشجار التنوب ذات العُقد ذات الألوان الخضراء الغريبة، ومعظمها متقزم ومنحني على الأرض.» بالنسبة لبرغمان، العزلة هي الجنة. تقول أولمان «لا أتذكر رؤية مكان قاحل إلى هذا الحد.»
بعد فوات الأوان، أدرك أولمان أن الحياة مع بيرغمان كانت نوعًا من الفخ. حتى بعد انفصالهما، تحاول «عدم القيام بأي شيء حتى لا تتسبب في انتقادي - وبالتالي تعطيه كل الأسباب».
كتاب (اتغير) سيرة ذاتية عاكسة لإحدى أشهر الممثلات في العالم. في هذا الكتاب تحكي ليف أولمان عن طفولتها النرويجية وحياتها كـ «نجمة المسرح والشاشة». علاقتها بوالد طفلها، وكذلك المخرج في أدوارها العظيمة، إنغمار بيرغمان، جزء من هذا العمل. من ناحية مهمة، يبدو أن العلاقة المركزية في العمل هي بين أولمان وابنتها لين. تشعر أولمان بالذنب لأن حياتها المهنية حرمت ابنتها من تقاسم ساعات طويلة مع والدتها. غالبًا ما ينتقل أولمان من الماضي إلى الحاضر، ومن الحاضر إلى الماضي بطرق قد تكون مربكة. لكن قصتها الأساسية تُروى بوضوح.
