عمــار ســاطع
هناك من يعتقد ان مجلس اندية العراق، الذي انبثق قبل اعوام مضت، ولدَ بقانون فعلي؟ مثلما هناك مِنَ الرياضيين مَنْ يتصور ان مجلس اندية العراق لديه صلاحيات فعلية وغطاء رسمي ويؤدي ادواره بالشكل والصورة التي تجعل منه مرجعاً تلجأ إليه ادارات الاندية المنضوية تحت خيمته في حالة حدوث خلافات او مظلومية تقع عليها من اطرافٍ اياً كانت؟!
بيد ان الحقيقة ليست كذلك.. فمجلس اندية العراق، وكما نعلم، لا يتمتع بتلك الصلاحيات التي من شأنها ان تجعل منه تجمعاً يضم اندية مجموعها يعني الهيئة العامة، مثلما لا يُعنى هذا المجلس بارتباطات موثقة مع الدوائر او الجهات ذات العلاقة مثل اللجنة الاولمبية ووزارة الشباب، بل وحتى انه لم يُسجل رسمياً ضمن مؤسسات المجتمع المدني؟!
ولادة مجلس الاندية، في حينها، جاء لتجميع الأصوات التي من شأنها تصبح قوة فعالة امام من يحاول المساس بالضوابط والانظمة التي قد تُغير سلسلة البنود التي تم التصويت عليها قبل عقود أمام من يحاول تغيير سياسة الانتخابات التي ضربت مصالح الكثيرين من الذين اصبح تواجدهم دائم في مجالس ادارات الاندية الرياضية، مثلما كانت ولادة المجلس لأسباب تتعلق ضد المؤثرين على بقاء هذا وذاك في العمل الإداري واحتكارهم للواجهة، ومنعهم من التغييرات الديمقراطية التي يؤمنون بها؟!
وهنا اسأل.. ماذا فعل مجلس اندية العراق منذ انبثاقه وحتى يومنا هذا من مقررات صبت في مصلحة الاندية؟ وانقذت الاندية من واقعها المرير ووضعها العصيب وحالها المزري؟
أيها الأخوة.. ان صراع البقاء ومحاولة افشال خطط الاتجاه صوب الاحترافية وتحويل الاندية الرياضية الى اندية ثقافية اجتماعية رياضية من شأنه ان يبقي الحال على ما هو عليه، مثلما يعني ذلك استمرار الاخفاق بحيث تبقى الاندية التي يصل عددها الى نحو 480 في عموم البلاد معتمدة على التخصيصات المالية الحكومية ووفقاً للتصنيفات المعتمدة عبر المُنح التي لا تسد من احتياجات الاندية ومصاريفها؟!
من وجهة نظري.. اتصور ان انبثاق مجلس اندية العراق جاء في حينها لاسباب ومصالح انتخابية واضحة، اذ حاول قادته ان يكون لهم ثقلهم في فترة الفراغ الحاصلة وولادة تكتلات بين أطراف حاولت استثمار ما من شأنه يمنحهم مقدرات تَسَيُد العمل الرياضي، مكتفين بالشعارات، مبتعدين عن المحتوى الفعلي الذي يفترض به ان يكون حاضراً في حينها ليتم التعريف عن الاسباب والدوافع التي أدت الى انبثاق المجلس؟!
قانونياً.. لا اعرف.. ما هي الصبغة التي ولدت على أساسه محفزات تأسيس مجلس اندية العراق.. لكن ما اعلم به هو ان المجلس عاش في صراعات دائمة ودخل في (معمعة) مع جهات عدة وبقي وجودة شكلي، اذ لم يؤسس باتجاه حل العُقد ونبذ الخلافات وإنهاء المشاكل.. حتى ان بياناته التي صدرت، كانت اغلبها مع الاحداث التي قد تصطدم بمصالح البعض او تقترب من مقررات ترتبط بصناديق الاقتراع او تنوي انهاء حقبة قدماء القادة وتدفع بدماء جديدة تخلف المسؤولين الذين (عشعش) الكثير منهم في كراسي الرئاسة؟!
أقول.. إن مجلس اندية العراق.. بحاجة الى تشريعات واطراف تُسانده وتدفع به لأن يكون طرفاً مهماً ومؤثراً.. حاله من حال رابطة دوري المحترفين.. التي انبثقت في ظرف صعب ولم تُنجز ما جاءت من اجله، بل انها ولدت بعملية قيصرية وماتت نتيجة الأجواء التي اثرت على القائمين عليه او اولئك الذين لم يفلحوا في انعاش الجنين المشوّه.. فحدث ان بقيت اوضاع الرابطة حبراً على ورق دون ان تنجح المحاولات في ابقاء الوليد يعيش بالشكل الطبيعي؟!
وفي اعتقادي فأن الغريق يتعلّق بقشّة، عسى ولعل ان تنقذه من المصير المجهول.. وهذا هو بالتحديد حال ادارات الاندية التي لم يتغير منها بنحو 85 بالمئة، نتيجة الهيمنة على الحُكم وترويض الهيئة العامة وجعلها تابعة الى مجالس الإدارات دون النظر الى مصلحة النادي وكيانه وشعاره، فالمهم لدى من هو متواجد في إدارات الاندية هو البقاء لأطول فترة ممكنة، واستغلال منصبه بشتى الطرق لإبعاد المنافسين لمقعده بأي ثمن؟!