المدى/ جبار بچاي
ستُ سنوات مرت وربما أكثـر ومنفذ الشهابي المزمع استحداثه من قبل إيران حكاية لاكت بها طويلاً السن المسؤولين المحليين في واسط وتطرق لها الاعلام كثيراً دون أن يتحقق منها شيء غير الزيارات الميدانية لموقع المنفذ الذي يقابله في الجانب الايراني منفذ جنكولة، حيث أكمل الايرانيون هناك خطوات جيدة على صعيد خدمات البنى التحتية، ومن أهمها شبكات الطرق وبعض المشيدات الرئيسة.
بدأت حكاية منفذ الشهابي نحو (80 كم جنوب شرقي واسط) في عهد وزير الداخلية الاسبق محمد الغبان الذي طالب يوم الخميس الموافق (العاشر من كانون الأول 2015) خلال لقائه بالمسؤولين عن المنافذ الحدودية بوضع تصميم "نموذجي" للمنافذ العراقية مع دول الجوار يؤمن راحة المسافرين ومواكبة الزيادة المطردة بعددهم، ودعا إلى تصنيف المنافذ إلى تجاري أو سياحي، بحسب طبيعة استخدامها، وحينها كشفت هيئة المنافذ الحدودية عزمها عن فتح منفذين جديدين مع إيران في محافظتي ميسان وواسط أحدهما منفذ الشهابي الذي لم يرَ النور حتى الآن.
يقول النائب الأول لمحافظ واسط، عادل الزركاني في حديث لـ(المدى)، إن "إدارة المحافظة وبعد اللقاء مع رئيس هيئة المنفذ الحدودية الدكتور اللواء عمر الوائلي يوم 26 أيار الماضي شكلت لجنة فنية وإدارية برئاستنا لإكمال المخططات والكشوفات الفنية للطرق المؤدية للمنفذ كذلك البنى التحتية التي يحتاج لها الموقع المخصص لبناء المنفذ".
وأضاف أن "اللقاء مع رئيس الهيئة كان مثمراً جدا ولمسنا رغبة أكيدة باستحداث منفذ حدودي في منطقة الشهابي، التابعة لناحية شيخ سعد، مقابل منفذ جنكولة من الجانب الإيراني لهذا سنمضي هذه المرة بخطوات جادة لفتح المنفذ".
وذكر أن "إدارة المحافظة قدمت جملة من المقترحات الى هيئة المنافذ وستكون هناك دراسة عملية لتلك المقترحات بهدف إكمال دراسة الجدوى الاقتصادية للمنفذ الذي سيكون ذا طابع تجاري يتيح رفع عمليات التبادل التجاري بين البلدين على نطاق أوسع بما يحقق عوائد مالية كبيرة لمحافظة واسط".
ويكشف الزركاني عن أن "اللجنة التي شكلت برئاسته ستتولى المضي لإكمال المخططات والكشوفات الفنية للطرق المؤدية للمنفذ، كذلك البنى التحتية التي يحتاج لها الموقع المخصص للإنشاء، إضافة الى تدقيق التفاصيل الاخرى ومن ثم العودة الى هيئة المنافذ والبدء بوضع الخطوات الجادة للعمل على استحداثه بعيداً عن الحسابات والرغبات السياسية التي كانت سائدة وحالت دون إعطاء الموافقات لفتح هذا المنفذ طوال السنوات الماضية".
وكانت إدارة محافظة واسط قد أعلنت يوم الجمعة الـ(السادس والعشرون من شباط 2016) عن أن ثمان وزارات اتحادية أكدت موافقتها على استحداث منفذ الشهابي مع إيران، وفيما لفتت الى عدم وجود أية موانع تحول دون البدء به باستثناء نقص الأموال، أكدت أن للمنفذ الجديد إنعكاسات ايجابية كبيرة على الجانب الاقتصادي للمحافظة.
ويقول نائب المحافظ إن "الحكومة المحلية في واسط وعلى مدى السنوات الماضية شكلت لجان عديدة وأجرينا عدة لقاءات مباشرة وقسم منها كان ميدانيا مع الجانب الايراني الذي كان متحمساً للغاية لبدء العمل في المنفذ لكن دون جدوى".
ويذكر أن "الايرانيين تعهدوا حينها بتنفيذ بعض أعمال خدمات البنى التحتية في الجانب العراقي خاصة الطرق التي تربطه مع طريق الكوت العام لكن التعقيدات والروتين والمماطلة لدى الجهات العراقية صاحبة القرار في بغداد حالت دون ذلك"، مؤكداً أن "منفذ الشهابي في حال إنجازه ستكون له أهمية كبيرة على صعيد المحافظة تجارياً وسياحياً نظراً للموقع الذي يتميز به، كونه يقع في أقرب نقطة تتوسط محافظات الوسط والجنوب إضافة الى محافظات الفرات الأوسط".
وتابع "من المؤمل أن يُنعش منفذ الشهابي اقتصادياً، ناحية شيخ سعد ومناطق جنوب المحافظة الواقعة جغرافياً على الطريق المتجه غرباً، الرابط بين ناحية شيخ سعد ومحافظات الديوانية والنجف وكربلاء والسماوة، مروراً بمناطق الحي، الدجيلي، الموفقية.. إضافة الى المناطق المحاذية في محافظتي ميسان وذي قار".
لافتا الى أن "منفذ الشهابي سيوفر فرص عمل مختلفة للآلاف من أبناء المحافظة في شتى المجالات، وينشط الحركة التجارية والسياحية، ويسهم في دعم إيراد واسط من تخصيصات المنافذ الحدودية التي يفترض أن تحصل المحافظة على نسبة 50% منها وفقا للقانون".
من جانبه، يقول مدير ناحية شيخ سعد بمحافظة واسط، أحمد طارق الهماشي إن "العديد من اللقاءات جمعت المسؤولين الحكوميين في كل من محافظتي واسط وايلام خلال السنوات الماضية وكلها كانت تركز على أهمية استحداث منفذ الشهابي المقابل لمنفذ جنكولة في الجانب الإيراني"، مضيفاً أن "كل الخطوات وئدت من قبل الحكومة الاتحادية بحجج وذرائع مختلفة كان الأهم فيها نقص الاموال"، كاشفاً عن أن "الايرانيين كانوا كل مرة يتعهدون بتنفيذ خدمات الماء والكهرباء والطرق في المنفذ العراقي إضافة الى الاعمال الاخرى بضمنها توسعة الطريق الرابط بين المنفذ وطريق الكوت وجعله طريقاً دوليا مهما".
وأوضح الهماشي أن "منفذ الشهابي سيكون على جانب كبير من الأهمية في استيعاب أعداد كبيرة من الزائرين في المناسبات الدينية وكذلك رفع مستوى التبادل التجاري بين العراق وإيران".
وتابع أن "اللجنة الفنية والادارية برئاسة النائب الأول للمحافظ وعضويته مع عدد آخر من المختصين في المحافظة باشرت بتنفيذ خطوات العمل المكلفة بها وسننجز ما أوكل الينا سريعاً كي يرى منذ الشهابي النور ويصبح حقيقة بعد أن كان حلماً يراود أبناء الناحية وأهالي محافظة واسط والمحافظات الاخرى".
وكان محافظ واسط الأسبق مالك خلف الوادي دعا يوم السبت الموافق (الثاني من كانون الثاني 2016)، الحكومة الاتحادية الى التعجيل ببناء منفذ الشهابي مع إيران واستثنائه من إجراءات التقشف وحينها أكد محافظ ايلام محمد رضا مراويد في لقاء جمعه بمحافظ واسط أن الحكومة الإيرانية جاهزة من جانبها للمباشرة في المنفذ الجديد وإمكانية فتح طريق يربطه مع الطريق المؤدي الى الكوت وتنفيذ مجموعة من الاعمال الرئيسة في الجانب العراقي تكون على حساب الايرانيين واشراف العراقيين.
يذكر أن العراق يرتبط حاليا مع إيران بعدد من المنافذ الحدودية أهمها، الشلامجة في البصرة والشيب في ميسان وزرباطية في واسط ومندلي في ديالى إضافة الى عدد من المنافذ في إقليم كردستان أهمها حاج عمران وباشماخ وبرويزخان في السليمانية ومنافذ أخرى تصنف على أنها غير رسمية.