ترجمة : المدىاقتيد السجين الشاب من طالبان وهو معصوب العينين إلى خيمة عسكرية وبعد ذلك اجلس وفتحت العصابة عن عينيه ليجد نفسه وسط 17 رجلا من شيوخ القرية ليواجه المتهم الرئيسي وهو يلوح بوثيقة بتواقيع الشيوخ
وبصمات أصابعهم وكان النقيب سكوت كومو من البحرية الأمريكية يقوم بدور المدعي واخبر السجين « هذه الرسالة الموجودة في يدي هنا هي وعد وقسم من كل هؤلاء الشيوخ من انك سوف لن تعمل مع طالبان او تقاتل من اجلهم «.بعد نصف ساعة التي استغرقتها مدة المحاكمة اعاد القائد حكم مجموعة الشيوخ إلى السجين الصامت جمعة خان الذي ألقت عليه القبض قوات المارينز بعد أن وجدوا بحوزته زناد قنبلة وذخائر وأسلحة وافيون قد قام بدفنها في زريبته لقد كان والد جمعة خان وجده من ضمن الشيوخ الذين كانوا في تلك المجموعة فقال النقيب سكوت كومو « من اجل السلام ومن اجل والدك وجدك سوف نطلق سراحك « .هكذا كان القانون ينفذ في عمق منطقة طالبان في قرية تقع قرب نهر هلمند حيث أن النظرية وراء هذا الجهد الأمريكي هو إعادة تكامل يقابل فيها العدو حقيقة غامضة في هذه الحرب التي مر عليها عقد تقريبا . النقيب سكوت اقر بأخطار محاكمة كهذه وامثالها مثل ما تبدو في افغانستان متسائلا « كيف سأعرف مثلا بان جمعة خان سوف لن يعود إلى العمل مع الطالبان ثانية ؟ مع ذلك فان الجهود تمضي حتى ان واشنطن وكابول تناقشان خططاً للمصالحة مع قادة كبار في الطالبان بينما يحاول القادة العسكريون على الأرض إعادة تكاملهم وتتبع آثار المتمردين يقول الكابتن سكوت « السبب بسيط بينما يتدرب رجال البحرية على القتال وليس لدينا مانع من ذلك لكن المشكلة هي ان القتال لن يجلب الاستقرار لوطنك « .بعد ستة أيام من إطلاق سراح خان قام نقيب آخر من المارينز هو جونسون بلازر بإطلاق سراح 25 آخرين من المتمردين بعد توقعيهم على الانضمام إلى الشرطة في قرية تقع شمال اقليم هلمند وبعد أسبوع من ذلك استمرت الاشتباكات بين جنود البحرية والطالبان في أعقاب الهجوم الأمريكي على منطقة المرجا والذي لازال مستمرا منذ شباط الماضي لحد الآن وكان المقدم براين كرسمس قد اطلق سراح شابين كانا قد اعترفا بالقتال لصالح طالبان بينما وقّعا ووقّع معهم اثنان من الشيوخ تعهدا بعدم القتال الى جانب الطالبان مرة أخرى .الحركة تحت التعليمات العسكرية كانت تستهدف اقناع المقاتلين من المستويات الدنيا بإلقاء اسلحتهم حيث يكرر القادة كلمتهم السحرية بان الولايات المتحدث لن تقتل في طريقها الى النصر في افغانستان مضيفين بأنهم في الحرب لمكافحة الارهاب كانت نيتهم كسب ود السكان لأن طالبان تتغلغل في عمق النسيج الاجتماعي للبلاد .ويصف المسئولون العسكريون عملية اعادة التكامل بقدر ما هي متقطعة في أحسن الأحوال فهي ايضا تمثل جهدا مؤقتا اكثر من كونه عملية رسمية يتمنون أن تقوم بتبنيها الحكومة الأفغانية في اجتماع قمة سياسي في كابول في الأسابيع القادمة . في العام الماضي وكجزء من محاولة الأفغان لأعطاء وظائف الى المنسلخين عن طالبان قالت حكومة كابول بان هناك على الأقل 9000 من المتمردين قد قاموا بتسليم اسلحتهم من جهته قال اللواء ريتشارد بارون قائد الجيش البريطاني في كابول والذي ساعد على الإشراف على جهود المصالحة الوطنية قال بان الحكومة الأفغانية قد خمنت بان هناك حوالي 40 ألف مقاتل تم إعادة تأهيلهم من 1000 من القادة الكبار وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون انه لا توجد لديهم فكرة عما هو عليه الحال في طالبان الآن . لقد صادقت واشنطن حتى الآن على خطط الحكومة الأفغانية حول المصالحة الوطنية مع البعض من أعضاء طالبان لكنها انسحبت من خط التفاوض مع الملا عمر هذه الخطط هي بالتأكيد صدى لخطط المصالحة الوطنية في العراق ولحركة الصحوة لكن الفرق كبير بين العراق وافغانستان ناهيك عن التاريخ الطويل للمقاتلين وتغير القوى المستمر في افغانستان. لقد وصل النقيب سكوت كومو وكتيبته الى المنطقة في شهر تشرين الأول الماضي وكان القتال على اشده لكن في وقت مبكر من هذا العام كان جنود الطالبان اما قد تم قتلهم او هربوا بعيد أو أعطى القسم العائد منهم وظائفا .لقد اعاد جنود البحرية فتح السوق وسلمت مئات الالاف من الدولارات على برامج العمل وبدات خططا لبناء مدارس وعيادات صحية مثلما تحركوا لبناء علاقات مع قبائل البشتون القريبة في المنطقة . جنود البحرية في نفس المنطقة يقومون بدوريات يومية لكي يتعرفوا على السكان وقد قامو بمنح مقاولات مشاريع بناء الى الشيوخ وساعات كثيرة من الجلوس معهم وشرب الشاي واخذ الصور ثم قامو باخذ الشبان اليافعين معهم إلى اماكن القتال لسؤالهم عن المتمردين الذي يلقون عليهم القبض فيما اذا كانوا من الطالبان أم لا وقال النقيب كوسمو « اذا اوصلناهم الى ان السبب الذي يقاتلون من اجله لا يستحق ونحن هنا من اجل ضمان الاستقرار في المنطقة فان ذلك يعتبر تمهيدا لكي لا يطعنوك
الولايات المتحدة تحاول إعادة تأهيل متمردي طالبان للعودة إلى المجتمع
نشر في: 25 مايو, 2010: 04:38 م