اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لماذا نحن عاجزون؟

العمود الثامن: لماذا نحن عاجزون؟

نشر في: 6 يونيو, 2021: 09:42 م

 علي حسين

نجلس كلّ يوم أمام التلفزيون في انتظار أن نسمع خبراً مفرحاً يُبشرنا أصحابه أنّ مفوضية الانتخابات، تراجعت عن قرارها بعدم السماح "للمناضل" أحمد الجبوري "ابو مازن" بالترشيح للانتخابات القادمة، فنحن نخشى أن لا نجد في الـ 7000 مرشّح ومئات الاحزاب الجديدة، أسماء مهمة مثل محمد الكربولي وحنان الفتلاوي، ورغم أن هؤلاء القادة طمأنونا أنّهم ماضون في مشروعهم "التنويري" لإنقاذ العراق من الفترة المظلمة.

تعلّمنا، من السنين والأحداث والتجارب، أنّ المسؤول العراقي لا يذهب إلّا ويأخذ معه كلّ شيء،لأنه ما أن يصل إلى كرسي البرلمان أو الوزارة، حتى يتراءى له، بل حتى يرى، أنه ليس موظفاً أو نائباً منتخباً، بل ورث الكرسي وسيورثه لأحد أقاربه أو أحبّائه.

حتماً سيلومني بعض القرّاء الأعزاء ويكتبون معاتبين: لماذا لا تتوقف عن متابعة يوميات الساسة العراقيين، ألا تشعر بالملل؟ سؤال وجيه حتماً، فأنا ياسادة ياكرام تعودت في هذه الزاوية الصغيرة، على أن أبحث لكم عن الغريب في عالم الديمقراطية العراقية، وأحاول أن أنقل لكم آخر الأخبار المفرحة، فقد قررت تركيا، باريحية، أن تخفض منسوب نهري دجلة والفرات إلى النصف فيما قطعت روافد مهمة عن أنهر العراق. وسيتوهم البعض أن الحكومة والبرلمان اتخذتا موقفاً صارماً تجاه ما يجري من جريمة بحق رافدي العراق "دجلة والفرات"، لكن الواقع يقول إن كل مواقفنا تستجيب لمقتضيات المصالح الشخصية والمذهبية والطائفية وليست الوطنية.

منذ سنوات، لا يمر يوم على المواطن العراقي، إلّا ويجد خبراً عاجلاً يؤكد أصحابه أنهم يطالبون أنقرة بسحب قواتها من العراق، وعشنا مع بيانات تطالبنا بأن نقدم الشكر إلى طهران، وفي كل خبر جديد يقفز مؤشر صادرات العراق من تركيا وإيران ليصل إلى مليارات الدولارات، ماذا نريد أن نعرف بعد ذلك؟ المهم ان لا الصناعة ، ولا مشاريع اسكانية ، الاستثمار متوقف حتى آخر صاروخ . التنمية في خبر كان، والناس مشغولة بالمعركة بين الحلبوسي والخنجر .

لا يزال مسؤولونا "الأفاضل" مصرّين على أن يتعلموا فنّ الخديعة من المرحوم مكيافيللي، سيضحك البعض مني ويقول يا رجل إنهم لايقرأون وإن قرأوا لايفهمون، لكنهم ياسادة شطّار جداً في اللعب على مشاعر البسطاء.

في كل يوم يسيء ساستنا إلى الديمقراطية، عندما يعتقدون أنها تعني بناء دولة القبائل والأحزاب المتصارعة والطوائف المتقاتلة.

ومن جديد، لا نريد أن نفارق شاشة التلفزيون.هذه المرة سنستمتع بحديث يبشرنا فيه بقرب قيام إمبراطورية إيران الكبرى، وطمأنتنا مشكوراً إلى أننا سنقدم اللاء لسلطان انقرة ، ومرة أخرى لا يمكن تفسير صمت ساسة العراق ومسؤوليه الذين يتسابقون على حشو بنادقهم بالعتاد، لو أن أحداً تظاهر ضد سرقة اموال البلاد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: نائب ونائم !!

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram