الكتاب: تاريخ مستقبل القطب الشماليتأليف: جارلس إيمرسنترجمة: المدى في رحلاته إلى القطب الشمالي، كتب المستكشف الإغريقي بيثيز، رؤيته لجدار من الجليد وضباب كثيف جداً،" لم يبق حولنا ارضاً أو بحاراً أو هواء، ولكن مادة صلبة مؤلفة من كل هذه المواد".وكتاب، تاريخ مستقبل القطب الشمالي، تأليف جارلس إيمرسن (32/2 صفحة)،
 يتحدث عن آراء المستكشفين القدامى ومنهم بيثيز الذي قال إن الإغريق استخدموا كلمة رئة البحر، بديلاً عن قناديل البحر في بعض الأحيان. ويستشهد أيضاً بما كتبه غافن فرانسيز،" إن سطح البحر بأكمله كان يبدو وكأن قشرة جيلاتينية تتحرك بإيقاع مع حركة الأمواج أشبه بقنديل بحر ضخم جداً."وما كان بيثيز ورجاله يرون هو تشكل المسطح الجليدي. ومهما كان الأمر، فانه أصبح الحدّ النهائي  للمستكشف، إذ إن بيثيز ورجاله أوقفوا السفينة، وأنزلوا أشرعتها وطلب القائد الابتعاد عن الجليد الذي سيهلكهم والعودة إلى مياه البحر الأبيض المتوسط الدافئة، وكانت تلك الرحلة الأولى من نوعها التي جابه فيها الإغريق القطب الشمالي، وقرروا بعدها الابتعاد تماماً عن تلك المنطقة ولكن مع ترك الاسم الذي اختاره لتلك البقاع وهو،"آركتيك"، وجذره في الإغريقية يعود إلى كلمة،" آركتوس"، وتعني " الدب" – في إشارة إلى تلك الأراضي التي تقع تحت الدب الكبير.إن مواجهة بيثيز القطب ورد فعله المخيف أمر مهم جداً، لأنه غدا معياراً لتعاملنا مع القطب البعيد عبر القرون المتتالية من الزمن. فقد أصبح المكان المخيف، القاسي والغامض، حيث الجليد والعواصف القوية. ولم يستطع غير الاسكندنافيين القدامى وسكان الاسكيمو بقواربهم المدبوغة تحمل ظروفها السيئة. وقد كتب جون ماكريغور في مؤلفة،" مصادر وعوامل جوية" عام 1834،" آيسلندا وغرينلاند أصبحنا بلا فائدة لأي غرض كان، إن طبيعة الحياة في القطب الشمالي، تعمل على إبادة المخلوقات، ومن المستحيل تحقيق أي تقدم هناك."وعلى الرغم من ذلك، واصل المستكشفون رحلاتهم ومنهم فرانكلين، قائد المجموعة العلمية البريطانية المشؤومة التي حاولت استكشاف الممر الشمالي الغربي عام 1845. كما إن هذه المحاولات، كانت موضوع روايات عدة، حيث استخدم القطب الشمالي كمكان يموت فيه فرانكشتاين ووحشه، كما ان جول فيرن في " مغامرات الكابتن هاتيراس" تدور هناك أيضاً. أما في القرن العشرين وبعد انتصار الإنسان في القطب، غدا القطب جبهة علمية ومكاناً للمغامرات. أما في عصرنا الحالي، فان القطب الشمالي، في القرن الحادي والعشرين، وإثر مخاطر سخونة الكرة الأرضية، فان المكان فقد صفاته التي عرف بها او كاد. وبناء على آراء العلماء، فان التغييرات الجوية سيكون تأثيرها اشد في القطبين عما في سائر أرجاء الأرض. إن الجليد تحت الدب الكبير يذوب والدفء يتسلل إلى القطب."والأمر الأسوأ هو تحطم وانحلال الأنهار الجليدية التي تهدد مياه المحيطات المتجمدة ما يؤدي إلى ارتفاع مناسيب مياه البحار وإبعاد المياه الدافئة عن شواطئنا. كما إن الطبقات المتجمدة في سيبريا وكندا بدأت بالذوبان مطلقة غازات تعمل على تدفئة الكرة الأرضية. وفي الوقت الذي تتطلع فيه القوى العالمية الكبرى إلى الحصول على ثروات القطب، فان سكانها بدأوا يطالبون باستقلالهم التام عنها. فالثروات الكبيرة من نفط وغاز ومعادن خام، ستكون في متناول المستثمرين المحليين دونما حاجة إلى الأجانب، بعد ذوبان الجليد. وقد تهيأت روسيا الآن للحصول على التيتانيوم موضحة طموحاتها في القطب.إن القطب الشمالي، كما يقول المؤلف، وصل سن النضج ومستقبل العالم ربما يكمن هناك. وهناك كتب عدة صدرت أخيراً عن الغابات التي تشهد المنطقة نموها (وهي تشمل أرجاء القطب كافة: شيتلاند وفارويس – مع الإشارة إلى نيوك، عاصمة غرين لاند، التي تقع جنوب الدائرة القطبية).إن على العالم التعامل باهتمام مع القطب الشمالي وسكانه، إن مستقبل الأرض في خطر، وكما يقول المؤلف،" إن القطب أصبح عدسة ينظر إلى العالم من خلالها. ولهذا السبب فإن ما يحدث هناك أمر مهم." عن/ الأوبزرفز