TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > حدث في مثل هذا اليوم: الحبوبي يبدأ قيادة المجاهدين

حدث في مثل هذا اليوم: الحبوبي يبدأ قيادة المجاهدين

نشر في: 13 نوفمبر, 2012: 08:00 م

في مثل هذا اليوم من عام 1914 شرع المجاهد والعالم والشاعر الكبير محمد سعيد الحبوبي القيادة الروحية لحركة المجاهدين ضد الاحتلال البريطاني للعراق الذي قامت قواته بالنزول في الفاو والتقدم شمالا حتى سقوط البصرة بأيديهم . فقد تنادى علماء الدين المسلمون لنصرة الدولة العثمانية ضد ما سموهم بالغزاة ، فأعلنوا الجهاد ورفعوا راياته في أكثر المدن العراقية ، وكانت مدينة النجف مركزا رئيسا من مراكز الجهاد ، واختير السيد محمد سعيد الحبوبي من قبل المراجع الدينية الكبيرة لقيادة المجاهدين . وتوجهت جموع المجاهدين من أنحاء العراق إلى الناصرية لصد التقدم البريطاني . وقد التقى السيد الحبوبي بالمجاهدين على طريق السماوة -الناصرية . وسار بهم إلى منطقة الشعيبة التي يتواجد فيها الإنجليز، وقاتل المحتلّين الإنجليز في معركة الشعيبة، إلّا أنّ تفوّق الإنجليز بالسلاح أجبر المقاومين إلى الانسحاب بعد أن قدّموا تضحيات جسيمة من الشهداء.

وكان المترجم له من أشدهم اهتماما وأكثرهم حماسا، فقد قاد جيشا جرارا وعسكر به في الشعيبة، وقد بلغ عدده تسعين ألف مجاهد على ما سمعته في تلك الأيام، ولما اندحر  الأتراك عن مراكزها وآل أمرها إلى الانسحاب والجلاء عن العراق بعد عراك طويل واندحر جيشه مع ما اندحر من جيوش المجاهدين في يوم الشعيبة المشهور عاد المترجم له إلى الناصرية المنتفك لاستنهاض العشائر وحثهم على الحرب من جديد، ففاجأه الأجل في الناصرية غصة وكمدا، فحمل إلى النجف بتشييع عظيم، ودفن حيث مقبرته المشهورة في الصحن الحيدري الشريف، فكان لوفاته في العراق كله صدى أسف عظيم وكان ذلك في أوائل شعبان سنة (1333) وتسابق أعلام الأدب لرثائه ومنهم: العلامة الشيخ جواد الشبيبي، فقد رثاه بقصيدة مطلعها:لواء الدين لف فلا جهـاد وباب العلم سد فلا اجتهادوأرخ وفاته بقوله:فقيد المسلمين غداة أودي حسبت الدين بينهم فقـيدالئن وجدوه للداعي مجيبا فقد فقدوه قرآنا مجـــــيداوإن شهدته أعينهم سعيدا فقد حملته أرؤسهم شهيداتقدم للجهاد أمير دين وساق المسلمين له جنودا ومذ لاقى المنية أرخوه (سعيد في الجهاد قضى سعيدا)

روى الشيخ علي الشرقي في مذكراته :فاتحت السيد الحبوبي بأن مالديهم من مال يوشك أن ينفد وطرحت عليه أن تساعدنا بعض الجهات من مال لتيسير أمور الجهاد. فامتنع وتشدد في الامتناع وقال (إني مكلف بالتضحيه في مالي ونفسي فإذا  نفد المال بقيت نوبة النفس.) اعتبروني جنديا من الجند آكل مما يأكلون واشرب مما يشربون وجهاد النفس أفضل لا أقبل درهما واحدا !! أجل إنه كان جنديا من الجنود وحقا قوله كان مطابقا لفعله حتى هلّ شهر شعبان 1333هـ/ منتصف حزيران 1915م . فمر يومه الأول ( الاثنين) والحبوبي طريح الفراش واليوم الثاني ولم يلحظ صحبه وأهله وممرضه تحسنا عليه .وفي صباح اليوم الثالث من شعبان ساءت حالته الصحية وما أن خيم الليل بظلامه الدامس حتى فاضت روح المجاهد البطل إلى بارئها في خشوع وسكينه واطمئنان .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

في بطولة شارك فيها أكثر من 60 متنافساً.. شطرنج الناصرية الأفضل

اقــــرأ: برعوشا – بيروسس

بيت المدى ومعهد غوته في ليالي رمضانية

رجال دين يجتمعون في عنكاوا أمام الفيلم العراقي "المسيحيون"

ثماني شاعرات يغازلن القصيدة

مقالات ذات صلة

رغم التحديات وقلة الدعم.. مسرح واسط يتعافى والقادم مسرح المرأة

رغم التحديات وقلة الدعم.. مسرح واسط يتعافى والقادم مسرح المرأة

 واسط / جبار بچاي أكد متخصصون بالشأن المسرحي في محافظة واسط أن المسرح في المحافظة بدأ يتعافى وينهض لبلوغ مرحلة ازدهاره في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي يدعم هذا التعافي جمهور تواق لفن المسرح...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram