الكتاب: تأريخ كبير لم يسجلتأليف: ويندي موفات ترجمة: إبتسام عبد الله في الرابعة من عمره، تعلم إدوارد مورغان فوستر إلإ تيكيت من كتاب بعنوان،"لا تفعل"، ونشأ شخصاً حذراً جداً، بحيث إن سأله أحد فيما اذا كانت السماء تمطر، فإنه سيجيب،" سأذهب إلى النافذة وأتأكد من الأمر".وفي عام 1911، عندما كان فوستر في الـ32 (توفي عام 1949 وهو في الحادية والتسعين من عمره)،
كان يمر بمرحلة من الملل والتعب من،"الموضوع الوحيد الذي يفكر فيه وهو حب الرجال والنساء والعكس بالعكس".كان فوستر من انتهى آنذاك من كتابة أعماله الروائية الكبيرة،" غرفة ذات مشهد"- 1908 و"نهاية هوارد" 1910، وسينجز بعدئذ، بعد عام 1924، روايته الشهيرة،" ممر إلى الهند"، وبعدها تخلى فوستر عن كتابة الرواية.وكان عدد كتّاب سيرة حياته، يجتذبون أو يتحسسون الإشارة إلى روايته،"موريس" حول المثلية الجنسية- والتي طبعت عام 1971، وعلى الرغم من ذلك، لم يركز أيّ كاتب سيرة حول ميوله الجنسية، كما فعلت ويندي موفات، الأستاذة في كلية ديكينز.وفي كتابها،" تاريخ كبير لم يسجّل، تفتح المؤلفة الصفحات المطوية من حياته والجانب الذي بقي مظلماً منها. وهي تغوص في قراءة يومياته ورسائله والمؤلفات التي تناولت مسبقاً سيرة حياته. وكان فوستر، بعد كتابته،"موريس"، قد أوصى بعدم نشرها إلا بعد وفاته. وعندما وصلت مخطوطة "موريس" إلى منزل كريستوفر ايشروود في سانتا مونيكا، بعد خمسة أشهر مضت على وفاته، وكان ايشروود يعرف بموضوع فوستر وكتابه الذي كان يرفض نشره في حياته، خاصة إن مؤلفات من ذلك النوع، كان إرسالها عبر البريد الأمريكي محّرماً آنذاك.وتتحدث المؤلفة عن طفولة فوستر وعلاقته غير المريحة بوالدته،" كان رقيقاً، يبكي لأي شيء،". وقيل يوماً لفوستر أن ينشر بصراحة ما لديه من أفكار ويوميات كما فعل أندريه جيد، أجاب،" ولكن والدة جيد تختلف عن والدتي."وفوستر مع كلية جامعة الملك- أوكسفورد، بدأت أولى علاقاته بالمجموعة التي أصبحت تسمى بـ"بلومزبري". ولم تتعد علاقاته آنذاك الصداقات التقليدية.إن كتاب موفات، يحاول تتبع اتجاهات فوستر وميوله العاطفية، التي منع بصراحة من نشرها في حياته، على الرغم من مواصلة كتابة يومياته. وقد سافر فوستر إلى عدد من البلدان الأوربية ومنها ايطاليا، معجباً بثقافتها. ولكن رحلته الأولى تلك كانت بصحبة والدته، ولكنه سافر إلى الإسكندرية في مصر مع الصليب الاحمر. وهناك أستطاع التصرف حسب ميوله، وبدون رقابة والدته، وكان آنذاك في الـ37 من عمره. و عندما تقدم في السن، تخلى عن كتابة الرواية ولكنه واصل نشر مقالاته في الصحف، وغدا أكثر جرأة وشخصاً أجتماعياً. وعلاقته الغريبة مع. ت.ي. لورنس، الأصغر منه سناً والذي كان معجباً به كروائي (فوستر كان في طريقه لزيارة لورنس في اليوم الذي أصيب به إثر حادثه دراجته النارية)،غدت نموذجاً للعلاقات السوّية التي تنعش النفس. وقد عبر فوستر بشكل واضح عن أفكاره، فعندما بلغ الـ84 من عمره، نظر بغضب إلى ماضيه وحياته التي أمضاها متخفياً وحذراً.
حياة جديدة لـ ي.م. فوستر
نشر في: 25 مايو, 2010: 06:10 م