طالب عبد العزيز
يتطلع البصريون الى مشاهدة الصورة الجديدة، التي سيبدو عليها كورنيش شط العرب، بعد بدء أعمال الشركة المنفذة لإعادة تهيئته، هناك صور جميلة للمشروع، يتداولها المدونون على صفحات الفيسبوك، وهي جملة بسيطة من أحلامهم، التي تعثرت طويلاً.
شخصياً، ولأنني من هواة الصيد أسعدتُ بتضمن فسحة من الشاطئ لصيادي السمك، ومثلي سيحلم كثيرون، كلٌّ على وفق تطلعاته وأحلامه، لكنَّ الحلم الاكبر هو رؤية البصرة بعامة مدينة أجمل وأجمل. والحق يقال فأنَّ المحافظ المهندس اسعد العيداني عمل جاداً لتغيير صورة المدينة، وبات واضحاً لدى سكان المدينة أن إيقاف عمل مجلس المحافظة، بوصفه حلقة زائدة، وتمركز القرار بشخص المحافظ، أسهم بقوة بظهور المشاريع الناجحة في المدينة.
وهنا، نود أن نهمس للاخ المحافظ بوجوب معالجة مشكلة المجاري، في قضاءي أبي الخصيب وشط العرب، بعد تجريف النخل، وردم الانهار، وتحويل المنطقتين الى مساكن وعشوائيات، الامر الذي تم بموجب أسوأ قرار اتخذه مجلس المحافظة آنذاك، بعد أن كانت ضفتا الشط بساتين عامرة بالنخل والخضروات مع عدد محدود في السكان، وبما لم يسهم في تلويث الشط والارض، أما اليوم، وبعد القرار سيء الصيت ذاك، فقد باتت كل الانهر الفرعية والثانوية مجاري قذرة، لصرف المياه الثقيلة والخفيفة، الامر الذي تعذر فيه على مديرية الري تنفيذ خططها في الكري والتنظيف، ذلك لأن السكان الجدد بنوا بيوتهم على ضفاف الانهار، ولم يراعوا الحرمة القانونية لها، فأهملت، وانسدت بالنفايات، والاطارات المستعملة وقناني المياه والملوثات الاخرى.
ويمكننا أن نسهم في ايجاد الحلول التي نراها ممكنة، باتخاذ قرار حكومي صارم وتنفيذ له أكثر صرامة يقضي بمنع تجريف ما تبقى من البساتين أولا، ثم انشاء شبكة صرف صحي، مثل التي نفذتها المحافظة في منطقة القبلة وبعض المناطق الاخرى ثانيا، والبحث عن طريقة لتنظيف وكري الانهار الفرعية لتصريف مياه الانهار هذه باتجاه شط العرب، علها تجد طريقها الى البحر، ثالثاً. بموجب النقاط الثلاث هذه ستتمكن المحافظة من تفادي أزمة صحية وبيئية واجتماعية قادمة لا محالة، ونرى القضية بأبعادها الخطيرة، إذ أن بقاء مياه الصرف في الانهار الفرعية والثانوية سيحولها الى مستنقعات تحيط البيوت، وبما يعرض السكان للأوبئة والامراض.
وأمر من هذا يستدعي الحديث عن تنظيف شط العرب ذاته، وانتشال الغوارق منه، وتعميق مجراه، لتصبح حركة المد والجزر فيه باقوى مستوى لها، وبما يمكّن الشط الكبير من استيعاب وجرف الرواسب والاوساخ العالقة في الانهار، وبما أننا نجد صعوبة بالغة في كري الافرع والانهر الصغيرة فيمكننا الاستعانة بالشركات الصينية في صناعة معدات مختلفة الحجوم تعمل على سحب وكري الملوثات العالقة فيها، أو الاستعانة بمهندسي الري والزراعة لعمل دراسة خاصة بالتنظيف، الذي يزداد تعقيداً يوم اثر آخر، وتفادي تفاقم القضية، التي يمكننا تشبيهها بالقنبلة الموقوتة.
إذا كان مشروع كورنيش شط العرب هاماً وضرورياً فأن معالجة مشكلة المجاري والمياه الثقيلة بقضاءي ابي الخصيب وشط العرب أكثر أهمية من أي مشروع آخر.