عامر القيسي كشفت مصادر ان جميع السياسيين شملوا بحملة التلقيحات التي تجريها وزارة الصحة ضد مرضي التايفوئيد والتهاب الكبد الفايروسي، ويضيف المصدر ان الملاكات الطبية والتمريضية في دوائر الصحة القريبة من المنطقة الخضراء قد باشرت حملة لتلقيح السياسيين وقد تستمر لايام.
فيما يتعلق بالسياسيين انتهى الخبر وصمت المصدر. للخبر دلالات، لعل اولها، ان المنطقة الخضراء ليست محصنة ضد امراض الفقراء وهذا امر مفرح حقا، لاننا في هذه الحالة"في الهوى سوى"، وثانيهما، ان النخبة السياسية العراقية المتواجدة في جغرافية المنطقة الخضراء، هي نخبة مثلنا من لحم ودم، يصيبها مايصيبنا، وتخاف مثلما نخاف نحن، وتتلقح مثلنا من الامراض السارية والمحتملة.ومن باب الخباثة، خطرت في بالي فكرة ان يقوم عبقري عراقي باختراع لقاحات ضد الامراض السياسية السارية، مثل المحاصصة والطائفية والحزبيات الضيقة والمناطقية والاستحواذ والاستئثار وعشق الكراسي والتهميش والفساد المالي والإداري وغيرها من الامراض المنتشرة في وسطنا السياسي الآن، وعلى عكس المألوف فإن عدوى هذه الامراض الغريبة تنتقل من الاعلى الى الأسفل، فيما تنتقل الامراض عادة من الاسفل الى الاعلى، أحد الخبراء قال: لاتتعجب فانها أمراض مختلفة لاتنطبق عليها، اشتراطات وقوانين ومعالجات الامراض العادية. ورغم صعوبة استمكان مثل هذا العبقري العراقي، الا ان الآراء تجمع على ان العلاج بيد مجموعة عبقرية، وليس بيد عبقري واحد، والسبب حسب الخبير السياسي: ان الامراض العادية تنتقل ببطء واعراضها ظاهرة، والعصية منها يمكن اكتشافها بواسطة الفحوصات المختبرية، لكن الامراض السياسية التي عددتها، بعضها من المستحيل اكتشافها لأن عباءتها قاتمة وغير شفافة وغير قابلة للمس والشم، وبعضها عباءتها ملونة، وتغير ألوانها مثل الحرباء، فهي مع الاخضر خضراء ومع الاحمر حمراء وعلى هذا المنوال عليك ياصاحبي ان تكون قادرا على الكشف، ليس عن طريق الاجهزة المستوردة لكشف المتفجرات والمفخخات لان بعضها اثبتت فشلها بفعل مرض الفساد المالي والاداري، ولكن عن طريق رصد المشهد السياسي وتحركاته بدقة وحساسية وبعد نظر وقدرة على التحليل واستنطاق الاحداث والربط والاستنتاج. من اين نأتي بكل هذه المؤهلات لكي نستطيع ان نرصد امراضنا السياسية؟إذن اللقاحات السياسية لها مواصفات غير تلك التي تأتينا من اميركا والغرب لنعالج بها انفسنا، فهذه مقبولة من كل الساسة العراقيين، فيما اللقاحات السياسية الاميركية والغربية، لاتصلح لنا لانها امبريالية وعميلة للشيطان، ولكن هذا الرفض لايمنع من زيارات اخوانية بين الفترة والاخرى للعلاج من بعض الامراض المزمنة وغير المزمنة، والتي يعتقد سياسيونا، ان اطباءنا ليس لديهم الأنامل السحرية للاطباء الغربيين! رغم اعترافات الغرب نفسة بإمكانات الاطباء العراقيين.الخبير احالني الى كشّاف"لايشق له غبار"كما يقال، وقال لي، يا أخي لاتتعب نفسك في البحث عن العباقرة، فإنهم امامك في الشارع والمزرعة والجامعات والمدارس ومواقع العمل ومساطر العمال، وجميع هؤلاء الناس يحملون اللقاح السحري واسمه"الحس الشعبي"الذي حصّن الشعب من سريان دم الطائفية وحجّم من المحاصصة وغيّر من اصول لعبة الكراسي، وأجبر القادة السياسيين على اللعب بطريقة، ربما ستساعد الجميع على اخذ لقاح"الحس الشعبي"، قبل البحث عنه في فرق اللقاحات التابعة لوزارة الصحة.
كتابة على الحيطان : لقاحات سياسية...
نشر في: 25 مايو, 2010: 07:11 م