علي حسين
هل سيتكرر سيناريو انتخابات 2018 ونشهد عزوفاً عن الانتخابات ونسباً تصل إلى أدنى مستوياتها ؟ سيقول البعض: لماذا لا تشجع على ممارسة ديمقراطية تجري في معظم بلدان العالم المتطور؟..
ياسادة أنا مثل كل العراقيين احلم بتغيير حقيقي، إلا ان ساستنا " الاشاوس يصرون دوما على أن يمارسوا لعبة الديمقراطية بالوجوه نفسها، وبمشروع سياسي لا يختلف كثيراً عن المسرحية الكوميدية التي ملّ الناس من التفرج عليها خلال السنوات الماضية.. بعد أشهر سنستعيد صوراً وأصواتاً، وخطباً رنانة سمعناها من قبل، وسنشاهدهم من شاشات الفضائيات ونطالع تصريحاتهم في الصحف.. وسيجري اقتياد الناس وبالقوة لحضور حفلة سياسية أصحابها معبّأون بكلام فارغ ومكرر من عينة "جئنا لإنقاذكم".
وجوه وأصوات يتم استحضارها في كل انتخابات، غير أن الوقائع والدلائل أكدت أن هذه الأصوات والوجوه، فشلت في أداء مهامها، ولهذا كانت الناس تتمنى أن تتم إعادة أصحابها إلى مستودعات السلع غير الصالحة للاستعمال.
كان الناس يتطلعون "لتشييع" الوجوه الكالحة لبعض النواب إلى مثواها الأخير، وأن يهدي الله الكتل السياسية إلى نواب تتوافر فيهم صفات الشهامة والرجولة والسمعة الطيبة، يدافعون عن الناس وليس عن مصالحهم الخاصة، ويحتمون بالحصانة البرلمانية ضد الفساد،لا أن يستثمروها في الرقص مع الفساد، يلبس بعضهم عباءة الفضيلة ليداري الرذيلة، ولكن روائح فسادهم الكريهة ملأت أروقة مؤسسات الدولة، وتسربت منها إلى الشوارع والأقضية والنواحي والمدن، وتحوّل بعضهم إلى مصيبة وقعت على رؤوس الناس البسطاء، محافظين ورؤساء مجالس محافظات يحتمون بالمناصب والوجاهة الاجتماعية والسطوة.
في الانتخابات السابقة حين أدار أكثر من نصف العراقيين ظهورهم إلى الانتخابات، فلأنهم ملّوا من المطالبة بأبسط حقوقهم، في حين أصر مسؤولونا الأشاوس في التأكيد على أن من يطالب بحقوقه فإنما يستقوي بالخارج وينفذ أجندات سياسية، ولا ندري هل الدعوة إلى توفير الكهرباء تحمل في طياتها أجندة سياسية؟ وهل البحث عن فرصة عمل يحمل روائح تدخّل أجنبي؟ وهل المطالبة بسكن لائق وحصة تموينية تليق بالبشر والتخلص من "الزبالة" التي ملأت شوارع العاصمة تقف وراءها قوى إمبريالية أو رجعية؟
وبعد، فلن يصيب "تسونامي" العراق لو غادره أصحاب الوجوه المتلونة، ولن يستطيع الفاسدون بعد الآن، من استخدام كلمة "لا" المدوية التي يواصل إطلاقها أهالي المحافظات بوجه مجالس محافظاتهم، لكيل الاتهامات بأن من يطلقها إنما هو صاحب أجندات خاصة، أو خائن يريد عودة نظام صدام المقبور.
لا أعرف ماذا ستفرزه الانتخابات، وربما تفوز نفس الوجوه، وأنا لست بساعٍ لتنفيذ أجندة خارجية ضد "جهابذة" البرلمان، ولكني أفترض أن الناس الذين اكتووا بنيران فسادهم وإفسادهم، لا يحتملون معاناة فصول مأساة جديدة، مع وجوه "انتهت صلاحيتها" حتى قبل أن تُطرح في الأسواق.!