TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: هل سيدير العراقيون ظهورهم للانتخابات؟

العمود الثامن: هل سيدير العراقيون ظهورهم للانتخابات؟

نشر في: 9 يونيو, 2021: 10:48 م

 علي حسين

هل سيتكرر سيناريو انتخابات 2018 ونشهد عزوفاً عن الانتخابات ونسباً تصل إلى أدنى مستوياتها ؟ سيقول البعض: لماذا لا تشجع على ممارسة ديمقراطية تجري في معظم بلدان العالم المتطور؟..

ياسادة أنا مثل كل العراقيين احلم بتغيير حقيقي، إلا ان ساستنا " الاشاوس يصرون دوما على أن يمارسوا لعبة الديمقراطية بالوجوه نفسها، وبمشروع سياسي لا يختلف كثيراً عن المسرحية الكوميدية التي ملّ الناس من التفرج عليها خلال السنوات الماضية.. بعد أشهر سنستعيد صوراً وأصواتاً، وخطباً رنانة سمعناها من قبل، وسنشاهدهم من شاشات الفضائيات ونطالع تصريحاتهم في الصحف.. وسيجري اقتياد الناس وبالقوة لحضور حفلة سياسية أصحابها معبّأون بكلام فارغ ومكرر من عينة "جئنا لإنقاذكم".

وجوه وأصوات يتم استحضارها في كل انتخابات، غير أن الوقائع والدلائل أكدت أن هذه الأصوات والوجوه، فشلت في أداء مهامها، ولهذا كانت الناس تتمنى أن تتم إعادة أصحابها إلى مستودعات السلع غير الصالحة للاستعمال.

كان الناس يتطلعون "لتشييع" الوجوه الكالحة لبعض النواب إلى مثواها الأخير، وأن يهدي الله الكتل السياسية إلى نواب تتوافر فيهم صفات الشهامة والرجولة والسمعة الطيبة، يدافعون عن الناس وليس عن مصالحهم الخاصة، ويحتمون بالحصانة البرلمانية ضد الفساد،لا أن يستثمروها في الرقص مع الفساد، يلبس بعضهم عباءة الفضيلة ليداري الرذيلة، ولكن روائح فسادهم الكريهة ملأت أروقة مؤسسات الدولة، وتسربت منها إلى الشوارع والأقضية والنواحي والمدن، وتحوّل بعضهم إلى مصيبة وقعت على رؤوس الناس البسطاء، محافظين ورؤساء مجالس محافظات يحتمون بالمناصب والوجاهة الاجتماعية والسطوة.

في الانتخابات السابقة حين أدار أكثر من نصف العراقيين ظهورهم إلى الانتخابات، فلأنهم ملّوا من المطالبة بأبسط حقوقهم، في حين أصر مسؤولونا الأشاوس في التأكيد على أن من يطالب بحقوقه فإنما يستقوي بالخارج وينفذ أجندات سياسية، ولا ندري هل الدعوة إلى توفير الكهرباء تحمل في طياتها أجندة سياسية؟ وهل البحث عن فرصة عمل يحمل روائح تدخّل أجنبي؟ وهل المطالبة بسكن لائق وحصة تموينية تليق بالبشر والتخلص من "الزبالة" التي ملأت شوارع العاصمة تقف وراءها قوى إمبريالية أو رجعية؟

وبعد، فلن يصيب "تسونامي" العراق لو غادره أصحاب الوجوه المتلونة، ولن يستطيع الفاسدون بعد الآن، من استخدام كلمة "لا" المدوية التي يواصل إطلاقها أهالي المحافظات بوجه مجالس محافظاتهم، لكيل الاتهامات بأن من يطلقها إنما هو صاحب أجندات خاصة، أو خائن يريد عودة نظام صدام المقبور.

لا أعرف ماذا ستفرزه الانتخابات، وربما تفوز نفس الوجوه، وأنا لست بساعٍ لتنفيذ أجندة خارجية ضد "جهابذة" البرلمان، ولكني أفترض أن الناس الذين اكتووا بنيران فسادهم وإفسادهم، لا يحتملون معاناة فصول مأساة جديدة، مع وجوه "انتهت صلاحيتها" حتى قبل أن تُطرح في الأسواق.!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram