د. رياض الاسديربما يكون الشيء الوحيد الباقي على الأرض ماديا وماثلا الذي خلفه الكاتب والرسام والناقد التشكيلي والمترجم جبرا إبراهيم جبرا (1919- 1994) هو هذا المنزل المتواضع في المنصور ببغداد. عاش جبرا معظم حياته في العراق وكتب روايات كثيرة عنه: صيادون في شارع ضيق، السفينة، البحث عن وليد مسعود وغيرها.
يقول جبرا : لقد بنيت هذا المنزل طابوقة طابوقة، كما يفعل كل العراقيين في بناء منازلهم وكما هم يعانون ويتفصد العرق من جباههم في ذلك: هذا كل ما بقي من (وطن) عاش فيه وتمرّغ بترابه وتشمم عبق نباتاته. جبرا عراقي بروحه وقلبه وعينيه، تشرب معنى العراق والعراقيين وعاش رؤاهم. لكنه ما كان سيحسب أن قسما منهم سيتفلسطنون!. وهو لم يبق له من فلسطين إلا أحلام مقدسية هائمة تراوده في منامه وتنبجس كلمات على أوراقه أحيانا. وفي هذا البيت هناك في بغداد وثائق الرجل وتخطيطاته ومشروعاته، فجبرا إلى جانب كونه روائيا هو ناقد تشكيلي ومترجم من الطراز الأول وباحث في الجماليات المختلفة في الفكر وعلى اللوحات. وبقي جبرا في هذا المنزل سنينا طوالا : غليونه وكتبه ولوحاته ومشروعاته وأحلامه وزيارات أصدقائه. كان جبرا متنوعا في عطائه, دؤوبا، يعمل بلا كلال ولا ملال، هكذا هو حال معظم الفلسطينيين الذين وقعوا في الشتات. لا شيء يقيهم غائلة العوز والغربة والموت غير العمل. يعملون حتى وهم مرضى. وكنا في عقد الستينيات من القرن الماضي. وجد جبرا أخيرا في بغداد وفي المنصور حيث يقع منزله وطنا آخر، باقيا، ماثلا، يشبه المأوى، يقيه حر الصيف وبرد الشتاء وغائلة الأيام. وما كان جبرا يحسب أنه وطن دائم فقد بقي الرجل مقدسيا ومن بيت لحم حتى آخر يوم من عمره؛ لكنه وطن ربما إلى حين.. وقد يكون جبرا يعلم في رؤاه أن ليس ثمة وطن ثابت لأولئك الذين فقدوا أوطانهم على مرّ التاريخ لذلك بقي يحلم بوطن الطفولة الضائع. ثم ضاع منزل جبرا هذا أيضا حيث دمر بفعل عمل إرهابي ونزل البيت على محتويات الكاتب وتاريخه وأحلامه.بعد تدمير البيت لم يعد ثمة وطن لجبرا قدم جبرا إبراهيم جبرا للقارئ العربي أبرز الكتاب الغربيين وعرف بالمدارس والمذاهب الأدبية الحديثة، ولعل ترجماته لشكسبير من أهم الترجمات العربية للكاتب البريطاني الخالد، وكذلك ترجماته لعيون الأدب الغربي، مثل نقله لرواية «الصخب والعنف» التي نال عنها الكاتب الأميركي وليم فوكنر جائزة نوبل للآداب. ولا يقل أهمية عن ترجمة هذه الرواية ذلك التقديم المهم لها، ولولا هذا التقديم لوجد قراء العربية صعوبة كبيرة في فهمها أعمال جبرا إبراهيم جبرا «. ع1- في الرواية:صراخ في ليل طويل - 1955 صيادون في شارع ضيق - بالانجليزية 1960 رواية السفينة - 1970 البحث عن وليد مسعود - 1978 عالم بلا خرائط - 1982 بالاشتراك مع عبد الرحمن منيف الغرف الأخرى - 1986 يوميات سراب عفان شارع الاميرات عرق وبدايات من حرف الياء- مجموعة قصصية البئر الأولى - سيرة ذاتية 2- في الشعر:تموز في المدينة 1959 المدار المغلق 1964 لوعة الشمس 1978 3- الترجمة:هاملت - ماكبث - الملك لير - عطيل - العاصفة - السونيتات لشكسبير برج بابل - أندريه مارو الأمير السعيد - أوسكار وايلد في اتظار غودو صأمويل بيكيت الصخب والعنف - وليام فوكنر ما قبل الفلسفة - هنري فرانكفورت 4- دراسات:ترويض النمرة الحرية والطوفان الفن والحلم والفعل 1986 تأملات في بنيان مرمري النار والجوهر الأسطورة والرمز جمعت أعماله النقدية في كتاب بعنوان « اقنعة الحقيقة.. أقنعة الخيال «
تدمير(وطن) جبرا إبراهيم جبرا
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 26 مايو, 2010: 04:49 م
يحدث الآن
مقالات ذات صلة
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/Almada-logo.png)