اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > جبرا إبراهيم جبرا: السنوات لي ما كانت لغيري

جبرا إبراهيم جبرا: السنوات لي ما كانت لغيري

نشر في: 26 مايو, 2010: 04:52 م

قيس مجيد المولى تشير الدراسات إلى أن المرحلة الأولى للمؤسسين والمنضوين باتجاه الظاهرة الجديدة (قصيدة النثر) والمتمثلة برواد (مجلة شعر ) في مرحلتها الأولية تشير إلى أن هناك وجهات نظر مختلفة تتصل بمعطيات هذه الحركة وأبعادها التطبيقية، ولعل فترة الاستحضارات تلك كانت بمثابة التوجه صوب عموميات الشعر لكن المخاض اللاحق كان السعي لتفجير طاقات اللغة ومغادرة الشكل القديم والعديد من أبوابه،
 ولكي يكون بمقدورنا تصور ذلك الهاجس لدى رواد الحداثة الشعرية لا من خلال تنظير اتهم الشعرية بل بالاطلاع على نماذجهم الشعرية التي لازموا بها مجلة (شعر) لاكتشاف ذلك الخلط مابين قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر ،لذلك وجدنا بـ «جبرا إبراهيم جبرا» ذلك المبتغى لكشف تلك الهواجس.ففي مطلع الخمسينيات بدا «جبرا إبراهيم جبرا» بنشر قصائده التي أسماها آنذاك (بالشعر الحر) لكنها في الشكل وفي المضمون تختلف اختلافا جذريا مع قصيدة نازك وبدر والبياتي سواء موقفها من التعامل مع اللغة أو الأسطورة أو حتى بطريقة كيفية التعامل مع الذات على ضوء الاتجاهات العالمية الجديدة في الفكر والأدب.كان جبرا يرى أنه لا بد من إيضاح مفردات القاموس الجديد وأثار قضايا جوهرية في حركة الشعر ولكنه كان عضوا رئيسيا في هذه الحركة رغم أنه لم يكن عضوا مؤسسا كحال أدونيس أو يوسف الخال وخليل حاوي ونذير عظمة.كان حراك جبرا يقع بين وترين الوتر الذي يرى أن العقل لم يتغير فهو يقع في مدارات الرومانسية المبتذلة وأن القصيدة العربية تقدم نفسها بتنظيم بنائي تناظري وأن تطورت ففيها روح البناء القديم ووتر التراث العربي وضرورة الحفاظ على مقوماته وكذلك الانفتاح على الأنماط الغربية دون المساس بمقومات الأمة وحاجة اللغة لموجودات الصراع النفسي لدى الفرد العربي.لقد رأى جبرا إبراهيم جبرا أن هناك توازيا لافتا للنظر بين معطيات القصيدة العربية ونمطها الغربي وهو يوعز ذلك إلى أن هناك تواصلا مابين الحضارات الحية يصل أحيانا حد التشابه في الصور والمخرجات الأخرى ومنها المخرجات المعرفية الكونية.أن لقاء جبرا المشترك مع مؤسسي حركة شعر مكن جبرا من تقبله كون هذه الحركة لا تنفي أهمية التراث العربي رغم أنها أدارت فيمابعد ظهرها له لكنها دعت وضمن بيانها التأسيسي إلى أن التراث الشعري العربي، وكذلك التراث الثقافي يمثلان كلا تاريخيا لذا وجب فهم هذا التراث فهما عميقا للتمكن من تطويره ، وأعتقد أن مفهوم تلك المقولة في بداية مرحلة التأسيس تدل على شئ ما وفي المرحلة اللاحقة دلت على أشياء أخرى منافية تماما لما كان يجول في تراث جبرا التنظيري عن التجديد في الشعر العربي ، إذ إن الأولوية الأن وبحسب ماعبر عنها يوسف الخال هي بالتعامل مع التراث الإنساني والإنطلاق من هذا التراث لرسم الأبعاد الشعرية المطلوبة ذات المناخات المتعددة ، وقبله أشار أدونيس إلى ذلك أن الشاعر العربي المعاصر يعرف أن موروثه العربي ليس إلا جزءا من موروث آخر.وأن الدخول الى الموروث الآخر هو الذي سيساعده على مواجهة الموت.ان جبرا يرى أن الحضارة العربية لها خصوصية في النشأة والتكوين وهي حضارة ليست مكتسبة من حضارات أخرى بل كونها رافدا مهما للحضارات وهو بنفس الوقت لا ينكر أهمية الحضارات الأخرى وما أفرزت من ثقافات وبنى فكرية وأقتصادية وأجتماعية وسياسية بما في ذلك كل مايتعلق بالأنظمة والتشريعات.ان البيان التأسيسي (بيان يوسف الخال)قد وضع أسس الشعرية الجديدة (التعبير عن التجربة الحياتية - الصور الحية - إبدال التعابير القديمة - تطوير الإيقاع - أولوية الإنسان في الصراع - وعي التراث الروحي - الإفادة من التجارب العالمية ) لقد وضع جبرا إبراهيم جبرا رؤيته الشعرية لتلك المرحلة حين رأى ومقدما لمجموعته الشعرية (تموز في المدينة) بقوله «ان حصيلة الشعر هي إغناء البشرية روحا وخيالا وتجديد قدراتها للمزيد من غزارة الحياة وللمزيد من التأمل تأكيدا لوعي الإنسان».لقد قدم جبرا خصوصيته الشعرية والتي بلا شك كانت ضمن أحد روافد المساهمات الجادة في الحركة الشعرية الجديدةولا عجب حين يقول الشاعر توفيق صايغ عما كتبه جبرا (لو فرضت علي الإقامة في جزيرة صحراوية ومسموحا لي بعشرة كتب فقط لجعلت أحد هذه الكتب (تموز في المدينة).عند قدومه الى بغداد كان يرى فيه الأدباء والمثقفون العراقيون الانعطافة الحقيقية في الشعر والرسم والنقد وهم يرون جديته لتخطي واقع الأدب العربي إذ يقول جبرا ضمن سجالات نواة الحداثة آنذاك «إن إدخال نغمة جديدة على فن قديم يعتمد موسيقى تقليدية ، أمر يحتاج إلى جرأة وقدر كبير من القدرة والبراعة» ولاشك أن موجوداته المتنوعة والتي حملت بيئات مختلفة (فلسطين - العراق - بريطانيا - أميركا ) وكذلك موجوداته الاستكشافية في الرسم والنقد والقصة والرواية والترجمة منحت شاعريته وكما وصفها هو بأنها «ذلك الرعب الشعري» حيث عجت مفردات قاموسه الشعري بنقائض كثيرة للخلاص.إن فكرة التكامل في أشكاله الأدبية والفنية تلك بلغت أقصاها إذ استطاع أن ينقل مايريد من خطابات بمستوى واحد وببعدين سواء متعاكسين بين الحضور المادي والروحانية المجردة ولعل ذلك أحد أسباب شعوره بغياب الحرية وتلافي السقوط في عبودية الذات فجبرا يرى أن الأزم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram