ياسين النصيرلم تكن كلمتنا بخصوص تخلي مؤسسات الدولة ومن بينها وزارة الثقافة عن دورها الوطني في متابعة الثقافة وشؤون المثقفين ، مجانبة للصواب،فالشاهد الأكثر إيلاما هو ما حدث لمقتنيات وبيت الروائي والشاعر والمترجم والرسام، والمثقف الكبير جبرا إبراهيم جبرا،
الذي دون أهم مراحل نمو الشعرية والفنية في العراق، والرسام الذي شارك في تأسيس عدد من الجمعيات الفنية، والروائي الذي كتب عن العراق وبغداد كما لو كان يكتب عن فلسطين والقدس، والإنسان الذي شاركنا محننا القديمة والجديدة، ورفض أن يتخذ من غير العراق سكنا. هذا المبدع الكبير يلقى اهتماما من قبل الصحافة الأمريكية والإنجليزية لما حدث لبيته بعد أن هدم وسرقت لوحاته ومقتنياته، في حين لم نجد أي اهتمام من وزارة الثقافة أو الدولة بما حدث له.بالأمس التقينا بصحفي من أصل لبناني يعمل في صحيفة أمريكية جاء للعراق خصيصا لمتابعة ما حدث لبيت ومقتنيات جبرا، وإحدى محطاته الصحفية كان اتحاد الأدباء ليلتقي برئيس الإتحاد الأستاذ فاضل ثامر الذي أبدى أسفه واستغرابه أيضا من أن المعلومات التي يعرفها الصحفي الأجنبي عن جبرا كثيرة ودقيقة بينما لم نعرفها نحن،لا وزارة ولا مؤسسة كاتحاد الأدباء، هذه المشكلة لا تخص أفرادا ينقبون بين الكوارث عن بيت قديم أو سكن لشاعر أو مثقف عراقي توفي أو على وشك مغادرتنا بقدر ما يكون ذلك من اختصاص جهات إعلامية وثقافية يفترض أن تكون لديها مدونة دقيقة كبقية وزارة الثقافة في العالم بأسماء المثقفين الأحياء والموتى وبأحوالهم وعناوينهم وأنشطتهم واختصاصهم،ليس من أجل أن تسد غائلة لهم أو لأسرهم،- وهي أبعد ما تكون عن ذلك- بل من أجل أن تكون جزءا من مهمة ترسيخ الثقافة الوطنية.حسنا.. نهب بيت جبرا بعد أن هدم، ونهبت معه ثروة لا تقدر بثمن هي خبرته في اقتناء لوحات الرسامين، ونهب معه كل ما يمت بصلة لجذر مثقف عاش في بغداد ونهل من مائها وترابها وضمنها خبرته ونشاطه.فهل نتدارس الموقف ونحاول ثانية لملمة نشاطنا باتجاه أن يكون المثقف – كل مثقف- تحت عناية جهة ثقافية معينة؟؟ rn
بيت جبرا والثقافة العراقية
نشر في: 26 مايو, 2010: 05:06 م