TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: ارنستو لَكوونا

موسيقى الاحد: ارنستو لَكوونا

نشر في: 12 يونيو, 2021: 09:28 م

ثائر صالح

اشتهر عمل البيانو المعروف باسم مالاكينيا واستعمل في بعض الأفلام كموسيقى مصاحبة دون أن يعرف الكثير منا أن مؤلفه هو موسيقي كوبي مهم، اسمه أرنستو لَكوونا (1896 – 1963)،

وهو عازف بيانو ماهر ومؤلف جلب الكثير من إيقاعات ورقصات وألحان كوبا إلى قاعات الموسيقى، ذاعت شهرته في الولايات المتحدة واسبانيا بالدرجة الأولى، بسبب نشاطه الكثيف في هذين البلدين حتى أطلق عليه اسم كرشوين الكوبي نسبة إلى الموسيقي الأمريكي ذي الأصول الأشكنازية الاوكرانية جورج كرشوين (1898 - 1937) بسبب مزاوجته الموسيقى الكلاسيكية مع الموسيقى الكوبية المحلية التي تصاهر بين التأثيرات الاسبانية والأفريقية والمحلية. يعد بين أفضل موسيقيي كوبا وأكثرهم شهرة واعتبروه سفيرهم الثقافي، خاصة في الولايات المتحدة، فقد عمل في منصب القنصل الثقافي الشرفي لكوبا في السفارة الكوبية في واشنطن لفترة. امتد تأثيره إلى السينما وانتشرت الموسيقى والإيقاعات الكوبية عبر ذلك النشاط، وهناك الكثير من أعماله التي دخلت في عداد الأعمال الخالدة، وهي التي تسمى في الغرب الأعمال دائمة الخضرة لتشبيهها بالأشجار دائمة الخضرة التي لا تتساقط أوراقها فتبقى محبوبة مسموعة دوماً حتى بعد تغير الذوق الموسيقي.

كتب لوكوونا الكثير من الأغاني والقطع الموسيقية التي غدت دائمة الخضرة، فإلى جانب عمليه المشهورين مالاكينيا واندلوثيا هناك دانسا لوكوني، برشلونا، سيبوني، الليلة الزرقاء، عيونك الزرقاء، إلى فيغو أذهب، دائماً في قلبي، في ذلك المساء، المظهر، إعلان الزهور، احبك دائما، مثل تنويمة النخيل وغيرها الكثير التي لا تزال الفرق اللاتينية وفرق الأغاني القديمة (أولديز Oldies) تقدمها. كتب كذلك أعمالا للأوركسترا منها الرابسوديا الزنجية (رابسوديا نغرا) للبيانو والأوركسترا (العرض الأول على قاعة كارنيجي بنيويورك سنة 1943). يزيد عدد الأعمال التي كتبها عن 600 عمل مختلف.

بانت موهبته الموسيقية مبكراً بتأثير اخته أرنستينا التي تكبره بثلاثة عشر عاما، وهي ذاتها عازفة بيانو ماهرة، فقامت بتعليمه العزف منذ كان في الثالثة. استطاع العزف في النوادي الاجتماعية وهو في الخامسة مما يدل على تمكنه من العزف على البيانو، ثم درس في الكونسرفاتوار الوطني في لا هافانا ومنح الميدالية الذهبية عند تخرجه وكان وقتها في الثامنة عشرة. واصل الدراسة عن هوبرت دي بلانك وهو موسيقي هولندي هاجر الى كوبا وهو من أسس الكونسرفاتوار هناك.

قدم أعمال ليست وشوبان ومندلسون ومؤلفاته في حفلات البيانو التي أقامها في الكثير من الدول، منها مبكرا في المسرح الصيفي الشهير لهوليود في لوس أنجلس سنة 1931 حيث قدم رابسودي بالأزرق لـكرشوين الذي كان بالصدفة بين الجمهور، وقد اعتبر كرشوين ذلك التقديم أفضل ترجمة لعمله سمعها من عازف بيانو، وأصبحا أصدقاء.

عاش سنواته الأخيرة في تامبا بولاية فلوريدا في الولايات المتحدة حيث هاجر اليها بعد قيام الثورة الكوبية في 1959، لكنه توفي في جزر الكناري الاسبانية عندما كان هناك في زيارة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

رئيس مجلس ديالى ممتعض من تحركات استجوابه: لن أرضخ لإقالتي

الأمم المتحدة تبدي موقفاً بشأن "الاعتداء" على عمّال سوريين في العراق

روسيا توافق على وقف إطلاق النار مع أوكرانيا

تغييرات إدارية في وزارة المالية

إضافة بيتر كوركيس لقائمة المنتخب العراقي بمواجهتي الكويت وفلسطين

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: تصنيف الأعمال الموسيقية

انتقائية باختين والثقافة الشعبية

الجندي الأمريكي والحرب

فوز الصيني جياكونجياكون بجائزة نوبل للعمارة (بريتسكر)

سحر محمول أغنية حب للكتاب.. من فجر التاريخ حتى ببليوغرافيا هتلر

مقالات ذات صلة

متعةُ وكشوفٌ لاتضاهى في قراءة الأعمال الكلاسيكية
عام

متعةُ وكشوفٌ لاتضاهى في قراءة الأعمال الكلاسيكية

لطفية الدليمي ربما تكون جائزة البوكر العالمية للرواية هي الجائزة الأعلى مقاماً بين الجوائز الروائية التي نعرف، ولعلّ من فضائلها أنّها الوسيلةُ غير المصرّح بها لتعريف القارئ العالمي بما يُفتّرّضُ فيه أن يكون نتاجاً...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram