اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أطفال فـي شوارع الإنحراف والإدمان

أطفال فـي شوارع الإنحراف والإدمان

نشر في: 26 مايو, 2010: 05:34 م

 اينـــــاس طــــــارق ابتسم بوجهي بالقرب من إحدى  إشارات المرور  وكانت تعابير الحزن  تظهر في نبرات صوته  متوسلا أن اشتري منه علبة مناديل ورقية  اوقطعة حلوى مما كان يحملهما (سعد) في صندوق صغير يتماشى مع إمكانياته الجسدية وتوسل أن  اشتري منه لكي يحصل على مبلغ يساعد عائلته المحتاجة. مد يده محاولا إخفاء الأجزاء الممزقة من قميصه،
 وقال  لا تسأليني عن سبب تركي للدراسة فلو كنت استطيع مواصلتها ما وجدتيني هنا تحت أشعة الشمس، فانا تركت المدرسة بعد أن  هجرت عائلتي  من بيتهم وقتل أبي بانفجار ببغداد وأوضح سعد أن عمره لا يزيد على عشر سنوات وله ثلاث أخوات ولا يرغب في أن تعمل والدته لأنه يخشى على وضعها الصحي وقال لم يعد لدنيا دخل يغطي حاجاتنا وانأ أضحي من اجل أمي وأخواتي وتابع وهو يمسح دموعا ذرفت من عينيه نحن في مأساة كبيرة ومثلي آلاف الأطفال المنسيين في العراق، مشيرا إلى انه يصاب بالرعب والقلق عندما يشاهد مجموعة من الشباب تريد أن تحتل مكانه في الشارع.صعوبة العيش والانحراف  ويعاني أطفال الشوارع في العاصمة العراقية بغداد ومدن البلاد الأخرى من صعوبة العيش كما يتعرضون للانحراف خلال سعيهم الدؤوب للحصول على  لقمة العيش في ظل انتشار الفقر المدقع وارتفاع معدلات البطالة وقلة فرص العمل ويكسب الطفل العراقي عمار الذي لم يتجاوز عمره 11سنة قوت يومه من العمل في صبغ الأحذية في احد الأسواق الشعبية في حي المنصور الراقي غرب بغداد فيما يعمل شقيقة مروان يبلغ من العمر  تسع سنوات يبيع السكائر عند إشارات المرور في تقاطع منطقة المنصور، البداية معه كانت عندما استقل الحافلة الصغيرة معنا من منطقة المنصور باتجاه نفق الشرطة غربي بغداد حيث يقيم،فقد كان يخبئ كيسا ابيض فيه مادة سائلة تحت ملابسة ويحاول أن لا يراه احد من الجالسين بجانبه.وفي هذا الإثناء ساله احد الركاب ما الذي تخبئه تحت ملابسك؟فأجاب لاشيء،إلا أن الراكب ألح عليه بالسؤال وقام بسحب الكيس،وهنا كانت المفاجأة الطفل ذو 11ربيعا يحمل كيسا فيه مادة السيكوتين وهي مادة لاصقة ولكنه يستخدمها كمادة مخدرة عن طريق الشم.وانهالت عليه الأسئلة من الجميع،وهو يحاول ان يستعيد الكيس من الشخص،حتى انه عمد إلى البكاء عندما قام الرجل برمي الكيس خارج السيارة وهدده بإخبار الشرطة اذا نزل لأخذه.وبعد ان صمت لوهلة انفجر باكيا وهو يقول انتم تعرفون ان توجهوا لنا اللوم ولا تعرفون الظروف التي نعيش فيها،ولا تريدون أن تعرفوا المعاناة التي نحن بها منذ نزولنا إلى الشارع صباحا وحتى عودتنا إلى مايشبه المنزل حيث نقيم مع والدتنا بعد أن قتل ابي في إطلاق نار عشوائي.وأضاف اننا نتعرض إلى الضرب وجميع أنواع المضايقات التي يمكن أن تخطر في بالكم من قبل بعض الزبائن وخصوصا الشباب منهم، لقد تعرض اخي للاغتصاب أكثر من مرة اثناء وقوفه في التقاطعات لبيع السكائر. الرأي الاجتماعيوأكد الأخصائي الاجتماعي ثامر انه برغم أن العراق انضم إلى الاتفاقية الدولية لحماية الاطفال  في مارس عام 1994 فلا تزال إعداد غفيرة من الأطفال تعاني من الحرمان الشامل لكل أوجه الرعاية الصحية والتربوية والاجتماعية، الامر الذي يدفع الأطفال إلى الوقوع فريسة التشرد والتسول والانحراف السلوكي.وأشار إلى انه بحسب الدراسات العلمية فان هناك جملة من المخاطر يتعرض لها أطفال الشوارع من أبرزها تفشي الأمية بين الاطفال المتسولين والمتشردين والانحدار في مهاوي الرذيلة حيث يتعرض اطفال الشوارع إلى الاستغلال من الآخرين الأكبر منهم سنا مستغلين ضعفهم وصغر سنهم، وعدم قدرتهم على رد الإساءة،إضافة إلى ممارسة الشذوذ مع بعضهم البعض.وتابع ثامر أن بعض الدراسات أكدت أن نحو 90 بالمائة من هؤلاء الأطفال يكونون عرضة للإدمان على التدخين والمخدرات وخصوصا المصنعة محليا والمتوفرة في الأسواق مثل استنشاق مواد الثنر والبنزين والسيكوتين وكذلك انواع الحبوب المخدرة المختلفة التي تباع في الأسواق الشعبية كستيلازين وارتين،حتى بات منظر الاطفال الذين يضعون قطعة قماش على أنوفهم مليئة بمادة من المواد المذكورة.rnتفاقم الازمة الاقتصادية والاجتماعية  والواقع ان أطفال الشوارع في العراق، وهم من الذكور والإناث، ينتشرون في كل مكان، في المدن، والكراجات، والساحات العامة، وعند تقاطع الطرق، وفي الشوارع، والأسواق، والمحلات التجارية، مادين أيديهم الضعيفة، مستجدين عطف المارة، مرتدين الملابس  الوسخة، حفاة، شاحبي الوجه، نحيلي البدن، وهي علامات الفقر والجوع والمرض. والملاحظ، ازدياد انتشار تعاطي المخدرات وآثارها الضارة بين الأطفال المشردين، وهو ما يُثير قلق الاختصاصيين، ويرون أن استمرار العنف مسؤول عن تزايد أعداد المشردين والمتعاطين للمخدرات من الأطفال. وقد أظهرت تحقيقات قام بها فرع المنظمة الخيرية العالمية، زيادة بمقدار 20% بين الأطفال والشباب المستخدمين للمخدرات مقارنة مع بداية العام 2007الجاري.أعلن ذلك رئيس فرع المنظمة العالمية «حافظوا على حياة اطفالنا.وأضاف بأن (5)فروع للمنظمــــــــــــة نفّذت مسحاً ميدانياً بشأن قضايا تخص الأطفال، وتمّت مقابلة 1535 من الأطفال وعائلاتهم وسط وجنوب البلاد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram