ترجمة : عدوية الهلالي
بعد نجاح فيلمه العاشر"حدث ذات مرة في هوليوود"، يفكرالمخرج كوينتين تارانتينو في ترك السينما لممارسة مهنة أخرى.
ولايعد كوينتين تارانتينو المخرج الأكثر إنتاجًا بتقديمه عشرة أفلام في ثلاثة عقود. وعلى الرغم من أنه ليس آلة إنتاج ضخمة ، فقد تمكن المخرج من استكشاف أنواع مختلفة جدًا من الافلام ضمن نتاجه القليل نسبيًا. فمن أفلام الغرب إلى أفلام الإثارة ، ومن أفلام فنون الدفاع عن النفس إلى أفلام رجال العصابات والحكايات التاريخية الزائفة ..
وفي عشرة أفلام ،فإن أقل ما يمكننا قوله هو أن المخرج كان قادرًا على فرض خلطة مميزة للغاية. بينما يبدو أنه وصل إلى مرحلة مهمة بفضل فيلمه المميز (حدث ذات مرة في هوليوود) مع تغيير طفيف في الأسلوب وتسليط ضوء أعمق على الوسط السينمائي ، فهل كان هذا الفيلم العاشر مثالياً في عالم الإخراج ؟ هذا ما يبدو لأن المخرج يعتقد أنه عليه أن يغير حياته المهنية ، فلدى كوينتين تارانتينو خوف واحد وهو إنهاء مسيرته بفيلم فاشل ، أو اختيار توقيت سيء ، فقد أنهى العديد من المخرجين حياتهم المهنية بفيلم سيء ، وبطريقة ما تلطخ إرثهم.
يقول تارانتيو: “ربما لا ينبغي أن أصور فيلمًا آخر لأنني قد أكون سعيدًا حقًا لإنهاء مهنتي، فهنالك الكثير من المخرجين العظماء حقًا الذين ينهون مسيرتهم بفيلم مذهل.ونقلاً عن مخرجين مثل آرثر بن ودون سيجل اللذان قالا إنهما أنهيا حياتهما المهنية بعد فوات الأوان ، يبدو أن تارانتينو يريد التوقف بينما هو في القمة ، لأن “معظم أفلام المخرجين الأخيرة تكون سيئة” لذا ، هل سيكون ( حدث ذات مرة في هوليوود ) هو آخر أفلام كوينتين تارانتينو ؟
يقول تارانتيو:» أشعر أن الوقت قد حان للفصل الثالث (من حياتي) اذ سأتجه أكثر إلى الأدب ، وسأحاول ان أكون رائعًا كأب جديد ، وزوج جديد.” ويبدو أن تارانتينو قد باشر بالفعل في حياته الجديدة اذ سينشر كتابًا يسترجع فيه حياة كليف بوث ، وهي شخصية براد بيت في فيلم ( حدث ذات مرة في هوليوود) . وسيعقب هذا الكتاب قريبًا مقال عن السينما في السبعينيات. هل اتخذ كوينتين تارانتينو بالفعل منعطفًا جديدًا اذن ؟ لقد حاز على السعفة الذهبية ، وجائزتي أوسكار لأفضل سيناريو أصلي وجائزة سيزار ، ولم يعد لدى كوينتين تارانتيو المزيد لإثباته بعد فيلمه العاشر وقبل ان يودع الجمهور مخرجه المحبوب.
وفيلمه “حدث ذات مرة في هوليود” هو نوع من استعراض سحر السينما في فترتي الستينات والسبعينات. وقد اعتمد روائيا على نجم غابت عنه شمس هوليود وهو كليب بوث (ليوناردو دي كابريو)، ومساعده الدوبلير ريك دالتون (براد بيت) الذي يقوم بدلا منه بأداء المشاهد الخطرة، ويتحمل انهيارات النجم السابق .. ويستعرض هذا الفيلم -على الخط الموازي- قصة شارون تيت (مارجو روبي)، وهي تسكن مع زوجها المخرج السينمائي اللامع رومان بولانسكي في ڤيلا فاخرة، مجاورة للفيلا المتواضعة التي يسكنها الممثل الذي أفل نجمه.
وبالتأكيد، يُعدُّ كوينتين تارانتينو أحد أساطين الفن السابع بطرحه الفني المبدع المتجدد في أفلامه. وليس من الغريب أن يحقق هذه المنزلة؛ فرؤيته المميزة لفتت النظر إليه أولاً في مهرجانات السينما الأوروبية، ومنها انطلق إلى مهرجانات السينما الأميركية، ثم تلقفته هوليود ليصنع من خلالها مجموعة أفلامه التي حققت له الشهرة والنجاح.