علاء المفرجي
- 1 -
فلسطين والقضية الفلسطينية، لم تكن موضوعا رئيسا في السينما العراقية، التي تزامن انطلاقها تاريخيا مع تبلور قضية فلسطين منتصف الاربعينيات، وأحداث أول حرب مع اسرائيل عام 1948. ونظرة سريعة على الافلام الروائية الطويلة منذ منتصف الاربعينيات وحنى اللحظة تظهر ان فلسطين لم تكن موضوعا لأي من هذه الافلام.
وربما تكون الأسباب متعلقة بضعف انتاج هذه السينما، أو انها أي (قضية فلسطين) لم تأخذ حقها في الشيوع والهيمنة على الوجدان العربي، في السنوات الاولى للسينما العراقية، مما جعل المخرجين العراقيين ينشغلون بشكل اساس بالموضوعة العراقية لاختبار امكانياتهم الفنية في العمل السينمائي، وهي في طور البداية.
لكنها فلسطين كان لها نصيب كموضوع في عدد من الافلام الوثائقية والقصيرة خاصة في سنوات الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم، حيث قدمت أفلام روائية قصيرة منها: (زهرة البرقوق) لياسين البكري ١٩٧٣ (الشتاء المر) لمحمد شكري جميل ١٩٧٤ (كعك على الرصيف) لعماد بهجت ١٩٧٦ (الارجوحة) لنوفل فرحات ١٩٧٦ (الحقل) لصبيح عبد الكريم ١٩٧٧ (انتفاضة) لمحمد منير فنري ١٩٧٨ (عربة البرتقال الحزين) لعامر عبد القادر ١٩٧٩. ومن الافلام الوثائقية: (انصات عبري) لطارق عبد الكريم ١٩٧٥ (الصمت) لطارق عبد الكريم ١٩٧٤ (البرتقال الحزين) لكوركيس يوسف ١٩٦٨ (مأساة شعب) لكمال عاكف ١٩٦٨ (فاشية جديدة) لمحمد منير فتري ١٩٧٦ (حقوق الانسان لمن؟) لمنذر جميل ١٩٧٨ (الصهيونية حركة عنصرية) لنبيل مهايني ١٩٧٧. (اطفالنا يرقصون) لنوفل فرحات ١٩٧٦. وغيرها.
وخلال السبعينيات من القرن المنصرم أقيم في بغداد واحد من أهم المهرجانات في المنطقة التي تعنى بالسينما الوثائقية والتسجيلية، وهو (مهرجان افلام وبرامج فلسطين) الذي عقدت منه ثلاث دورات في منتصف السبعينيات، وقد استجاب عدد كبير من صناع السينما العرب في المشاركة بهذا المهرجان، الذي كان أول مهرجان من نوعه في البلدان العربية، وقد طغت عليه الأفلام التي تتناول القضية الفلسطينية بكل جوانبها، وهو ما شجع في هذا الوقت المخرجيين العراقيين على إنتاج افلام عن القضية الفلسطينية خلال تلك الفترة، حيث شاركوا في دورات هذا المهرجان بشكل كبير وفاعل، بل أن البعض منهم حقق نتائج متقدمة في هذه المهرجان.
وأشير هنا الى الفيلم الروائي القصير (الارجوحة) للمخرج نوفل فرحات، وهو فيلم معد عن قصة للكاتب العراقي الكبير محمد خضير، ويتحدث عن جندي ينقل الرسالة الاخيرة لرفيقه الذي استشهد خلال الحرب الى زوجته وابنته. وكذلك فيلم “ نداء الأرض” لقيس الزبيدي وهومن إنتاج التلفزيون العربي السوري عام 1976 الذي حاز على جوائز ثلاثة في المهرجان المذكور.
وإذا كانت السينما العراقية شحيحة نسبياً بافلام عن فلسطين، فأنها بالمقابل قد استعاضت عن ذلك من خلال مشاركة أثنين من كبار المخرجين العراقيين الذين أسهموا بشكل فاعل في تأسيس ستوديو وقسم السينما في دمشق وبيروت، حيث كانا من أوائل الذي عملوا في قسم السينما التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية بداية السبعينيات. وكانا من صناع الأفلام “غير الفلسطينيين» الذين ألتحقا بالثورة الفلسطينية وصنعا أفلاماً عن الفلسطينيين وثورتهم، فقد كانت سنوات السبعينيات حافلة بصناع السينما العرب وغير العرب، الذين ذهبوا إلى لبنان لصناعة أفلام عن الفلسطينيين والثورة ولبنان والحرب.