عدوية الهلالي
مطالب بسيطة اطلقها سكان بعض القرى والمدن التي تعرضت لعدوان داعش أو احتلاله ..ومرت سنوات منذ ان عاد اليها بعض سكانها ولم يعد البعض الآخر ولم تتحقق المطالب حتى الآن ..طالبوا بمياه شرب نظيفة وبتصليح شبكات الكهرباء وباعمار المدارس المتهدمة والحصول على تعويضات عن ابنائهم الذين فقدوا ارواحهم في القصف او بأيدي داعش أو عن منازلهم التي تحولت الى انقاض وخرائب ..ولسنوات أيضا ،
اصبح النازحون مادة دسمة لكل من يسعى الى كسب المال من الجهات المانحة والمنظمات الدولية او من يسعى الى كسب أصوات الناخبين في الانتخابات بل وحتى من يهوى ( الطشة ) من منظمات المجتمع المدني أو القنوات الفضائية والفنانين والمشاهير او الباحثين عن الشهرة في كافة المجالات ..
كانوا يزورون مخيماتهم أو منازلهم المهدمة ويوزعون عليهم سلات غذائية وبضعة دمعات – ان وجدت – على سبيل التعاطف معهم ويحرصون على الاكثار من الصور المعبرة عن مدى تفاعلهم وتعاطفهم معهم ثم يغادرون بعد ان ينثروا وعودا لن تجد لها سبيلا للتنفيذ يوما ما ، لأن كل مايهمهم هو العودة من هكذا مشاوير برصيد جيد من الصور والفيديوهات ليملأوا بها المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي ..
في واحدة من تلك المناطق ، استبشر الأهالي خيرا برؤية اعمدة كهرباء ومعدات لنصبها كما يبدو ..تزامن الأمر بالطبع مع بدء الترشيح للانتخابات وخوض الدعايات الانتخابية ..لكن الاعمدة لم تجد حتى الان من يحولها الى (واقع ) كهربائي .. ماالذي يبغيه المسؤول الكبير اذن من وراء تركها لفترة ؟ بعض العارفين بشؤون وخفايا الدعايات الانتخابية قالوا انه لن ينفذ وعده بنصب الاعمدة الا في موعد قريب جدا من موعد الانتخابات لكي يظل الأهالي يتذكرون كيف سعى الى ( اضاءة) مناطقهم بنور احسانه فيجدون فيه الحل لجميع مشاكلهم ويسارعون الى انتخابه ، ثم تمر السنوات بعدها وتظل مناطقهم على حالها ولايضاف اليها الا نصب عدة اعمدة قد لاتغطي جميع المناطق ولاتفي بالغرض المرجو منها ..سيظلون ينتظرون اعمار منازلهم ومدارسهم ودعم زراعتهم والحصول على تعيينات لابنائهم وعلى تعويضات مالية عن خساراتهم ليبدأوا بها من جديد ويعمروا بأنفسهم مادمرته داعش ..
يقال ان الدعاية السياسية لاتخدع الناس لكنها تساعدهم على خداع انفسهم فهم يدركون جيدا ان المرشحين سيديرون ظهورهم لهم بمجرد ان يصلوا الى قبة البرلمان لكنهم يعاودوا انتخابهم على امل ان ينفذوا لهم شيئا من مطالبهم هذه المرة خاصة وانهم يدركون أيضا ان من الصعب تغييرهم حتى لو ينتخبوهم فمن المؤسف انه “لايمكن التخلص من الأوغاد عن طريق الانتخابات لأننا لم ننتخبهم أصلا .” كما يقول نعوم تشومسكي ...