خليل جليليبدو ان لعبة الإطراء وكيل الثناء والمديح للمسؤولين في القطاع الرياضي أخذت تستهوي البعض من الذين وجدوا في هذا الاتجاه فرصة للحديث عن الرياضة وكأنها وصلت مراحل متقدمة ومتطورة بفضل ما يقدمه هؤلاء المسؤولون حسب مفاهيمهم وشبكة علاقاتهم ،
متناسين ان رياضتنا في الوقت الحاضر تعيش تحت وطأة الظروف الصعبة وغياب عوامل التقدم المطلوب والتطور المنشود وتعاني من غياب الرؤية المستقبلية باستثناء ما يمتلكه هؤلاء من احلام وردية وتطلعات ما زالت تبحث عن ارضية للواقع ومساحة للحقائق لتستوعب تلك الاحلام.صحيح هناك من يريد أن يعمل وفق منظور المسؤولية الحقة بما متاح أمامه من ظروف وعوامل ومقومات لا تتناسب مع ما يتطلبه مستقبل الرياضة العراقية التي ستحتفظ بشكلها الحالي ومضمونها الحقيقي من دون ان تجد سلسلة للتغيرات العملية لتدفعها الى ما هو مناسب وملائم وهذا ما نقدره في هذه المرحلة لكن يظهر علينا من اخذ ينساق مع سيل الثناء والمديح والإطراء وكأنه اشبه الى ان يكون بالموقف المجاني لإرضاء هذا المسؤول او ذاك متناسين ما تواجهه الرياضة العراقية من ظروف يغضون الطرف عنها ويغالون في مديح هذا او ذاك في الوقت الذي ينتظر رئيس اللجنة الاولمبية او الامين العام وغيرهما من يشغل مهامه سواء في المكتب التنفيذي وغيرها من العناوين الكثير من العمل المضني والأداء الشاق لإثبات ما يريدون ان يتطلعوا الى تحقيقه.ان أي مسؤول رياضي ألان ليس بحاجة الى ما يريد ان يذهب اليه الآخرون للتمجيد بقدر ما هو بحاجة ان يكون في مستوى حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه وان يكون تحت طائلة علامات الاستفهام والأسئلة عمّا تحقق في مهمته منذ ان تسنم منصبه هنا او هناك وان يكون تحت اسئلة واسباب التراجع الذي تشهده رياضتنا حتى ألآن في وقت يدرك الجميع ان ما وضع على عاتق المسؤولين الرياضيين من مهام لم تجد حتى هذه اللحظة ما ينسجم ويتلائم مع حجم المسؤولية على ارض الواقع لتقليص مساحة الزمن الذي تخلت فيه رياضتنا لكي تلحق بركب التجارب المتقدمة واللحاق بمن كان في الامس يسارع الخطى ليقف في مصاف الانجاز العراقي ويريد ان يستفيد من تجربة الرياضة العراقية وزمنها الغابر.لقد عانت الرياضة العراقية ولفترات ليست بالقصيرة مما لحق بها من تأثيرات وورثت تراكمات ثقيلة فكان ارث التراجع اكبر من حلم التطوير والتقدم واكبر من كل ما خطط لإنتشالها من واقعها وما امتد معه الان من آثار رافقت مشوار الرياضة العراقية التي تحتاج الى ثورات حقيقية للنهوض ونفض غبار التراجع عنها وإزالة كل ما لحق بها من تأثيرات لم تجد من يتصدى لها بشكل منطقي وواقعي بدلا من ان يتصدى لها من تصدى بقلم الثناء والمديح والمجاملة لأدوات العمل المهني الصحيح المتجرد من كل عناصر الشخصنة التي يجد للأسف البعض بانه اسيراً لها لغايات ورؤى دأب عليها ولم يستطع التخلي عنها.ان من ابرز اسباب نجاح التجارب الرياضية في العالم وما وصلت اليه هذه التجارب من تطور لافت وتقدم هائل فرض نفسه ليس على صعيد البلدان الاوروبية وبلدان اخرى قطعت شوطا كبيرا في صروح الرياضة بل حتى ان هناك تجارب عربية قريبة اثبتت نفسها وذاتها ،من المؤكد انها تستند على مفاهيم وثوابت تجعل من اولويات العمل الرياضي التصدي للمشروع الرياضي بروحية النقد لا بروحية الثناء والاطراء المجانيين والمغالاة بهما مثلما راح البعض يمتهن هذه السياسة الواضحة ،التي نعتقد بأن أيّ مسؤول رياضي ليس بحاجة الى هذا الكيل من الثناء الفارغ بقدر ما بحاجة الآن الى التوقف والتصدي لكل الأسباب التي وضعت رياضتنا في اطار عشوائي بعيدا عن كل الاسس المتينة للرياضة المتقدمة والمتطورة .اذن نستغرب كثيرا اندفاع هذه الاصوات التي وجدت في تمجيد هذا المسؤول في هذه المؤسسة الرياضية او غيرها من دون اية وجهة حقيقية لمناسبة منطقية بل للسعي لوضع من يعنيهم من يريد ان يضعونه في دائرة الضوء بدلا من ان يضعوه في دائرة الصراع والمساءلة عن اشكال التراجع.ان مراجعة تجربة العمل الرياضي وتقييمها بشكل واقعي بعيدا عن كل الأطر الشخصية وتقييم ما تمخضت عنه تلك التجربة من عمل يفترض ان يكون قائما على اسس سليمة نعتقد ان هذا هو الحل السليم والطريق الصحيح الذي نأمل ان من مسؤول رياضي ان يسلكه لكونه الطريق الوحيد الذي يؤدي الى ما نسعى اليه وان نتخلى عن موجات الوقوف الى جانب هذا وذاك ورفع راية المجاملة وان نظهر البعض وكأنهم أبطالاً حقيقيون . rn
وجهة نظر: زمن الإطراء
نشر في: 28 مايو, 2010: 04:57 م