TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: طائرة بايدن الورقية

العمود الثامن: طائرة بايدن الورقية

نشر في: 26 يونيو, 2021: 09:59 م

 علي حسين

وأنا أتابع تصريحات المسؤولين الأمريكان حول أفغانستان والمعارك التي تخوضها حركة طالبان لابتلاع الدولة، أتذكر روايات الكاتب الأفغاني خالد حسيني عندما قدم للقراء صوراً مأساوية لما جرى لبلاده من صراع دموي للاستحواذ على الحكم.

الطبيب الذي وجد نفسه بحاجة إلى إعادة رواية تاريخ حياته، كتب عن أفغانستان، ولم يخطر له وهو ينتهي من روايته الأولى "عدّاء الطائرة الورقية" أنه سيحظى بناشر. كانت أفغانستان بلداً بعيداً عنه، مجهولاً للعالم حتى ظهرت طائرات بن لادن في سماء أميركا في أيلول عام 2001. عارضت زوجته نشر الرواية بعدما قرأتها، خوفاً من أن يفهم ما كتبه زوجها خطأ، وقالت له إنها تخشى أن يعتقد البعض أنه يستغل مأساة شعبه لمنفعته الشخصية. ولم يتخيل أحد أن "عدّاء الطائرة الورقية" ستبيع أكثر من ثلاثين مليون نسخة وتترجم إلى 70 لغة، رواية صادمة تقدم حقيقة الحركات السياسية التي تتاجر بالدين. ولان الحكاية لاتنتهي يقدم روايته الثانية "ألف شمس ساطعة" ويصدمنا في المشهد الذي يروي فيه حكاية حارس حكومي سمع صراخاً في في أحد المنازل، وعندما دخل المنزل شاهد عناصر طالبان يغتصبون ثلاث فتيات. بعد ذبح إحداهن عض المقاتل إصبعها كي يقطعه ويحصل على الخاتم الذي تضعه.

بعد عشرين عاماً من المأساة والقتل والتهجير وجدت أمريكا أن هذا زمان طالبان، وأن البيت الأبيض مع بناء الدولة على طريقة الملا عمر حيث العودة إلى العصور الوسطى، وقتل الآلاف بالعبوات والسيارات المفخخة، ورفض أي شيء اسمه قانون، وتوفير مكان آمن في أفغانستان للجماعات المتطرفة، فالحركة التي قتلت واستباحت وحزّت الأعناق، وطاردت حتى تلاميذ المدارس، أصبحت في نظر السيد بايدن حركة ديمقراطية من حقها أن تتبادل السلطة ولو بأحزمة ناسفة.

في العراق المغلوب على امره سنجد بايدن يتحين الفرص لنفض يده مما جرى في بلاد الرافدين ، فهو لا يعتقد ان العراق يعيش المرحلة الأصعب والأخطر في تاريخه ، وهي مرحلة الانقلاب على التغيير الذي حصل بعد عام 2003 حيث توقعت الناس التي عاشت عقوداً من الدكتاتورية والتسلط بأنها ستفتح الأبواب والنوافذ للمستقبل، حتى قررت امريكا ان هذه البلاد تحتاج لكل ما هو فاشل ومزيف وعشوائي . سيتهمني البعض بأنني أحاول أن أنسج سيناريو من الخيال، ولكن الحقيقة تقول إن السيناريوهات التي يضعها بعض السياسيين، تثبت بالدليل القاطع أننا أمام معالجات درامية استطاع أصحابها وبمهارة أن يواروا ملفات مهمة مقابل انشغال الناس بانقطاع الكهرباء وصعود الدولار ، وكورنا التي تحاصر الفقراء ، مع غلق كامل لكل ملفات البناء والتنمية وتطوير قدرات الناس وتأسيس دولة المواطنة.

هل تشعر أميركا بالذنب؟ وهل يعرف ساستها أنهم أدخلونا في متاهة الطائفية، وكانوا مشاركين وشهوداً على الخديعة؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram