TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > دور الإعلام فـي مكــافحـــة المخــدرات

دور الإعلام فـي مكــافحـــة المخــدرات

نشر في: 28 مايو, 2010: 05:12 م

د صادق الصحن(1-2)للإعلام دورٌ هام في تكوين الإتجاهات الفكرية والسياسية وتقويم السلوك الإنساني، وقد بلغت وسائل الإعلام في العراق من التقدم والإنتشار والتأثير في الرأي العام إلى مستوى ملموس وواضح لا سيما في السنوات الأخيرة.وبما أن وسائل الإعلام تلعب دوراً كبيراً في الحد من ظاهرة انتشار المخدرات وتعاطيها، وذلك من خلال الرسالة الإعلامية التي تبثها الى الجمهور من برامج واعية ومتطورة بُغْية الوصول إلى المتلقي وتوليد الثقة عنده، وبذلك تحقق الهدف المنشود.
والإعلام يحتل المراكز الإولى والأساسية لمعالجة القضايا الإجتماعية والسياسية والإقتصادية، وان المخدرات آفة خطيرة تفتك بالمجتمع، لذلك كان من الضروري دراسة هذا الموضوع الذي يعد من أهم المواضيع في الوقاية من المخدرات في الوقت الحاضر.المخدرات أسبابها وطرق معالجتهالا نستطيعُ فصلُ ظاهرةِ المخدرات عن غيرها من الظواهر الإجتماعية في أي مجتمع فهي لا تنفصل عن الظروف الإقتصادية أو السياسية التي تسود هذا المجتمع بل هناك ارتباط وثيق بين انتشار تعاطي المخدرات والحالة السياسية والإقتصادية في البلاد.المخدر لغةً من الخدر وهو الضعف والفتور والإسترخاء وعدم استطاعة الحركة، أما استعمال المفردة كاصطلاح هو ما يغيب العقل والحواس او يشوشهما بالتخيلات والهلوسة بعد نشوة وطرب وتؤدي بالتعوّد عليها والإذعان لها (الإدمان).ويقصد بالمخدرات بأنها جميع المواد المخدرة ومواد الهلوسة والإستنشاق المتمثلة في (ال.اس.دي_الأفيون بجميع مشتقاته من المروفين والهيرويين والحشيش والكوكائين مثل الفاليوم والأتيفان) وغيرها.rnنبذة تاريخية عن المخدراتإن استخدام الإنسان للمخدرات قديم قِدَم البشرية، وعرفتها أقدمُ الحضارات في العالم فقد وجدت لوحة سومرية يعود تاريخها إلى الألف الرابع قبل الميلاد تدل على استعمال السومريين للأفيون وكانوا يطلقون عليها نبات السعادة، وعرف الهنود والصينيون (الحشيشة) منذ الألف الثالث قبل الميلاد، وعرف الكوكائين في امريكا اللاتينية منذ خمسمئة عامٍ ق.م وكان الهنود الحمر يمضغون أوراقه في طقوسهم الدينية، أما القات فقد عرفه الأحباش قديماً ونقلوه الى اليمن عام خمسة وعشرين وخمسمئة ميلادي وفي أوائل القرن التاسع عشر تمكن الألماني (ترونز) من فصل مادة المورفين عن الأفيون وأطلق عليها هذا الإسم نسبة الى مورفيوس إله الأحلام عند الإغريق.وفي المشرق الإسلامي فكان الحسنُ بنُ الصباح في اواخر القرن الخامس الهجري زعيم الحشاشين، وكان يقدم طعاماً لأتباعه يحرفَ من مزاجهم ويفسدَ أدمغتهم، وهذا يعني أنه نوع من أنواع المخدرات.إن بروز ظاهرة المخدرات وانتشارها بهذه السرعة وبهذا الحجم المذهل في أوساط المجتمع ولما تلعبه هذه الظاهرة من تعطيل وإهدار لأهم ثروة وطنية وإنسانية تدل على خلل في القائمين على مواجهتها والإسلوب المتبع لحلها.ويعاني الإدمان على المخدرات أكثر من (مئةٍ وثمانين) مليون شخص في العالم يتركز معظمهم في اليمن والصومال واريتريا وكينيا، ومصر وايران والخليج العربي، ولا تقف أزمة المخدرات عند آثارها المباشرة على المدمنين وأسرهم فقط، وانما تمتد تداعياتها الى المجتمعات والدول ، فهي تكلف الحكومات اقتصادياً وترتبط بها جرائم كثيرة وجزء من حوادث المرور، وخسارة في الأيدي العاملة.وتظهر تقارير الأمم المتحدة والجهات الرسمية ان انتشار المخدرات وانتاجها يغطي جميع بقاع العالم فقد تم تسجيل انتشارها في (مئة وسبعين) بلداً، وينتشر الكوكائين في القارة الأمريكية، والحشيش والأفيون والمنشطات في آسيا وأوربا، ويزرع الحشيش وينتج في افغانستان وباكستان ، وبكميات أقل بكثير في مصر والمغرب وتركيا وايران.يُعدُّ الشعبُ العراقي أقل بلدان العالم انتشاراً في تعاطي المخدرات، وفي المدة الأخيرة بدأت بوادر انتشار هذه الظاهرة تطفو على السطح بسبب الإنفلات الأمني وفتح الحدود، لا سيما وأن اكثر البلدان في آسيا تزرع وتتعاطى المخدرات هي بلدان الجوار العراقي، وفي السابق كان العراق بلد لمرور المخدرات فقط، أما الآن فقد أصبح من البلدان التي تُسجّلُ فيها أرقام لتعاطي المخدرات، وهنا لا بد من ابراز الأسباب والوقوف على النتائج والحد من انتشار هذه الآفة المميتة للشعوب.rnأولاً: أسباب انتشار المخدراتهناك جملة من أسباب انتشار المخدرات وهي اسباب مختلفة حسب البيئة التي تنتشر فيها هذه الظاهرة، ومنها ما يتعلق بطبيعة هذه المواد فهناك اسباب شخصية واجتماعية وسياسية وثقافية وقد تكون أسباب استعمارية مثل ما حصل في الصين إبان الإحتلال الإنكليزي لها وما عرفت بحرب الأفيون، ومن أهم الأسباب:1- غياب دور الأسرة في متابعة أبناءها سواء في البيت أو في المدرسة،ومتابعة الشباب خصوصاً في عمر المراهقة ومعرفة اصدقاءه، ومشاهدة طريقة الكلام عند الشباب ومجالسته بين افراد العائلة بشكل يومي.2- غياب دور المدرسة ومتابعة المدرس، اذ تعد المدرسة اخطر الأماكن التي يمكن  أن تنتشر فيها ظاهرة الإدمان، خصوصاً المدارس في المناطق الشعبية التي بدأت في العراق اليوم تنتشر فيها ظاهرة تعاطي الحبوب المخدرة وهي نوع من أنواع المخدرات التي تؤدي إلى الإدمان.3- الأوضاع السياسية التي يعيشها البلد والإنفلات الأمني وغياب القانون أدى إلى اطمئنان متعاطي المخدرات وضمانه من العقاب فضلاً عن سهولة الحصول على المادة المخدرة ورخص ثمنها. 4- سوء الأوضاع الإقتصادية وتفشي حالة البطالة بشكل كبير

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram