علي جابرمع ازدياد قاعدة العمل للمرأة و مشاركتها الرجل في ميادين الحياة صارت مضطرة لترك البيت لساعات طويلة وصار اللجوء لدور الحضانة امرا لا مفر منه و قد يعاني الأبوان في الحصول على الدار الجيدة المناسبة اما اذا كانت هذه الدار مزدحمة و توجب التسجيل المبكر قد يلجآن الى البحث عن الوساطات بشتى الطرق و قد يقوم الاهل بالحجز في هذه الدور بمجرد ولادة الطفل تفاديا للمشاكل .. و لكن ما الذي تقدمه دور الحضانة للاطفال الصغار و ما الذي ينبغي أن تقدمه .
السيدة نورهان علي عزيز .. قالت :كانت الغاية في الماضي هي ايداع الاطفال في دور الحضانة لساعات لغرض المرح و قضاء الوقت كي يستطيع الأبوان قضاء هذا الوقت في ممارسة عملهم و التفرغ له .. وكانت دور الحضانة سابقا تمارس دوراً بسيطاً من تعليم الاناشيد والاغاني و آداب الطعام و الحديث الا ان الحال تغير كثيرا في الوقت الحاضر فأصبحت هذه الدور تعطي الصغار واجبات مدرسية عليهم ان يتموها في البيت و بعض الدور تختبر الصغار لترى هل يستطيعون الانتقال الى صفوف اخرى و بعض الاهل يصرون على ان يتعلم صغارهم المواد الاساسية و حتى اللغة منذ البداية فما ان يبلغ الصغير سن الرابعة حتى يرسلونه الى المدارس التحضيرية لتعلم القراءة و الكتابة والحساب وربما اللغة الاجنبية وبعض الاهل يطالبون هذه الرياض بان تعطيهم الدليل المحسوس على ان صغيرهم قد تعلم . يسود اعتقاد بأن تعلم الصغار مبكرا هو الاساس المتين للتعلم في السنوات التالية و ان هذا التحضير هو ضرورة لازمة مثلما يرى الباحث الاجتماعي (رضوان مغير عطوان) و الذي قال :اجريت العديد من الدراسات في فرنسا على 150 طفلا من الاطفال الذين تلقوا تعليما مهما في الطفولة (الحضانة) استطاعوا ان يشقوا تعليمهم و يكملوا دراستهم ويتخرجوا في الجامعة ويحصلو على وظائف مهمة و محترمة بينما كانت نسبة جنوح الذين لم يتلقوا تعليمهم مبكرا عالية جدا و هكذا يكون التعليم المبكر قد ساعد الذين تعلموا مبكرا في تفادي الجنوح و مخالفة القانون و الحصول على مكان مناسب في المجتمع و توصل الباحثون الى ان تحضير الطفل مبكرا (بدءاً من السنة الرابعة) أمر مفيد و جيد في حين هناك رأي آخر يرى ان الطفل قبل سن الخامسة غير مهيأ و مؤهل جسميا و نفسيا لقضاء هذا الوقت الطويل في المدرسة و لساعات طويلة حيث يفضل الصغير البقاء في البيت في هذه السن المبكرة و البقاء قرب امه ، و من ناحية اخرى فأن هذه الدروس التي تعطى للصغار ما هي الا المقررات التي تعطى في السنة الدراسية الاولى من المدرسة بحيث غدت الاقلام و كراسات الدراسة تطغى على اقلام التلوين و المكعبات و لعب الاطفال في دور الحضانة و هذا يؤدي الى الضغط على الصغار و بالتالي الى نتائج سلبية اغلبها القضاء على ملكة الايداع عند الصغير و الخيال كذلك في الوقت الذي يوجب فيه الامر ان تعمل هذه الدور على تنشيط مواهب الصغار استعدادا لدخولهم المدرسة .المواطنة وسن عز الدين القيسي ... معلمة في الروضة قالت : ان الدور الملقى على عاتق دور الحضانة كبير و مهم لانها تتعامل مع خامات طرية يمكن تتلقى ما يعطى لها و يشكل مبدأ من مبادئ الحياة القادمة و نحن في ديار الروضة نقوم بأزالة كل ما يقف في طريق الصغير من معوقات كما هو حال الامهات فنحن نكمل دور الاسرة و نساعدها في تربية الصغار و الصغير في هذه المرحلة (عجينة) قابلة للشكل الذي يرسم لها لذلك لا بد من الدقة في الكلام مع الصغار و الدقة في التعامل فهو يرى و يسمع و هو في هذه المرحلة كثيرا ما يسأل حيث ان طاقاته تنمو مع ولادته الا ان بعض الصغار تتأخر قابلياتهم و يحتاجون الى الاهتمام و الى الرعاية الخاصة و لابد من التعامل مع كل طفل على حدة حسب مؤهلاته فنحن نبحث عن قابليات الاطفال الاولى و ولادة المواهب وان التعلم في سن مبكرة امر جيد و حسب طاقات الطفل و مؤهلاته وممكن استخدام الرموز و الاشارات و المساعدات و الاناشيد التي توصل الافكار الى هؤلاء الصغار سريعا و بالتالي شحذ نشاطه و فكره .اما الباحث الاجتماعي باسم محمد حسن السراج فقد قال:ان الطفل الصغير عندما يشاهد فلم كارتون (سندباد) مثلا فانه يصبح المخرج و يقوم بوضع السيناريو و الانتاج لهذا يجب ان يكون الأبوان دقيقين في ما يشاهده الصغار و ان يعملوا على اختيار ما يفيد الصغار وينمي قابلياتهم وتكون هذه المشاهدات مكملة لما يراه الصغير في البيت حتى يهيئ الصغير و ينتقل الى مرحلة الدراسة الابتدائية بعقلية اكثر تفتحاً و تهيأ لاستقبال الجديد و الواجب على (المربين) في هذه الرياض ان يعطوا الصغار الرعاية و الاهتمام التي لا تقل عن رعاية الابوين حتى لا ينفر الصغير و زرع حب النظام لديه و ان دور الحضانة تحتاج الى الرعاية من الدولة ماديا و معنويا فهؤلاء الصغار هم الثروة الكبرى التي من الواجب الاهتمام بها خدمةُ للمجتمع ككل.
دور الحضانـة.. هـل تعلـم الصغـار فعــلا؟!
نشر في: 28 مايو, 2010: 05:20 م