عبد الزهرة المنشداوييجمع المعنيون بشؤون المجتمع والمهتمون بالدراسات الانسانية ان اخر حلقات التطور هو الخير العميم .لاشك با ن البشر جميعا على وجه الارض يتطلعون لحياة افضل من جوانبها المادية والمعنوية لذلك تراهم يسعون لجعلها كذلك .كل طرق التطور للوصول لحالة الخير التي اشرنا إليها باعتقادنا تختزل في التعليم والتعليم بحد ذاته غاية
ولا يقتصر على كونه وسيلة تنبذ حين يوصل الى هدف قد يكون هدفا شخصيا لا يتعدى الفرد. اللقاء الذي جمع وسائل الاعلام مع وزير التعليم العالي في ورشة المدى (نحاور المدى)لامس الوزير الجانب الذي نحن بصده حين تحدث عن الطلبة ومفهومهم لعملية التعلم والتعليم والحصول على الشهادة الجامعية الاولية او العليا. على مايبدو انه اراد ارسال رسالة عن طريق التلميح والاشارة، ان على الطالب العراقي ان لاينزع الى نوع اعتبار الشهادة العلمية التي بذلت المؤسسات التعليمية جهودها ووظفت سياستها من اجل تاهيل الطالب لنيلها ان تقتصر على حسابات ضيقة و تبتعد عن الغاية، والاسس التي تمنح وفقها الشهادة الدراسية في اي مجال من المجالات، ويعني ان طلبتها يحصلون على شهادات جامعية مختلفة رسمية، وغير رسمية ويطالبون باعتمادها من قبل الوزارة او انهم يلقون باللوم عليها لانها لا توفر لهم فرصة الحصول على الدراسة العليا لنيل شهادة الدكتوراه او الماجستير باعتمادها، شروط العمر، او المعدل الذي لايؤهلهم.ما استطعنا معرفته او الوقوف عليه، ان العديد من الطامحين لنيل الشهادة العليا من الطلبة من الذين لا يهمهم في الشهادة سوى الجانب المادي منها،تبوؤ مركز أو نيل علاوة في الراتب او مخصصات تعطى لحاملها وان حصل ذلك ،فتركن جانبا ويطويها النسيان ، وهذا الامر لايبشربتطور يمكن له ان يفتح الافاق واسعة امام عملية التطور العلمي في العراق، ومن ثم اللحاق بركب الحضارة الذي يجد السير قدما ،بينما نحن لانرى منه سوى الغبار الذي يتركه وراءه.!صراحة نريد طلبة من النوع الذي يطلب الدراسة من اجل اضافة ما ينقصنا في مفاصل الاقتصاد والهندسة والطب وعلم الاجتماع والعلوم الانسانية .نريد من الحاصل على الشهادة الدراسية ان يكون فاعلا في اختصاصها مطالبا الجهات المعنية بتوفير أسباب تفعيلها ,وجعلها قابلة للتطبيق وليس الشهادة التي تعلق على الجدران وقد تمحى من الذاكرة كون صاحبها حصل على بغيته، من ترفيع، اوظيفة حكومية .الجهات المسؤولة،وذات العلاقة تجد نفسها في دوامة من هذا الامر فالجامعات الرسمية وغير الرسمية تمنح الشهادة، وعلى الدولة توفير الوظيفة.هذا الامر يخل بالتخطيط السليم للتنمية والتطور القادم .الدراسة يجب ان تكون وفق تخطيط مدروس يعتمد الحاجة الفعلية للاختصاص وليس العشوائية.الى الان ونحن لا نريد من نيل الشهادة غير متطلبات شخصية لاتنعكس على المجتمع فتـاخذ بيده نحو مسارات النشاط في الصناعة، والصحة والاقتصاد. جانبان مهمان في هذه العملية الاول، ان يعي المواطن الدور المهم للتعليم في حياة الناس، وان تعمل الدولة على احتضان من نالوا الشهادة من خلال توفير المختبر والاجواء لكي يكون للعلم والعملية التعليمية دوراهما في المجتمع .
شبابيك: تــعــلــيــم
نشر في: 28 مايو, 2010: 05:21 م