TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > على فكرة: الدكتور أفلاطون

على فكرة: الدكتور أفلاطون

نشر في: 28 يونيو, 2021: 09:29 م

 د. أحمد الزبيدي

كنت مُترددًا، من قبلُ، في الحديث عن ذلك المسؤول المدبوغة جبهته بـ: ( الإيمان !!) الذي طلب مني أن أكتب له (أطروحة الدكتوراه) لانشغاله بأمور البلاد والعباد؛ ويالله كم سخط مني حين رفضت طلبه (العلمي!) برؤية أخلاقية لا غير ..

وسبب التردد: أنّ الفساد في العراق أصبح مؤسسة كاملة النصاب وبمخصصات عالية، وما عساه أن يفضح حديثي من إثم شائع وصحيح ضائع، أو لربما اعتراني الخوف أو الخجل من نفسي قبل غيري.. ولكن بعد قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأخير، والذي ينص على استئناف الامتحان التنافسي للمتقدمين للدراسات العليا بأثر رجعي جدا ويخص (الطبقة الخاصة) وجدت نفسي بحاجة إلى الكتابة والمكاشفة.. فعلى الرغم من نهاية مدة التقديم للدراسات العليا يوم (13 - 6 - 2021م) وإجراء الامتحان التنافسي في الجامعات العراقية كافة يوم (22- 6 - 2021م) بل صدرت النتائج في اليوم نفسه وبإعلان يعبر عن نجاح الامتحان ويجسد تعب القائمين عليه ونزاهة النتائج ورفض الوزارة تمديد مدة التقديم؛ولكن فوجئنا بقرار–ليلي - يأمر الجامعات بسحب النتائج ويأمر الطلبةالناجحين بالتأنّي في الإيفاء بالنذور التي نذروها لله عز وجل..فوصل الأمر عند بعض الجامعات إلى إصدار توضيح عن سبب سحب النتائج وتفسيرات واجتهادات فردية تحاول أن (تلغمط) هذا القرار الجديد الذي ما ألفته الجامعات العراقية في كل مراحلها التأريخية !

يتألم الأكاديميون الحقيقيون، في كل عام، حين تصدر قائمة بالجامعات المعترف بها دوليا، وليس فيها ذكر لجامعة عراقية موغلة في القدم ومنها ما يعود تأسيسها إلى العهد الملكي.. نتألم وأحيانًا يذهب بنا سوء الظن إلى أن التصنيف هو جزء من العداء السياسي الخارجي للعراق المحسود على تجربته الديمقراطية الجديدة؛ ولكن ما نشاهده (داخليًا) من تخبط علمي وإداري يجعل سوء الظن حسنا، ودائما السوء هو المنتصر؛ لأن أدوات الخراب مكتملة النصاب حتى بلغ تفشيه إلى المنطقة (الأكاديمية) .. ذلك المصطلح القادم من الأصل اليوناني، ويطلق على المكان الذي يُدرّس فيه أفلاطون الفلسفة ! الأكاديمية التي ينصّ المعجم الاصطلاحي على أنها تتولى نقل أفكار التنوير وتؤسس للبحث للعلمي الهادف إلى خدمة الإنسان وتحريره من سبات الجهل والظلام والتخلف.. الأكاديمية التي هي شكل من الأشكال الاجتماعية المعرفية والثقافية والأدبية والتي تختلف عن الممارسات الاحتفائية التقليدية بما تمتلك من أعراف وتقاليد رصينة تؤثث لوازم البحث العلمي بأسس منهجية عقلية ومنطقية وتربوية، وإلا علامَ سُمّيت وزارتها (وزارة التعليم العالي والبحث العلمي) ؟

ومما جاء في الأثر في دولة ( أفكانستان ) أن أحد المسؤولين الكبار ناقش رسالته العلمية الرصينة في مرحلة الماجستير فتحولت لجنة المناقشة إلى لجنة مناصب عالية! فأحدهم أصبح مديرا لمكتب سيد وزير وآخر بدرجة وكيل وزير وثالث ملحقًابإحدى السفارات وشقيق الملحق مديرا عاما في إحدى الوزارات والمسؤول الحاصل على شهادة الماجستير أصبح وزيرا طبعًا ! وعلى ذكر هذا (الرّقي) الأكاديمي تذكرت قانونا لغويا يخص التطور الدلالي فعلماء اللغة يقولون: إن اللفظ - بعد عمر طويل - قد يكتسب تطورا دلاليا: إما بتخصيص عام أو تعميم خاص أو رقي دلالي أو انحطاط في الدلالة .. ولكم أن تنسبوا الدال (الأكاديمي) إلى المستوى الذي يصلح أن يكون مثالا لأحد هذه المستويات الأربعة !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

وراء القصد.. ولا تيفو.. عن حمودي الحارثي

شعراء الأُسر الدينية.. انتصروا للمرأة

العمودالثامن: فاصل ونواصل

العمودالثامن: ذهب نور وجاء زيد

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

 علي حسين الحزن والكآبة والتعوّد على طقوسهما، موضوع كتاب صدر قبل سنوات بعنوان "ضدّ السعادة"، حشد فيه مؤلفه إيريك جي. ويلسون جميع الشواهد التي ينبغي أن تردعنا عن الإحساس بأي معنى للتفاؤل، فالمؤلف...
علي حسين

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

محمد الربيعي (الحلقة 3)التجربة الكوريةتجربة كوريا الجنوبية في التعليم تعتبر واحدة من أنجح التجارب العالمية فقد استطاعت أن تحقق قفزة نوعية في مسارها التنموي، فحوّلت نفسها من دولة فقيرة إلى قوة اقتصادية عظمى في...
د. محمد الربيعي

مركزية الوهم العربي: بين الشعور بالتفوق ونظريات المؤامرة

قحطان الفرج الله مفهوم "المركزية" الذي يقوم على نزعة الشعور الجارف بتفوق الأنا (سواء كانت غربية أو إسلامية) وصفاء هويتها ونقاء أصلها. بحسب الدكتور عبد الله ابراهيم الناقد والمفكر العراقي، الذي قدم تحليلًا معمقًا...
قحطان الفرج الله

تفاسير فظيعة في تفخيذ الرضيعة

حسين سميسم وجد الفقهاء أن موقفهم ضعيف في تشريع سن الزواج، نظرا لضعف الروايات التي اعتمدوا عليها، اضافة الى خلو القرآن من نص صريح يوضح ذلك، فذهبوا إلى التفسير بحثا عن ضالتهم، ووجدوا في...
حسين سميسم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram