TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: مصير (مدرب) أم إدارة!

كلمة صدق: مصير (مدرب) أم إدارة!

نشر في: 28 يونيو, 2021: 09:49 م

محمد حمدي

نواجه الكثير من الاسئلة المحرجة المتشعّبة حول مصير مدرب منتخبنا الوطني ستريشكو كاتانيتش، هل سيكتب له الاستمرار مع كتيبة الأسود؟ أم سيكون مصيره مصير غيره من المدربين المحليين والأجانب الذين لم يقرّ لهم قرار في الاستمرار؟

 شخصياً أرى أن مهمّة المدرب انتهت رسمياً حتى وإن سمح له الاستمرار في المهمة لفترة قصيرة، وفترة الاتهامات والتباكي على المدرب ستكون قصيرة هي الأخرى، ولكل من المساندين والمعارضين حججهم المقبولة بطبيعة الحال، ولكن هذه هي طبيعة الإدارة الرياضية لدينا في اتحاد الكرة مهما كانت مسمياته، وهذه هي لغة التاريخ الذي يعيد نفسه باستمرار مع المدرب المحلي والأجنبي معاً الظروف المتداخلة وقوّة هذا الطرف أم ذاك هي سيدة الموقف مهما حصل وحاول البعض التدخل.

يعلم جمهور الكرة الواسع لدينا جميع الظروف التي ألمَّتْ بالمنتخب ومشاركته الصعبة أحياناً في التصفيات المزدوجة لكأس العالم وكأس آسيا ولم يعد غريباً عليه أي تبرير مستنسخ كما هو حال البطولات السابقة، فوسائل الإعلام تنقل كل شاردة وواردة عنه من ظرف الإعداد بمباراة تجريبية واحدة غير مُجدية مع منتخب ضعيف أو مباراتين لا يفيان بالغرض الى غياب نجوم الكرة المحترفين مروراً بالضائقة المالية وتعثّر إجراء معسكرات داخلية وخارجية ناهيك عن حالة التخبّط الرياضي المؤسّساتي بصورة عامة وضعف الإدارات وعشوائية عملها وهي صفة مرابطة أزلية لجميع مشاركاتنا منذ أمد بعيد وما تبقّى فقط هو أعذار عن صعوبة الأجواء والرطوبة وأرض الملعب والتجهيزات الرياضية التي لا تناسب الأجواء كما يدّعي أحّد المدربين المشهورين بالظهور الإعلامي المُبالغ فيه!

 أزاء هذه الأجواء، وبوجود كاتانيتش وغيره، نعرف نتائج المعادلة وما سيحصل بعدها، وندرك ونتوقع أية نتيجة سلبية مهما كان حجمها، وليس من سبب بأن يذكّرنا أحدهم بالصبر والانتظار قبل أن نستلّ سكاكيننا ونمزّق بها من نريد أن نجعله سبب الهزيمة أمام المنتخب الإيراني وضُعف الظهور حد الإعياء للمشاهد قبل اللاعب، رسائل كثيرة ونصائح مستنسخة تقدّم لنا مع هذا الطرف أو ذاك المحلي أم الأجنبي وكأنك أيها الناصح الحكيم الوحيد ومن قلبه على منتخب بلاده أما الآخر فهو ذلك الهامشي البعيد الذي ينظر الى ألوان المنتخب من ثُقب الباب، وينتظر صراخ الاحتفاء بالهدف الأول، لا للمرة الألف فإن النتائج ستكون اعتيادية إذا كسب المنتخب أو خسر، فحالة الضَعف شُخِّصَت حتى مع الفوز على كمبوديا وهونغ كونغ!

نعي جيّداً أنّ من يريد التأهل الى مونديال 2022 عليه أن يجتهد في التحضير والعدّة لسفره في ركب المشاركة ويستحضر جميع أدوات القوّة وموجوداتها لديه لا أن يبدأ بتصفّح سجل الأعذار مبكّراً ويتنبّأ بأيّها الأقرب للتصديق، فالتصفيات البسيطة أوصلتنا الى لقاء الفرق الأصعب وإن الاستمرار بالتقدّم وتجاوز فرق بمستوى اليابان وكوريا والسعودية واستراليا لا يمكن أن يحصل بما شاهدناه، وعلى الجميع التكاتف بقوّة لرأب الصدع والعمل كفريق واحد مع كاتانيتش أو غيره لتجاوز حالة الضعف التي نمرّ بها، التحضير للانجاز يولد من رحم لإدارات رياضية واعية متميّزة تعالج الخطأ ولا تستمرّ على منواله السابق، تستوعب الدروس ولا تركنها على الرفوف، وتجيد فقط لغة التصريحات المتضادة المعكوسة بين شخوصها.

 لقد اكتسبت جماهيرنا خبرة عظيمة في فهم وتحليل الأخطاء الإدارية قبل الفنية، وأدركت معنى الخبرة والاستعداد وهي تشاهد تطوّر المنتخبات الهائل التي ستتجاوزنا حتى البائسة منها في المستقبل القريب إن بقينا على هذه الشاكِلة من الإدارات غير المحترفة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

 علي حسين ما أن خرج الفريق عبد الوهاب الساعدي ليتحدث إلى احدى القنوات الفضائية ، حتى اطلق بعض " المحلللين " مدفعيته تجاه الرجل ، لصناعة صورة شيطانية له ، الأمر الذي دفع...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

مثلث المشرق: سوريا ومستقبل الأقليات بين لبنان والعراق

سعد سلوم على مدار عقود، انتقلنا من توصيف إلى آخر: من "البلقنة" في سياق الصراعات البلقانية، إلى "لبننة" العراق بعد التغيير السياسي في أعقاب إسقاط نظام صدام حسين، وصولًا إلى الحديث اليوم عن "عرقنة"...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram