ميسان / مهدي الساعدي
أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي مرت بها محافظة ميسان نتيجة خروج احد محطات محافظة واسط التوليدية عن الخدمة في 21 من شهر حزيران الجاري افرزت الكثير من التداعيات والقت بظلالها على الوضع العام في المحافظة.
إحدى تلك التداعيات قلة وقت تجهيز أحياء ومناطق المحافظة بالتيار الكهربائي والسبب كما عزته مديرية توزيع كهرباء ميسان الى "عدم ارجاع عمل المحطات التوليدية في المحافظة لوضعها الطبيعي قبل الاطفاء وتلك امور فنية تخص المحطات الانتاجية".
وبينت المديرية في بيانها التوضيحي الذي اصدرته بهذا الخصوص "ان الطاقة الحالية المستلمة تصل الى (450 ميكا واط) والعمل بساعات التجهيز (4) مقابل (2) ترشيد بحاجة الى (850 ميكا واط) على اقل تقدير علما ان الخط الايراني (كرخه - عمارة) خارج العمل منذ فترة لهذا نعمل بالتجهيز (2) ساعة مقابل (4) اطفاء وعملية زيادة ساعات التجهيز مرهونة بزيادة الحصة". انقطاع التيار الكهربائي شمل جميع مفاصل ودوائر المحافظة حتى الصحية منها مما حدا بدائرة صحة المحافظة لإطلاق مناشدات للحكومة المركزية ووزارة الكهرباء وجميع المسؤولين في الدولة من أجل إنقاذ حياة المرضى والراقدين في مستشفيات المحافظة بسبب تذبذب وانقطاع التيار فيها. ورصد شهود عيان توقف صالة العمليات والمختبرات في مستشفى الشهيد الصدر في مدينة العمارة عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
"التيار الكهربائي الحالي لا يشغل اغلب اجهزة الموسسات الصحية وأجهزة التبريد وأجهزة الأقسام الاخرى نتيجة عدم استقراره" يقول محمد الكناني المتحدث الرسمي لدائرة صحة ميسان ويضيف "تسبب تذبذب التيار الكهربائي بعطل عدة أجهزة في المختبر المركزي في المدينة". المواطن الميساني اكبر المتضررين من هذه الازمة وهو يواجه صيفا لاهبا تدنوا درجة الحرارة فيه من نصف درجة الغليان رويدا ونتيجة ارتفاع معدلات الحرارة نهارا فضل عن الليل ليعبر فيه عن غضبه وارتفاع صوته إزاء تلك الازمة الخانقة وشهدت على اثرها ليالي ميسان تظاهرات ووقفات احتجاجية عديدة للمطالبة بتحسين الوضع الكهربائي. الماء من التداعيات الاخرى الثقيلة التي خلفتها أزمة انقطاع التيار الكهربائي في المحافظة فانقطاع الماء عن أحياء عديدة من مدينة العمارة سببه انقطاع التيار الكهربائي عن مجمعات ضخ الماء. "السبب الرئيسي في انقطاع الماء عن منازل المواطنين هو انقطاع التيار الكهربائي وعدم كفاءة المولدات في دفع الماء الى مسافات بعيدة". يقول احد مسؤولي مجمعات ضخ الماء في مدينة العمارة.
وعلى إثر ذلك الانقطاع نظم اهالي منطقة حي الخضراء في مدينة العمارة تظاهرة قطعوا خلالها الشارع العام المؤدي الى مركز المدينة بالاطارات بسبب انقطاع الماء عنهم لأكثر من اربعة ايام مما اضطرهم الى شرائه للغسل والاستحمام بالإضافة للشرب. "منذ اكثر من اربعة ايام والماء مقطوع عنا رغم الشكاوى التي قدمناها دون جدوى خرجنا لنسمع أصواتنا للجميع ونطالب من الحكومة المحلية بايجاد حلول مناسبة" يقول الحاج ابومحمد احد المتظاهرين بسبب انقطاع الماء. الازمة الكهربائية التي عصفت بالمحافظة حملت معها انباء اعتداء مجهولين على مجموعة من موظفي صيانة الكهرباء في مدينة العمارة بالضرب بعد ان قطعوا الطريق على سيارتهم اثناء عودتهم من عمل الصيانة لاحدى المحولات في اثناء فترة الترشيد.
الأمر الذي أدى بمديرية توزيع كهرباء ميسان الى ان تدين الاعتداء الذي طال موظفي الصيانة في بيانها الذي جاء فيه "ندين وبشدة تلك التصرفات اللامسؤولة من قبل بعض المنفلتين الذين اضروا السيارة الاختصاصية لاعمال الصيانة فضلا عن تعرض العاملين الى الضرب وتضررهم جسديا ونفسياً".
مطالبة في الوقت نفسه الأجهزة الأمنية بالكشف عن المعتدين وضرورة توفير الحماية للملاكات اثناء تأديتها الواجب ووضع حد لهكذا انتهاكات تطال ملاكاتها وموظفيها.