علي حسين
دائما ما يرسل لي بعض القراء الأعزاء رسائل يؤنبون فيها "جنابي" لأنني أثير حالة من الكآبة والسواداوية في مقالاتي، وهم يلومونني لأنني أستغل هامش الحرية وأسخر من السياسيين والمسؤولين الذين وضعوا العراق في مصاف الدول الكبرى .
أنا آسف أيها الأعزاء، فربما ما يكتبه "جنابي"، مجرد أوهام أعتاش عليها.. فهل من المعقول أن لا أرى المنجزات التي حققتها حكومات علاوي والمالكي والجعفري وعادل عبد المهدي؟، وكيف تسنى لشخص مثلي فاقد البصيرة أن لا يدرك حجم المشاريع العظمى التي تحققت منذ ثمانية عشر عاماً؟.
يمكن للقارئ العزيز أن يطلق عليّ صفة "الناكر للجميل" لأنني أتمتع بالديمقراطية، وأشرب الحرية العراقية مثلما أشرب عصير البرتقال، ديمقراطية مفيدة ومنعشة وتساعدك على أن تواجه مصاعب الحياة وتتمتع مع قانون العطل الرسمية الذي لا يزال متوقف عند احداث القرن الهجري الاول .وربما يقول قارئ عزيز إن ما تكتبه وتقوله يعيشه الناس كل يوم، يشعرون به ويتألمون منه، وربما لو أُتيحت لهم فرصة التعبير لقالوا أكثر مما نقوله ونكتبه .
سيسخر مني البعض حتماً ويقول: يارجل السياسة في العراق مادة دسمة للكتابة الساخرة، ولكن ياسادة ياكرام، سوف يظل الفارق كبيراً في الحجم بين ما نكتبه، وسخرية السيدة عتاب الدوري التي اكتشفنا أنها:"نبض الشارع العراقي وصوته المدوّي" وهي تشرح لنا مسألة معضلة القضاء على المدعو "أبو بريص" الذي يزاحمها على كرسي البرلمان، وكنت سعيداً أن الصحافة لم تجرف "الغائب.. الحاضر" علي الدباغ، ولم ينافس الفقراء من أمثالي على أرزاقهم.
في خضمّ أخبار الكآبة ووسط فوضى سياسية، ثمة أفعال وأخبار تبدو مضحكة أحياناً، من هذه الأخبار ، ما قالته النائبة السابقة مها الدوري وهي تصرخ إن إسرائيل تمنع إعمار مدينة الصدر.. يالها من مؤامرة خسيسة، حين تتدخل الدول وتمنع مرور سيارات جمع النفايات في شوارع مدينة الصدر.. وتسببت الإمبريالية اللعينة بأن يسيطر صاحب المولدة على مقدرات فقراء العراق. هل هناك مؤامرة أكبر من هذه؟.. لا ياسادة فالشهرستاني وأيهم السامرائي وعفتان وكريم وحيد جاهدوا من اجل توفير الكهرباء للشعب ،إلا أن الماسونية اللعينة تأمرت علينا .
كنت أنوي اليوم أن أصدع رؤوسكم بالحديث عن البشر العاديين لا العباقرة، وأحدثكم عن قرار القضاء الاميركي حٌكم بالسجن 22 عاما ونصف العام على الشرطي الأمريكي الذي دين بقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد.
مارست قواتنا الامنية كل وسائل القمع من ضرب بالرصاص الحي، وقنابل الغاز ، لأن المتظاهرين تجاوزوا الإشارة الحمراء في طريق الديمقراطية العراقية، لم يطق بعض الساسة ان هناك من يحتج ضد الديمقراطية العراقية فخرج يعلنها صريحة: " إنّ الاحتجاجات مؤامرة " .