متابعة / المدى
ناقش تقرير فرنسي اليوم الأربعاء، إمكانية تحول مؤشرات المناوشات العسكرية بين القوات الأمريكية في العراق وفصائل مسلحة، إلى مواجهة "متفجرة" بين طهران وواشنطن، فيما تحدث التقرير عن "تحول" بستراتيجية الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وسلط التقرير الذي نشرته وكالة "فرانس برس" وتابعته (المدى)، الضوء على انتخاب محافظ متشدد إلى سدة الرئاسة في إيران وحلول الديموقراطي جو بايدن محل دونالد ترامب في البيت الأبيض، إلا أن "الولايات المتحدة لم تتوقف عن إصدار الأوامر بقصف فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران".
واستعرض التقرير اثار الضربات الجوية والهجمات الصاروخية المتبادلة بين القوات الأمريكية والفصائل المسلحة، وما أثارته تلك الضربات المتبادلة من مخاوف لفترة محدودة من اندلاع صراع مفتوح في العراق، بين حليفتي بغداد الولايات المتحدة وإيران.
وأضاف التقرير أنه "تتواصل الهجمات حالياً ضد المصالح الأميركية في العراق، لكن بأساليب تشكل تهديدا أكبر وتوقع أضرارًا أكبر، لا سيما مع استخدام الطائرات المسيرة المفخخة ضد الأميركيين كما حصل في مطار أربيل، عاصمة اقليم كردستان الذي كان يعدّ حتى الآن موقعاً آمناً".
واعتبر التقرير أن "الفصائل المولية لإيران مثل الحوثيين في اليمن والفصائل المتواجدة على الحدود العراقية السورية، بدأت باعتماد تقنيات هجومية موحدة على مستوى أعلى باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع بإمكانها أحياناً الإفلات من الدفاعات الجوية الأميركية المنتشرة لردع الهجمات الصاروخية".
ونقل التقرير عن المحلل المختص بالجماعات المسلحة العراقية حمدي مالك قوله: إن "الخطوط الحمراء بالنسبة لإدارة بايدن قد تغيرت، فلم تعد واشنطن ترد على مقتل أميركي، إنما ردها يأتي على أي تصعيد ضد قواتها خصوصا الهجمات المتطورة بالطائرات المسيرة".
وتابع التقرير أنه "أمام تصلب الرئيس الأميركي الجديد الذي توقعت الفصائل أن يكون أكثر مرونة معها مقارنة بدونالد ترامب، ضاعف الموالون لإيران من حدة هجماتهم. فقد حذر زعيم عصائب أهل الحق، أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي العراقية، في تصريحات له مساء الثلاثاء، بأن "عمليات المقاومة انتقلت لمرحلة جديدة".
واضاف "سننتقم للدماء الغالية لرجالنا بدماء جنود الاحتلال" و"العين بالعين والسن بالسن".
واعتبر التقرير أن "رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي يعتبر الحليف الأول للأميركيين في العراق، بات مرغماً على تقديم مزيد من التنازلات للحشد الشعبي، فيما يبدو أنه يتجه للانفتاح أكثر فأكثر نحو إيران مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في تشرين الأول/أكتوبر".
ويرى من جهته حمدي مالك أنه وبالنتيجة، "وعلى الرغم من أن إيران تشجع المجموعات المسلحة العراقية على مواصلة هجمات محدودة ضد الأميركيين، لكنها لا تريد حربا حقيقة".