كريم محمد حسين ما اكثر المشاريع والاخبار السارة والمفرحة وعوالم وردية شيدت على ورق ومجسمات مكاتب علاقات المسؤولين في كل الوزارات،وبطبيعة الحال المواطن لايصدق هذا كله، لانه وحده الذي يلمس المنجز وهو الوحيد الذي يخوض غمار يومه
فلا يرى غير مشاريع تركت نهبا للتقصير والتلاعب الواضح بالمقدرات من قبل اصحاب شركات وهمية وشركات اخرى اخذت على عاتقها ان تدير عملية البناء والاعمار من خارج الوطن فحال مشاريع الكهرباء لاتقنع طفلا يتلظى بحرارة صيف لايرحم، ولامسنا يتلوى من فرط آلامه وفقره حينما يراجع المستشفى الحكومي ويقتله الغيض عندما يشتري وصفة العلاج من خارج المستشفى وبالادوية المسربة من هذا المستشفى و المواطنة لاتصدق طبعا بهراء الورق عندما لاتستلم مفردات البطاقة التموينية الآخذة بالاختفاء رويدا رويدا المواطن عموما لايصدق الا اذا راى شوارع واسعة تقيه الزحام الذي يأكل معظم وقته المهدور بين هذه السيطرة وتلك الحواجز الجاثمة على صدر المدينة، المواطن لايصدق عملية صبغ الارصفة بصبغ لايلبث ان يزول امام تقلبات المناخ والمواطن يعرف تماما مشاريع الفساد في اروقة الدولة كافة،ويعاني من الازمات الكثيرة لكنه لايصدق مشاريع الورق والمجسمات التي امتلأت بها خزائن الوزارات ولايصدق ايضا مايدور في المؤتمرات والمحاضرات التي تقام في داخل وخارج البلد وآلاف الايفادات لدول العالم وهنا يصدق المواطن كم استنزفت هذه الايفادات والندوات من اموال يحتاجها المواطن ليعبر يومه بسلام قبل ان يكون فريسة لاحد الضواري ويفلت من مصائد الارهاب الاعمى المتربصة به اينما حل او شبح فقر لايقهر، المواطن ينتظر انجازا حقيقيا ملموسا ومطبقا على الارض يريد تيارا كهربائيا مستمرا ليعبر به الصيف السابع على التوالي من الاخفاق والهدر للاموال دون طائل يريد مسكن لائق وواطىء الكلفة ولايريد ان يرى مجسما (لبيفرلي هيلز او ادريم لاند).يريد فرص عمل حقيقية ويريد مصانع تنتج بضاعة عراقية يريد وقف الجريمة المنظمة وتطهير الشرطة والجيش من عناصر الاجرام المتغلغلة في داخلها، المواطن بات لاتهمه من سيشكل الحكومة ولايريد ان يقحم نفسه بصراعاتها لانها ستنعكس عليه اولا وآخرا ولا يريد ان يدخل في لعبة السياسة ومتاهات موا د الدستور لانه بعيد عن السلطة برغم من انه هو الذي انتخبها.
كلام ابيض ..مشاريع الورق
نشر في: 28 مايو, 2010: 05:46 م