عمـار سـاطع
مع دخولنا اليوم، الخميس، مطلع شهر تموز، يكون كل ما تبقّى على خوض منتخبنا الوطني العراقي لكرة القدم منافسات المرحلة الحاسمة من التصفيات المؤهّلة الى مونديال قطر 2022، هو 62 يوماً بالتحديد، وهي مسافة مفصلية ومهمة جداً قابلة للتفسيرات والتغييرات، في ظلّ الصمت المُطبق الذي يُهيمِن على الهيئة التطبيعية التي تقود اللعبة عندنا!
حتى اللحظة، لا نعرف أين ستستقرّ التطبيعية في قراراتها، بالإبقاء على المدرب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش؟، وجهازه المساعد، أم تغييره؟، لأن الأمر بصراحة سيؤثّر على مسيرة المنتخب ورحلته المقبلة، والمحفوفة بكل تأكيد بصعوبات كبيرة، نظراً لتواجد أقوياء القارة الآسيوية من منتخبات راغبة بالوصول الى الدوحة العام القادم!
وهنا لا نريد أن ننال من التطبيعية أو نلقي باللائمة عليها وحدها، فيما حصل من افتقار في الاستقرار ونضوب في الرؤى وغياب التركيز في موضوع المنتخب الوطني الذي كان يفترض أن يُحل بأسرع وقت ممكن، في ظلّ المدة التي انتهت عليها رحلة التصفيات القارية للمرحلة الأولى في منتصف حزيران الماضي، وهو ما يجعلنا نشير الى التقاعس غير المجدي والتهرّب إن صحّ التعبير في مواجهة الانتقادات أو تعضيد وجهات النظر أو قراءة الآراء التي تتبنّى موضوع الجهاز الفني للمنتخب!
في الواقع أن منتخبنا بحاجة الى فورة تصحيح، ثورة نهوض، بعد أن افتقر الى هويّته المطلوبة في المنامة، وراح يلعب بغياب البصمة التي عرفه الجميع بها، والسبب يعود الى عوامل كثيرة، أبرزها، التعامل السلبي للمدرب مع اللاعبين وتخوّفه من المباريات التي لعبها، مثلما كان شارداً لا يستطيع إجراء التغييرات المطلوبة وفي الأوقات المناسبة التي كان يفترض بتدخّلاته أن يقلبَ الموازين ويُعيد فريقنا الى الواجهة، وهو يلعب مباريات أمام منتخبات، يمكن أن نقول عنها بأنها منتخبات “متواضعة” جداً!
والسؤال الذي يَطرح نفسه.. إذا كان المدرب كاتانيتتش، بهذا الحجم والصورة الفقيرة فنياً، وقد توفّرت له امكانيات لم تتوفر لأي مدرب سبقه في قيادة أسود الرافدين على مدى الأعوام الماضية، مثلما كان الاستقرار عليه عنصراً مهماً يفترض أن يبث الانسجام في خطوط تشكيلته، ولعب بهكذا تشتّت، ماذا سيفعل أمام منتخبات أقوى ولاعبين مُهمين يمثلون أفضل فرق القارة في المعترك الحاسم؟ وكيف سيواجه منتخبات لها باع طويل وخبرة في مشاركاته ببطولات عالمية؟!
عليه فإن تغيير المدرب السلوفيني وجهازه المساعد، بات أمراً مُلحّاً وضرورياً، اليوم قبل أي وقت مضى، خاصة وأن قنوات الاتصال السرية والعلنية مفتوحة على مصراعيها بين جهات متنفّذه لجلب مدربين بفكرٍ عالٍ وامكانيات جيدة وكاريزما مؤثرة، مع التذكير بأن الإبقاء على كاتانيتش هو أصعب الحلول، بل وأسوأها على الاطلاق، لأنه جُرِّبَ في مهام كثيرة ومشاركات كبيرة، ولم يفلح في إقناع الجميع، بل أن فكره ونضوجه الفني، كان وبالاً على فريقنا إذ أضعنا بطولات مهمة كانت تشفع له في مثل هكذا أيام!
فـبطولات العام 2019 في كأس آسيا وغرب آسيا وكأس الخليج، كانت أشبه بالاختبار الفعلي للتحصين الفني الذي يملكهُ المدرب وخبرته التي تمتد لأكثر من 27 عاماً، لكنه أهدرها بشكل غريب وأضاع علينا فرصة العودة لكسب بطولات كُنا فيها الأقرب لتحقيقها على أقل التقديرات!
وفي تصوّرنا أن المدرب السلوفيني هو الآخر يواجه مشكلة حقيقية تتمثّل بصعوبة تقبّل فكره من جهة اللاعبين، وعدم استجابتهم لمفردات تحكمه في الميدان، وهذا أمر خطير جداً، من المفترض أن ينهي جدل الحال فوراً!
نتمنى أن تكون هناك رؤى أفضل وأُفق أكثر تقبّلاً لطروحات الكثيرين من المُنتقدين، لأنها ستصبّ في نهايتها لصالح منتخبنا المُقبل على رحلة صعبة جداً ومليئة بالمنافسة مع بقية المنتخبات القارية!