ذي قار / حسين العامل
تصاعدت الاحتجاجات في ذي قار، يوم امس السبت، اثر تفاقم ازمة الكهرباء والاطفاء التام لمعظم محافظات الوسط والجنوب، والاستمرار بسياسة القطع غير المبرمج للتيار الكهربائي.
وفيما اقتحم المئات من المتظاهرين محطة انتاج الكهرباء الرئيسة في الناصرية، حذرت دوائر الكهرباء من انهيار الاوضاع نتيجة اقتحام محطات الانتاج والتوزيع.
وشهدت معظم المحافظات الوسطى والجنوبية ومن بينها ذي قار اطفاء تاما للطاقة الكهربائية ليل الخميس وطيلة نهار الجمعة بالتزامن مع ارتفاع غير مسبوق بدرجات الحرارة تجاوز نصف درجة الغليان وهو ما اشعل الغضب الشعبي وصعد من الاحتجاجات في عدد من المحافظات المذكورة.
ودفعت ازمة الكهرباء في العراق وزير الكهرباء ماجد حنتوش، إلى تقديم استقالته، بعد ان شهدت معظم مناطق العراق، وخصوصاً الوسطى والجنوبية، تردياً واضحاً في معدلات تجهيز الطاقة الكهربائية، خلال الايام الاولى من موسم الصيف، فيما دعا متظاهرون لفتح ملف الفساد في قطاع الكهرباء ومحاسبة المتورطين فيه والفاشلين بإدارة القطاع المذكور على مدى 18 عاما.
وقال الناشط ناطق الناصري لـ(المدى) ان "المئات من المتظاهرين والمواطنين الغاضبين في الناصرية يتظاهرون على مدى ثلاثة ايام للمطالبة بتوفير الكهرباء"، مشيرا الى ان "المتظاهرين اقتحموا محطة كهرباء الناصرية صباح يوم السبت بعد ان لمسوا عدم الاستجابة لمطالبهم التي رفعوها في الايام السابقة".
وتسبب الاطفاء التام للكهرباء في تفاقم مشكلة شح المياه في الاحياء الشعبية اذ انقطعت مياه الشرب عن معظم المناطق المذكورة، فالكهرباء لا تدخل في تشغيل محطات ومجمعات الماء الرئيسة فحسب وانما في تشغيل مضخات سحب المياه المنزلية وهو ما دفع الكثير من الاهالي الى الاستعانة بباعة الماء، في حين توجه مئات الشباب صوب النهر للاستحمام هربا من شدة الحر، بينما ارتفع سعر قالب الثلج الى 3 آلاف دينار اثر انقطاع الكهرباء بالتزامن مع موجة الحر.
بدوره قال احمد الخفاجي وهو احد المتظاهرين لـ(المدى) ان "المتضرر الاكبر من انقطاع الكهرباء وعدم استقرارها هي الاحياء الفقيرة التي يعاني سكانها من الفقر وشبابها من البطالة"، لافتا الى ان "عدم توفير الكهرباء واستقرارها سيضطر المتظاهرين والاهالي الى المزيد من التصعيد في جميع المناطق التي تعاني من انقطاع الكهرباء ونقص الخدمات".
وشهد ميدان التظاهرات في ساحة الحبوبي صباح السبت تحشيداً لمئات المتظاهرين بغرض التوجه صوب محطة كهرباء الناصرية الحرارية (10 كم غرب الناصرية ) وذلك للاحتجاج على الانقطاع المستمر وتردي واقع الكهرباء، فيما حذرت دوائر الكهرباء من اقتحام محطات التوزيع والانتاج وما ينجم عنه من اعمال تخريب واعتداء على المنتسبين اذ سجلت وزارة الكهرباء عشرات من حالات الاعتداء والتجاوز على المحطات المذكورة بحسب الناطق الرسمي باسم الوزارة. وازاء ذلك اصدرت مديرية توزيع كهرباء ذي قار بيانا تحذيريا تابعته (المدى) وجاء فيه "تحذير هام ندعوكم.. الى تفهم الوضع الحرج الذي تمر به محافظتنا العزيزة والعراق بشكل عام وندعوكم للمحافظة على الممتلكات العامة وارواح إخوانكم من موظفي وزارة الكهرباء كون المشكلة مركزية ولا تخص محافظتنا فقط "، واضاف ان "ما قد نخسره اليوم لا يمكن تعويضه غداً في هذا الزمن الصعب ونحن كمواطنين سنكون الخاسرين".
واشار البيان الى ان "المحطات التحويلية الثانوية والرئيسة والمحطات الانتاجية ودوائر صيانة الكهرباء هي ممتلكات عامة ويعمل موظفوها على خدمتكم وفي اصعب الظروف والتحديات"، مؤكدا "تقديم الكثير من التضحيات في مسيرة عملهم المضني والخطر جداً". وحث البيان المواطنين على عدم الاعتداء على المنتسبين قائلا "فلا يجوز الاعتداء عليهم لانهم ليسوا من اصحاب القرار فنرجو من الجميع تفهم هذا الامر ولنتكاتف جميعاً من اجل الحفاظ على الوضع من الانهيار".
واظهرت مقاطع فيديوية َاقتحاما لعدد من محطات توزيع الكهرباء في محافظات متعددة ومن بينها محافظة ذي قار احتجاجا على الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.
وشهد يوم الجمعة تصعيدا في الفعاليات الاحتجاجية في مناطق متفرقة من محافظة ذي قار للمطالبة بتوفير الخدمات والكهرباء ومحاسبة المتورطين بفساد ملف الكهرباء، فيما قطع العشرات من المحتجين جسر النصر وسط الناصرية بالإطارات المحروقة احتجاجا على اعتقال عدد من المتظاهرين على واقع الطاقة الكهربائية، اذ اشار المتظاهرون الى قيام القوات الامنية باعتقال عدد من المتورطين بالاعتداء على منتسبي احدى دوائر الكهرباء.
وبالتزامن مع ذلك اشار محافظ ذي قار احمد الخفاجي، الذي يزور تركيا حاليا، الى مساعي مع المستثمر القطري مبارك الهاجري وخبير عراقي يعيش في ألمانيا وشركة ألمانية متخصصة في الطاقة لحل أزمة الكهرباء في المحافظة، وكتب في مدونته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أن "العمل متواصل لإيجاد حل للكهرباء، الساعات القادمة ستشهد التوصل إلى حل لهذه الأزمة".
ويعاني قطاع الكهرباء في محافظة ذي قار التي تعد رابع محافظة من حيث عدد السكان ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة من الانقطاع المتكرر والمستمر في التيار الكهربائي وكذلك من تقادم الخطوط الناقلة والشبكات والمحطات والمحولات الثانوية التي باتت لا تستوعب الأحمال المتنامية وتواجه مخاطر الانصهار أو انفجار المحولات، فيما مازالت هناك العشرات من القرى غير المخدومة بالكهرباء.