TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مئوية.. ومئوية!!

العمود الثامن: مئوية.. ومئوية!!

نشر في: 4 يوليو, 2021: 11:33 م

 علي حسين

كل عام، في مثل هذا الشهر "تموز"، يتذكر الفيسبوك العراقي ما جرى صبيحة 14 تموز، البعض يستعيدها بالدفاع عن عبد الكريم قاسم ونزاهته ووطنيته، ويتذكر بيوت الفقراء والمدارس والمستشفيات، وقانون الإصلاح الزراعي والنفط، والأحوال الشخصية.

البعض الآخر ينتقد حكم العسكر والمجزرة التي حدثت للعائلة المالكة ..وبينما تدور حرب البسوس هذه على صفحات الفيسبوك بين أنصار الجمهورية ودعاة الملكية ينتظر المواطن العراقي ان تحتفل الدولة بالقضاء على المولدات الاهلية ، اكثر مما ينتظر أن تحتفل بمئوية هذه البلاد، ولانني مواطن يؤمن بالديمقراطية ، فانا ارى ان يتم الاحتفال بذكرى جلوس إبراهيم الجعفري على كرسي رئاسة الوزراء، ففي عهده كانت "الولادة الجديدة" للعراق، كما أريد له أن يتحول إلى خرائب.. ومادمنا نتحدث عن المئويات، فقد احتفلت الصين قبل أيام بمئوية انطلاق ثورتها التي قادها ماوتسي تونغ ، الصين التي مرت بمنعطفات وخلافات وصراعات ، لا تزال متمسكة بصورة ماو التي احتلت مكاناً بارزاً في أكبر ساحة للاحتفال وشاهدنا الرئيس الصيني شي جينبينغ يقف امامها ليلقي خطاباً يقول فيه إن "زمن التنمر على الصين انتهى"، جينبينغ الذي عاش طفولة قاسية ، تعرض والده القيادي الشيوعي للتطهير في الستينيات كما تعرضت أسرته للإذلال ، ومثله تعرض باني الصين الحديثة دنغ شياو بنغ إلى الإقصاء والسجن، لكن ما إن سنحت له الفرصة أن يشارك في بناء بلاده، وليخرج على الشعب قائلاً: "سوف نكمل بناء الصين ولكن من خلال العمل فقط، لا من خلال المنشورات".. لم يشتم ماو الذي سجنه وأقصاه ولم يتهمه بالعمالة.. ولم يطالب باجتثاث كل من عاش في زمن ماو.

عندما تسلّم دنغ دنغ شياو السلطة، كانت الصين بين أضعف دول العالم اقتصاداً، أكثر من نصف سكانها يعانون من البطالة. وعندما ترك السلطة عام 1992 كانت الصين تصنع السيارات والإلكترونيات وكل ما يهم سكان الكرة الأرضية.

قدّم دنغ للعالم صورة مختلفة عن الجنس الأصفر وأصحاب البدلة الواحدة، أراد أن يرسل الماضي إلى النسيان، وقال لمنتقديه وهم يهاجمونه على فتح قنوات اتصال مع أميركا: إن الأنظمة التي تغلق على نفسها الأبواب تموت. يجب أن أعترف بأنني دائماً ما أعيد على مسامعكم تجارب الشعوب، وأنسى أننا بلاد علّمنا البشرية القراءة وخطّ الحرف، أكتب عن الصين وأنسى أن حمورابي وضع أول مسلّة للقوانين، و"أعيد وأصقل" بحكايات ماليزيا ورئيسها المؤمن مهاتير محمد، وأنسى أن لدينا أكثر من مئة ألف مسؤول يؤدون الفرائض بانتظام وسيماء التقوى على وجوههم، هذا معيب ياسادة، ويجب أن أتوارى خجلاً لأنني أعتقد أن الكتابة عن نظرية مانديلا في المصالحة، أجدى وأكثر نفعاً من الحديث عن المصالحة التي كان يقودها " المناضل " عامر الخزاعي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. رياض عبد المجيد

    الجعفري و المالكي كيف كانوا وكيف اصبحوا هذا ايضا تطور

  2. ali

    ياستاذنا العزيز في بلادنا اقوام امتهنت العبوديه وعبادة الاصنام فالاصلاح ميؤس منه ورجال الدوله غادرونا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram