ترجمة / حامد أحمد
ما تزال بقايا خلايا تنظيم داعش تستمر بمحاولاتها لاثبات وجودها في مناطق غربي العراق، من بينها وقوع هجوم في مستهل هذا الشهر على صيادي سمك قرب سد حديثة، ليس بعيدا عن بلدة حديثة التي تعرضت لحصار على مدى سنة تقريبا خلال الحرب ضد داعش.
مقاتل من وحدة حشد عشائري سني محلية في المنطقة رفض الكشف عن اسمه، قال للمونيتر "أربعة صيادي اسماك قتلوا خلال هجوم شنه ثلاثة مسلحين من داعش كانوا يستقلون شاحنة بيك اب".
مسؤول بلدية حديثة قال ان خمسة صيادين آخرين جرحوا خلال الهجوم ، الذي وقع على بعد 200 كم شمال غرب بغداد.
شيخ عواد، رئيس عشيرة الجغيف في حديثة ، قال للمونيتر عبر موقع واتس آب، إن مسلحي داعش "الذين هاجموا الصيادين هربوا ولكنهم يتواجدون في منطقة الجزيرة في أنفاق تحت الأرض. ودائما ما يتلقون تجهيزات ووقود عبر بحيرة حديثة الواقعة مقابل قرية ريحانة".
ريحانة، قرية تابعة إداريا لبلدة عانة. مدينة عانة القديمة تقع قرب حديثة مغمورة بمياه بحيرات اصطناعية ناشئة عن سد حديثة. ويعد سد حديثة ثاني اكبر مولد للطاقة الكهربائية المائية ضمن منظومة كهرباء العراق بعد سد الموصل، وقد تم الانتهاء من إنشائه في العام 1987 .
خلال معركة استرجاع بلدة عانة في عام 2017 ، كانت قرية ريحانة المنطقة الأكثر مقاومة بسبب تمركز مسلحي داعش فيها حسب إفادات أهالي محليين للمونيتر في حينها. وتعرضت القرية لأضرار جسيمة خلال المعركة وخلال الضربات الجوية.
وقال شيخ عشيرة الجغيف انه يعتقد بان مسلحي داعش هم وراء الهجمات التخريبية لخطوط كهرباء الانبار.
وفي بداية شهر تموز ادعى داعش مسؤوليته عن هجمات بعبوات ناسفة استهدفت فصائل مسلحة شيعية على الطريق ما بين القائم وعكاشات تسببت بمقتل شخص وجرح اثنين آخرين.
فصائل مسلحة يعتقد بانها مدعومة من ايران كانت قد كثفت خلال الأسابيع الأخيرة من هجماتها على قواعد تأوي قوات التحالف الدولي من جنود اميركان، في وقت تعرضت له خطوط نقل كهرباء الى اعمال تخريب تسببت بقطع تجهيز الكهرباء وسط ارتفاع بدرجات الحرارة.
قسم اتهم فصائل مسلحة وراء الهجمات المتكررة التي استهدفت مؤخرا منشآت وخطوط نقل الطاقة الكهربائية مع قيام ايران بقطع تجهيز البلد بالكهرباء في محاولة منهم حسب ادعائهم لتسليط ضغط على العراق.
قسم من مصادر امنية في الانبار ذكروا للمونيتر ان الخطر الأكبر الذي تتعرض له القوات المحلية والدولية على الأرض لم يعد من داعش فقط، رغم الاستمرار بهجماته المتقطعة التي تستهدف مسلحين محليين وقوات أمنية وآخرين.
هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة استهدفت قاعدة عين الأسد التي تأوي قوات دولية وذلك لاربع مرات على الأقل خلال فترة 30 يوما.
بعد الهجوم الأخير الذي وقع في 7 تموز الحالي ذكر المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل، وأين ماروتو، في تغريدة له بقوله "تعرض منتسبون لجروح طفيفة، ما نزال نقوم بتقدير الخسائر". مشيرا الى انه في تمام الساعة 12,30 فجرا بالتوقيت المحلي تعرضت قاعدة عين الأسد لـ14 صاروخا. سقطت الصواريخ على القاعدة ومحيطها. وتم تفعيل إجراءات الدفاعات الوقائية".
وقال الكولونيل ماروتو للمونيتر "القوات العراقية وكذلك قوات التحالف تعتقد بان هجمات الصواريخ هذه قد تم اطلاقها من قبل مجاميع خارجة على القانون". مشيرا الى ان المتحدث العسكري العراقي اللواء يحيى رسول قد اصدر بيانا واصفا المتورطين بالهجمات بالإرهابيين واعداء للدولة العراقية. في حين قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي "الهجمات الصاروخية تخرق سيادة العراق وتعرض مدنيين عراقيين وقوات عراقية وقوات من التحالف للأذى". خلية الاعلام الأمني العراقية ذكرت في تصريح لها على تويتر ان قسما من الصواريخ التي تم اطلاقها لم تقع على القاعدة وانتهت بالانفجار على بيوت محلية وجامع.
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل ماروتو ان هجمات المجاميع المسلحة تشكل عرقلة وتهديدا لمحاولات وجهود التحالف الدولي في القضاء على داعش.
من جانبه حذر الشيخ عواد من احتمالية تصاعد الهجمات على قاعدة عين الأسد في المرحلة القادمة، مؤكدا بان سبب ذلك يعود الى غياب الرد وإجراءات الردع، وانه لم يتضح بالضبط لحد الان من الذي يقوم بتنفيذ هذه الهجمات.
وقال شيخ عشيرة الجغيف ان الجانب الغربي من محافظة الانبار القريب من الحدود السورية ما يزال يعتبر منطقة تحت سيطرة فصائل مسلحة، مشيرا الى ان تلك الحالة تعتبر مشكلة بالنسبة للحكومة العراقية، حيث انها تشكل مكان معبر حدودي يجب السيطرة عليه.
عن المونيتر