محمد حمدي
ستكون بطولة كأس العراق للموسم الحالي بين قطبي الكرة في العراق القوة الجوية بطل الدوري والطامح لتجديد الفوز بثنائية الألقاب والزوراء الباحث عن لقب الكأس لمصالحة الجمهور، ستكون المباراة والاحتفالية مختلفة تماماً بجميع الظروف والمسمّيات التي تحيط بها من الجمهور نزولاً الى الملعب الذي تجري عليه أعمال صيانة مكثّفة منذ اسبوع ليكون بالمظهر اللائق وصولاً الى الإعداد عالي المستوى بمشاركة مكتب رئيس مجلس الوزراء شخصياً باصرار وتواصل مع وزارة الشباب ومنها الى الهيئة التطبيعية.
مؤشرات إيجابية للاهتمام بالرياضة والمناسبات الكبيرة يصاحبها أول عودة رسمية للجمهور بصورة محدودة لعشرة آلاف متفرج فقط باشتراطات حصول المتفرّج على لقاح مضاد لفايروس كورونا موثق رسمياً في دوائر الصحّة، فضلاً عن إطلاق موقع ألكتروني للجمهور لبيع البطاقات وتسجيل سحب اليانصيب الكبير المُعلن عنه من قبل الشركات الراعية التي ستعقد مؤتمرها الصحفي اليوم الثلاثاء لشرح بنود رعاية المباراة الختامية، وما يرافقها من احتفال كبير وجوائز وتسويق.
من الشرح والمعلومات المتقدّمة نستشف أن الاهتمام بالرياضة وكرة القدم تحديداً اللعبة الشعبية الأولى في العراق ومناسباتها الكبيرة قد وصل الى الذروة اليوم من أعلى المستويات في الدولة، ويسير بموازاته تطبيق اساليب عالمية في التسويق والرعاية ربّما تحصل للمرة الأولى في العراق الذي يستحق اعتماد آليات احترافية في تسيير شؤون كرة القدم وغيرها من الألعاب في هكذا مناسبات تتطلّب تنظيماً متكاملاً يأخذ بنظر الاعتبار قيمة الحدث والمستلزمات المساعدة على انجاحه بثقة تامة.
هنا من حق الجمهور والإعلام أن ينتظر اخراج المشهد بأرقى وأجمل الصور التي توازي التغيير والاهتمام المنشود لا أن يكون النقل بدائياً والانفلات يحلّ محل الانضباط والعشوائية بدلاً عن التنظيم، فنرى الملعب وقد شُغل عن آخره بطريقة عجيبة وتبدّدت كل طروحات التنظيم المشار اليها، ولنا في ذلك أدلّة سابقة كثيرة تكون بها التعهدات والحديث شيء، وما يحصل على أرض الواقع شيء آخر تماماً كما حصل في مباراة العراق والكويت الودية في البصرة مؤخراً على سبيل المثال لا التحديد!
شيء آخر لابد من الإاشارة اليه أيضاً وتطرحه معظم الاتحادات الرياضية الأخرى باستثناء كرة القدم والتي تناشد أن يكون لها نصيبها من الاهتمام أيضاً وحيّزها من الرعاية التي قد تفضي الى نتائج تفوق ما نبحث عنه في عالم كرة القدم من دون الوصول اليه، ولكي تكون العدالة حاضرة في هذا الميدان ولو بنسبة معقولة لا أن تكون موازية لكرة القدم ونحن نعرف السبب في ذلك كما يعلمه الجمهورأيضاً، فقد أوشكت بعض الألعاب الرياضية على الاندثار وانتهاء وجودها وتواصلها وتحتاج وقفة حقيقية لانعاشها وبثّ الروح بها مجدّداً ببنى تحتية أولاً ودعم مادي للمدرب واللاعب والأندية كي تعاود نشاطها.
نتمنّى أخيراً أن تكون الاعدادات وحفل ختام بطولة الكأس على ما يرام بنجاح مُطلق يضعنا في دائرة المنافسة مع البلدان المجاورة لنا على أقل تقدير، ونكون قد سلكنا الطريق الصحيح لقادم البطولات المحلية والأحداث الرياضية الكبيرة، فلدينا ملاكات إدارية وفنية قادرة على إخراج النهائي الموعود بخبرة كبيرة، وبتضافر الجهود بين الوزارة والتطبيعية والناديين والجمهور يمكن أن نؤرشِف واحدة من أميز بطولات الكأس على أديم ملعب الشعب الدولي.