اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لماذا هذا الشعب متشائم؟

العمود الثامن: لماذا هذا الشعب متشائم؟

نشر في: 12 يوليو, 2021: 11:37 م

 علي حسين

قال لي أحد الزملاء لماذا أنت متشائم ونحن على ابواب انتخابات ربما تحل لهذا الشعب التغيير الذي نادى به شهداء تشرين ؟ قلت له أنا"متشائل"على طريقة الكاتب الفلسطيني الراحل أميل حبيبي، ومثل بطل روايته أبي سعيد، أريد ألاّ أحترس بكلامي، وأنا أوجه خطابي للعديد من الساسة الذين يعتبرون الاقتراب من قلاعهم جريمة ومؤامرة على العراق .

منذ أيام والجميع يتحدث عن مشاريع التغيير والانتخابات النزيهة والوجوه التي ستملأ البرلمان خيرا ، والمقاعد التي ستبتعد عن الطائفية ، لكنّ المواطن يعرف جيداً أن ما يقال على الفضائيات والمهرجانات الخطابية ، لا يعدو كونه مجرد كلام، الذي أعرفه خلال ثمانية عشر عاما عشناها مع الخراب، أن القضية لم تعد مجرد تغيير وإصلاح، بل إنقاذ العراق، وقد أعطيت نفسي أكثر من فرصة أتفاءل فيها بما سيفعله السادة المسؤولين الافاضل ، وكنتُ مراهنًا نفسي على أنّ البعض منهم سيخلع"معطف" الطائفية ، ويرتدي ثوب رجل الدولة، ويبدو أنّ المتشائم انتصر في النهاية وخسرت الرهان، مثل كلّ مرة أراهن فيها على مسؤول عراقي، وفي هذه الزاوية المتواضعة كنتُ بين الحين والآخر أُصدّع رؤوس القرّاء، بحديث عن رجال دولة تاريخيين، استطاعوا أن يصمدوا بوجه المغريات، فخلّدهم التاريخ بأن أبعد عنهم غبار النسيان.

شيء مؤسف أن لا يكون لدى الكاتب ما يكتبه للقرّاء سوى التشاؤم والسخرية من الأمل، ولكنني سأترك"المتشائل"جانباً وأتمنى على احزابنا التي تخوض معركة كسر العظم من اجل الامتيازات أن تخبرنا ماذا ستختار: السعي إلى لمستقبل أو الإصرار على التبرّك بالماضي، نظام سياسي يعتمد على الكفاءة والنزاهة أم نظام يصفّق للمحسوبية والانتهازية؟

هذه الاسئلة وغيرها تشغل بال معظم العراقيين، وهي تطرح في كل حوار بين اثنين من العراقيين. للاسف الجميع ينسى أنّ صناعة الفشل لا تقلّ خطراً على العراق من صناعة الإرهاب، الثانية تضرب في الدولة على أمل إسقاطها بالقاضية،، لكنّ الأولى تجعلها تتآكل من الداخل حتى يجد المواطن نفسه أمام مؤسسات حكومية عاجزة عن الوفاء بأيّ التزام، لأنّ التزامها الوحيد هو للطائفة والعشيرة وليس للمواطن .

منذ سنوات وبدافع "التباهي" بالمعرفة، صدّعت رؤوسكم ببلاد صغيرة اسمها سنغافورة، وكان بعض القرّاء الأعزاء يهزّون أيديهم بالتأكيد كلما حاول"جنابي" وهم يقولون: لقد أضجرتنا بأحاديثك العجيبة عن لي كوان وجزيرته سنغافورة ، وعن إصراره على تحويل ملايين الفقراء إلى الرفاهية الاجتماعية. ياسادة هذا ما يفترض أن نكتب عنه. تأملوا حياتنا، فعمّاذا نكتب؟ تأملوا معي الفوضى السياسية، وغياب العدل والقانون، والصواريخ التي استبدلت بالمسيرات التي يصر اصحابها ان نفرح بالنموذح الحوثي بدلا من السنغافوري .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. تغلب كامل

    من تصريحات المالكي نستنتج ان اللصوص رتبوا امورهم

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: نائب ونائم !!

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram