علاء المفرجي
الحظ، والموهبة، والوسامة هي من قادت الممثل عمر الشريف، التي تصادف هذا الاسبوع ذكرى وفاته، الى العالمية.. ولم تكرسه هذه (العالمية) كممثل قدير، بل اوصلته الى الشهرة والمكانة، .. وربح رهان العالمية بجدارة وإن كان في بدايته متعثرا نوعا ما، لكنه سلرعان ماانطلق كالشهاب، حاصدا ارفع جوائز السينما باشتراكه باهم الافلام..
فقد فاز بجائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثل في فيلم دراما عام 1966 عن دوره في فيلم دكتور جيفاغو، وفاز بجائزة الغولدن غلوب عن فئة أفضل ممثل مساعد لدوره في لورنس العرب، فضلا عن جائزة غولدن غلوب للنجم الصاعد التي تشاركها مع كل من: تيرينس ستامب، وكير دولا، وبيتر أوتول. وفي عام 1962 رُشح لجائزة الأوسكار عن أفضل ممثل مساعد، ولكنه لم يفوز بها، وذلك لدوره في فيلم لورنس العرب، وفي العام 2004 تم منحه جائزة مشاهير فناني العالم العربي تقديرا لعطائه السينمائي خلال السنوات الماضية، وحاز أيضا في نفس العام جائزة سيزر لأفضل ممثل عن دوره في فيلم السيد إبراهيم وأزهار القرآن لفرانسوا دوبيرون، كما حصل على جائزة الأسد الذهبي من مهرجان البندقية السينمائي عن مجمل أعماله.
ولد عمر الشريف بإسم (ميشيل ديمتري شلهوب) في الإسكندرية في أسرة ميسورة الحال لأب لبناني يُدعى (جوزيف شلهوب) يعمل بتجارة الأخشاب هاجر من زحلة بلبنان إلي مصر في أوائل القرن العشرين. والدته (كلير سعادة) من أصل لبناني-سوري. ودخل (كلية فيكتوريا) الإنجليزية بالإسكندرية ومنها بدأ شغفه بالتمثيل أيضًا. ومنها إلى جامعة القاهرة حيث درس الرياضيات والفيزياء. بعد تخرجه من الكلية عمل لمدة 5 سنوات بتجارة الأخشاب مع والده قبل أن يقرر دراسة التمثيل في (الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية) بلندن. ثم كانت الفرصة للتمثيل حين عرض عليه المخرج (يوسف شاهين) بطولة فيلمه الجديد (صراع في الوادي) عام 1954 أمام (فاتن حمامة) واختار له إسم (عُمر الشريف) الذي عرف به لبقية حياته. نجح الفيلم نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر وبسرعة تصاعدت نجوميته حيث شارك في الفترة من 1954 حتى عام 1962 في أكثر من عشرين فيلمًا سينمائيًا. نشأت خلالها علاقة حب قوية بينه وبين (فاتن حمامة) وتزوجها عام 1955.
في أوائل الستينيات التقى بالمخرج العالمي دافيد لين، والذي اكتشفه وقدمه في العديد من الأفلام، ومع انشغال عمر بالعالمية بدأ في إهمال زوجته وبيته مما أدى إلى انفصاله عن فاتن حمامة في منتصف السبعينيات.
بعد نجاحه منقطع النظير في فيلمه الأول لورنس العرب في عام 1962 لقي شهرة جماهيرية كبيرة، وأصبح العالم الغربي كله يتابع أفلامه. واستمر عمر مع نفس المخرج دافيد لين ليلعب عدة أدوار في عده أفلام منها: فيلم دكتور جيفاغو، وفيلم الرولز رويس الصفراء، وفيلم الثلج الاخضر وغيرها الكثير في الأعوام التالية. أصبح الفيلم فور انتاجه أحد أفضل الأعمال السينمائية العالمية ويُعد من أفضل ما أنتجته السينما البريطانية على الإطلاق، وفورًا حاز أداء (عمر الشريف) على ترشيح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل في دور مساعد وفاز عن نفس الدور بجائزة (الكرة الذهبية) رفيعة المستوى ومعهما على شهرة عالمية. توالت بعدها الأعمال السينمائية العالمية وبعدها بثلاث سنوات كان ميعاده مع أحد أشهر أدواره في (الدكتور زيفاجو) من إخراج (ديفيد لين)، حيث فاز عن دوره بجائزة (الكرة الذهبية) للمرة الثانية لأفضل ممثل في دور رئيسي.
بسبب قيام نظام الرئيس (جمال عبد الناصر) في اصدار تصاريح السفر والخروج من مصر. قرر أن يستقر في أوروبا عام 1965 بشكل نهائي، ومن الستينات حتى بداية التسعينات. ظل مقيمًا خارج مصر ومنشغلًا بأدواره العالمية في السينما الأمريكية والأوروبية ثم استقر بشكل نهائي بمصر ببداية التسعينات.