TOP

جريدة المدى > سياسية > حريق الناصرية يطيح بـ 13 مسؤولاً محلياً ويشعل الغضب في ساحة الاحتجاج

حريق الناصرية يطيح بـ 13 مسؤولاً محلياً ويشعل الغضب في ساحة الاحتجاج

نشر في: 14 يوليو, 2021: 10:38 م

 ذي قار/ حسين العامل

في الوقت الذي اعلن فيه عن تواصل التحقيق في حريق مركز النقاء الخاص بعزل مصابي كورونا في مستشفى الحسين التعليمي بالناصرية الذي اسفر عن اكثر من 60 شهيدا واصابة 50 شخصا آخر بجروح وحروق مختلفة، اصدرت محكمة تحقيق الناصرية المختصة بقضايا النزاهة أوامر قبض بحق ١٣ متهما بينهم مدير صحة المحافظة، في حين اندلعت تظاهرات غاضبة للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الحريق وفتح المستشفى التركي بصورة فعلية وليس شكلية.

وأشعل حريق مركز النقاء مواقع التواصل الاجتماعي بتصريحات متضاربة لم تثبت صحتها بين محافظ ذي قار واتباع التيار الصدري، اذ جرى تداول مقاطع وبيانات منقولة من صفحات منسوبة لمحافظ ذي قار واتباع التيار الصدري ولاسيما وزير الصدر صالح العراقي.

ونفى محافظ ذي قار احمد غني الخفاجي ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي من تصريحات منسوبة له يهاجم فيها اتباع التيار الصدري ويحملهم مسؤولية تردي الواقع الصحي في المحافظة.

وجاء في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي تابعته (المدى) "نود اعلامكم بعدم وجود أي صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) باسم محافظ ذي قار أحمد غني الخفاجي باللغة العربية"، واضاف ان " كل ما تقوم به بعض هذه الصفحات هو عملية انتحال صفة رسمية، يحاسب القانون مرتكبيها، فضلًا عن دورها في اثارة الرأي العام، ونشر الأخبار غير الصحيحة".

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي نقلت عن وزير السيد مقتدى الصدر (صالح محمد العراقي) دعوته الى اقالة محافظ ذي قار، والعمل على ارجاع هيبة الدولة في الناصرية. وقال العراقي في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، انه "لابد من العمل على اقالة محافظ الناصرية فورا وخصوصا بعد اقالة مدير صحة الناصرية، ثم العمل على ارجاع هيبة الدولة في الناصرية وامنها واستقرارها".

وكانت النيران قد التهمت في ليلة الاثنين (12 تموز 2021) مركز النقاء المخصص لعزل المصابين بفايروس كورونا بالكامل وحاصرت مئات من المرضى ومرافقيهم ما ادى الى تفحم 64 جثة 22 منها مازالت مجهولة الهوية من اثر التشوهات التي لحقت بها، وشاركت 28 فرقة اطفاء بإخماد الحريق الذي تواصل لنحو 3 ساعات فيما اسهمت جهود مئات المتطوعين واسر الضحايا بإنقاذ 50 شخصا من المرضى المحاصرين بالنيران واخلاء جثث الضحايا، اذ اعلنت دائرة الصحة عن انقاذ 50 مصابا ونقلهم الى ردهات قريبة ضمن مستشفى الحسين التعليمي.

وعزا مدير الدفاع المدني في ذي قار العميد صلاح جبار اسباب الحريق لانفجار منظومة الغاز في مركز العزل، مشيرا الى ان تشييد المركز بمادة "السندويج بنل" القابلة للاشتعال وهو ما فاقم الخسائر والاضرار الناجمة عن الحريق.

وعلى خلفيه الحريق وارتفاع اعداد الضحايا وجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بسحب يد وحجز مدير صحة ذي قار صدام الطويل، ومدير المستشفى، ومدير الدفاع المدني في المحافظة، واعلان الحداد العام في العراق، فضلا عن تشكيل لجنة وزارية للتحقيق في الحادث. وقال مستشار محافظ ذي قار علي مهدي عجيل لـ(المدى) ان "اللجنة المشكلة من رئاسة الوزراء والتي تضم وزير الشباب والرياضة عدنان درجال، ووزير العمل عادل الركابي، ووكيل وزير الصحة وكالة الدكتور هاني موسى بدر ورئيس جهاز الامن الوطني عبد الغني الاسدي ومسؤول كبير في جهاز المخابرات عقدت اجتماعا موسعا مع المسؤولين المحليين حال وصولها الى المحافظة صباح يوم الثلاثاء"، مشيرا الى "فتح تحقيق عاجل للوقوف على أسباب الحريق وتحديد الجهات المقصرة في هذا المجال خلال فترة 48 ساعة".

وكشف قائد شرطة ذي قار الفريق سعد علي عاتي الحربية في تصريحات صحفية تابعتها (المدى) ان "التحقيقات الاولية في حريق مركز عزل النقاء بمدينة الناصرية اشارت لتصاعد اعمدة دخان من احدى الغرف داخل المركز قبل ان تلتهم السنة النيران المبنى بالكامل"، مبينا ان "قسم الادلة الجنائية في عمليات سومر اكتشف من خلال مراجعة كاميرات المراقبة تصاعد اعمدة الدخان من الغرفة الرابعة من الجانب الايسر لمركز العزل قبل ان يمتد الحريق لأقسام اخرى ويتحول الى حريق مفجع".

واشار الحربية الى ان "قسمي الأدلة الجنائية وبلدة الجزيرة في مديرية الشرطة باشرا بضبط ورزم كل ما له مساس بأسباب الحريق حال وقوع الحادث" مؤكدا ان "المختصين يواصلون التحقيق بأسباب الحريق بإشراف مدير عام الادلة الجنائية والدفاع المدني".

وفي غضون ذلك اصدرت محكمة تحقيق الناصرية المختصة بقضايا النزاهة أوامر قبض بحق ١٣ متهما بينهم مدير صحة المحافظة على خلفية حريق مركز النقاء الخاص بعزل مصابي كورونا في مستشفى الحسين التعليمي.

وذكر المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى ان "المحكمة أصدرت أوامر قبض وتحر بحق ١٣ موظفا بينهم مدير عام دائرة صحة ذي قار استنادا الى أحكام المادة ٣٤٠ من قانون العقوبات"، واضاف "وفاتحت وزارة الصحة لإجراء التحقيق الإداري من اجل معرفة المقصرين، وتدوين اقوال الممثل القانوني للوزارة".

وعلى الصعيد الميداني اندلعت تظاهرات غاضبة طيلة ليل الاثنين ونهار الثلاثاء للمطالبة بمحاسبة المقصرين والمسؤولين عن الحريق وتردي واقع الخدمات الصحية في المحافظة ما ادى الى احتكاك مع القوات الامنية في تظاهرات يوم الاثنين واحراق عجلتين تابعتين للشرطة، فيما احتشد آلاف المتظاهرين عصر يوم الثلاثاء في ساحة الحبوبي وسط الناصرية وقاموا بإعادة نصب خيام الاعتصام في الساحة المذكورة ايذانا بانطلاق جولة جديدة من التظاهرات.

وقال الناشط ناطق الناصري لـ(المدى) ان "آلاف المتظاهرين واصلوا التظاهر لليوم الثاني على التوالي احتجاجا على الاهمال المتعمد للقطاع الصحي والمتاجرة بحياة المواطنين"، منوها الى ان "المتظاهرين طالبوا بمحاسبة المسؤولين المقصرين والفاسدين وفتح المستشفى التركي بصورة حقيقية وليس شكلية كما طالبوا الاطباء بتخفيض اجور الكشف الطبي على المرضى في عياداتهم الخاصة".

وأقدم المئات من المحتجين على اغلاق جميع المستشفيات الاهلية لحين افتتاح المستشفى التركي، اذ يعتقد المحتجون ان تعطيل افتتاح المستشفى التركي وتراجع مستوى الخدمات في المستشفيات الحكومية يعود بالمنفعة على المستشفيات الاهلية والاطباء الذين غالبا ما يماطلون ويؤجلون اجراء العمليات الجراحية في المستشفيات الحكومية لغرض دفع مرضاهم لإجرائها في المستشفيات الاهلية.

وازاء ذلك أعلن مدير الصحة الجديد الدكتور سعدي الماجد الذي جرى تعيينه خلفا لمديرها السابق صدام الطويل الذي قدم استقالته إثر حريق مركز العزل، عن اعادة افتتاح المستشفى التركي وقال خلال مؤتمر صحفي عقده في المستشفى التركي بعد ساعات من تسلمه المنصب ان "المستشفى يعمل في الساعات المقبلة بجميع اقسامه من العمليات والردهات"، مطالبا "وزارة الصحة بمنحةٍ طارئة لتجهيز المشفى ببعض المعدات الطبية اللازمة".

واشار الماجد في تصريح لاحق الى انه "قرر حل المجلس الاداري لدائرة صحة ذي قار على خلفية فاجعة احتراق مركز العزل"، مبينا ان "حل المجلس يعني اعفاء كافة مدراء المستشفيات ومدراء اقسام الدائرة ناهيك عن مدراء المراكز الصحية التخصصية".

ومن جانبه قال معاون المحافظ لشؤون المتابعة عباس الخزاعي ان "اللجنة الوزارية المكلَّفة من قبل رئيس الوزراء قررت ان يكون مستشفى الحسين التعليمي مركزا لعزل مصابي كورونا ونقل جميع المرضى الى مستشفى الناصرية التركي".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

مخاوف تسلل "داعش" من سوريا تتزامن مع حوادث "مريبة" في كركوك

المجلس العراقي للسلم والتضامن يعقد مؤتمره الخامس وينتخب قيادته

الرئيس مسعود بارزاني يحيي المؤتمر

كلمة فخري كريم في المؤتمر الخامس للمجلس العراقي للسلم والتضامن

الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مخاوف تسلل
سياسية

مخاوف تسلل "داعش" من سوريا تتزامن مع حوادث "مريبة" في كركوك

 بغداد/ تميم الحسن لا تستبعد قوى في كركوك أن تكون "الخلافات السياسية" وراء نشر "دعايات مضخمة" عن وجود "داعش" في المدينة.المحافظة تعاني منذ أشهر من "شلل سياسي"، فيما تنتظر هذا الأسبوع قرار القضاء...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram