المدى
أثار عرض الاعترافات التي ادلى بها المتهم بقتل المحلل الامني والكاتب هشام الهاشمي سخطا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي عبرت عنه منشورات لصحفيين ونشطاء سياسيين ومدونين أثاروا اسئلة تتعلق بدوافع التكتم على اسم الجهة التي ينتمي اليها القاتل
وكذلك عدم الكشف عن اسماء بقية المتهمين واعتبر بعضهم توقيت وطريقة عرض الاعترافات محاولة من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للتهرب من الازمات التي تواجهها الحكومة وتشتيت انظار الرأي العام عن فاجعة احتراق مركز العزل في مستشفى الحسين في ذي قار الذي تسبب بسقوط عشرات الضحايا، منتقدين استخدام الكاظمي قضية الهاشمي لأغراض سياسية في ذكرى استشهاده الاولى.
ومن بين المنشورات قال المدون صبري العقيلي تحت هاشتاك #الكاظمي_يغرد "إذا لم يتم الإفصاح عن أسماء الجناة قتلة هشام الهاشمي وعن الجهات التي تقف خلفهم وعرضهم على شاشات التلفاز للإدلاء بأعترافاتهم يعتبر الخبر كاذب ولاقيمة له وهو عبارة عن إبرة مخدرة لإمتصاص غضب الشارع العراقي الذي أوشك على الانفجار" وختم منشوره بهاشتاك آخر "#بداية_السقوط".
الصحفي قيس حسن قال في منشوره "قاتل هشام الهاشمي تحدث عن تفاصيل جريمته، ولكن لم نعرف من أمره بتنفيذها؟ ولماذا؟ وما الهدف؟ من يقف خلف القاتل أهم من القاتل. والاعترافات التي بثت، مخزية حقيقة وتستخف بالناس، مادام الذي امر بالقتل حرا طليقا وغير مكشوف، فأنت لم تصل للقاتل الحقيقي. لروحك الرحمة يا هشام".
وفي السياق نفسه، قال الصحفي والكاتب منتظر ناصر على صفحته في فيسبوك "برافوو مصطفى الكاظمي..توقيتاتك كلها مدروسة! بعد قمع تظاهرات 25 ايار بيوم واحد فقط شهدنا مسرحية اعتقال السيد قاسم مصلح فانشغل الرأي العام بها ولم تظهر نتائج التحقيق في التظاهرات حتى الان.. واليوم تبث اعترافات جديدة لقاتل مزعوم للشهيد هشام الهاشمي دون معرفة دوافعه (مالية أم سياسية أم شخصية؟!) ولا الاشخاص او الجهات التي تقف وراءه بعد ايام قليلة من موجة غضب كبيرة أدت لتظاهرات بسبب فاجعة الناصرية الاليمة وترقياتك العسكرية المثيرة التي زادت من ترهل الجيش والشرطة بالرتب الرفيعة!!".
وفي منشور للمدون محمد قاسم جاء "ماكو شيء جديد فقط متهم يشرح عملية الاغتيال مرة أخرى والتي شاهدناها مرارا منذ اكثر من سنة. الاسئلة التي تحتاج الى اجوبة هي من الجهة التي اعطت الاوامر بالقتل؟ ولها مصلحة بقتل الشهيد والممولة لهم؟خصوصا ان المتهم ضابط في وزارة الداخلية وليس مواطنا عادياً لكن بالنهاية القضية تعرضت للكثير من المساومة بين الجهات السياسية كما حدث مع عصابة الموت في البصرة قبل اشهر والسبب واضح لانه من قتل الشهيد #هشام_الهاشمي نفسة من قتل اكثر من الف شهيد في المظاهرات منذ اكتوبر ٢٠١٩ وهو المسؤول ايضا عن جميع ما يحدث في البلد من مآسي وقتل وملاحقة الناشطين والاعلاميين يومياً".
الى ذلك، قال الصحفي سامان نوح تعليقا على بث اعترافات المتهم بقتل الهاشمي "اعترافات ناقصة... وعرض فاشل" وتساءل عن اسم ومعنى "مجموعة ضالة خارجة عن القانون" التي استخدمتها البيانات الرسمية في الاعلان عن المتهم بالقتل، وطالب نوح رئيس الوزراء بالكشف عن بقية اسماء المجموعة وسبب الاغتيال وسبب تجمع المجموعة في منطقة البوعيثة وطبيعة المقر الذي تجمعوا فيه، ملمحا الى جهات مسلحة بعينها تسيطر على تلك المنطقة.
وقال سامان نوح ايضا "الاعترافات تظل بلا قيمة حقيقية طالما يتم اخفاء الجهة المتورطة".
الكاتب كامل عبدالرحيم قال في منشور على صفحته في فيسبوك "بعد فيلم الظهيرة الذي كان من بطولة ضابط الشرطة أحمد حميد الكناني..أصبح مطلب حصر السلاح بيد الدولة سقيما..علينا بجمع السلاح من الدولة واختها اللادولة نطالب بدولة منزوعة السلاح وبلا جيوب " واضاف "حكومة الكاظمي تعمل بمبدأ( مش حتقدر تغمض عينيك) لتمويه دماء شهداء محرقة الناصرية تم استخدام الدم المتيبس للشهيد المغدور هشام الهاشمي كما قام المخرج بحركة بارعة بنقل الكاميرا بسرعة..من الحنانة...صوب كنانة".
الصحفي فاضل نشمي قال في منشوره تعليقا على تغطية قناة العراقية للحدث " نسى المقدمان في قناة العرقية، ان يسألوا السيد الناطق (اشارة الى المتحدث باسم القائد العام اللواء يحيى رسول) السؤال البديهي والاهم والذي لامعنى لاي سؤال اخر سواه : من هي الجهة المليشياوية الاجرامية التي اصدرت الاوامر لضابط في الداخلية باغتيال الهاشمي؟!".
من جهته، الناشط في التظاهرات حميد جحجيح قال "مازال الكاظمي يظن نفسه صحفيا ويتسابق لاعلان صحفي عن قتلة هشام الهاشمي. لو كنا دولة محترمة وتحترم مواطنيها كان المفروض هناك بيان رسمي بدل هذا التسابق الاعلامي لكسب تأييد واعجاب الناس" وختم منشوره بهاشتاك #انهاء_الافلات_من_العقاب.
ونشرت وسائل الاعلام الرسمية، اليوم الجمعة، التفاصيل الكاملة عن المدعو أحمد الكناني، قاتل الخبير الأمني والاستراتيجي هشام الهاشمي.
وبحسب اعترافات الكناني فهو من مواليد العام 1985، وينتمي إلى "مجموعة خارجة عن القانون" كما كشف أنه "تعين في سلك الشرطة في العام 2007، ويعمل ضابط شرطة برتبة ملازم أول في وزارة الداخلية"، وقال عن تفاصيل الجريمة "تجمعنا في منطقة البوعيثة وذهبنا بدراجتين وعجلة نوع كورلا لتنفيذ عملية الاغتيال".
وأعلن رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، في وقت سابق، القبض على قتلة هشام الهاشمي.
وفي ليل السادس من تموز من العام الماضي 2020، اغتال مسلحون مجهولون، الخبير الأمني والاستراتيجي هشام الهاشمي في بغداد.