اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > الباعة المتجولون .. الدّوارون

الباعة المتجولون .. الدّوارون

نشر في: 30 مايو, 2010: 04:34 م

يطلق البغداديون اسم الدوار على البائع او المشتري المتجول وهو ينادي بأعلى صوته وبانغام خاصة معلنا عما يبيع او يشتري من بضاعة ومنهمبياع الحطب--نظرا لاستعمال الحطب كمادة رئيسية في الطبخ فقد كثر بائعو الحطب في الطرق والعكود(جمع عكد)وبائع الحطب حين يحمل على ظهره
مجموعة من الاخشاب ينادي:حطب الجزل حطب -يارماجه قاو-حطب طرفه حطب وقد اتخذ هؤلاء الباعة لهم مخازن كثيرة لبيع جميع انواع الاخشاب وتسمى سكلات (جمع سكله) ومن امثالهم (رجال اليعبي بالسكله ركي)وتكثر السكلات في محلة السور وفي شارع الشيخ معروف بالكرخrnكسار خشب --rnقسم كبير من البغداديين يجلبون كل مادة يحتاجها البيت حتى انهم يشترون (برشقه) خشب من البساتين (والبرشقه عربة يجرها حصانان بدنها من الخشب ودواليبها من الحديد او الحديد والخشب مصنوعة محليا وتستعمل للنقل محدثة صوتا مزعجا عند سيرها)وتلك الاخشاب عبارة عن جذوع النخل او سيقان التوت وبقية انواع الاشجار ومن هنا لابد من تكسيرها لتكون سهلة النقل سريعة الجفاف تمهيدا لاستخدامها في المواقد عند الطبخ. ولكسار الخشب المتجول رزق وفير .وعدته المستعملة في التكسير تتألف من المسامير الحديدية الكبيرة مع جاكوج (مطرقة)حديدي وطبر ومعظم الكسارين من اخواننا الاكراد وهم ينادون اثناء تجوالهم معلنين عن قدومهم بصوت عالى -كسار خشب كسارrnمبيض القدور--rnجميع الادوات المستعملة في البيوت البغدادية بل العراقية كلها كانت مصنوعة من الصفر (النحاس) وهي تباع حتى يومنا هذا في سوق الصفارين الذي لايزال قائما يصنع فيه الصفارون جميع الادوات بأيديهم ولذلك اصبحت دكاكينهم (معامل ومعارض)في ان واحد وان المتجول في اسواق الصفارين لايسمع الااصوات الطرق التي تصم الاذان .وضرب البغداديون فيه مثلا حين قالوا(ضرطه وتايهه بسوك الصفافير) والنحاس لايصلح للاستعمال بدون طلاء نتيجة لتراكم الصدأ عليه بسرعة (وهذا الصدأ او كما يسميه البغادة الزنجار يؤدي الى تسمم الاطعمة) وعملية طلاء الادوات النحاسية تسمى (بياض) وهناك محلات خاصة للقيام بهذة العملية التي تعتمد على استعمال القلاي (يلفظ اللام مفخما)والنشادر ويدور المبيض يوميا في الطرقات وهو ينادي (مبيض اجدور مبيض)ويأخذ الادوات من ام البيت التي تثق فية كل الثقة وبعد ان يعيدها مطلية نظيفة يستلم منها اجورهrnبائع النفط (ابو النفط) --rnقبل شيوع الكهرباء كانت انارة البيوت بواسطة الفوانيس او اللمبات او الاويزات او اللالات او نفطيات وكلها تستمد نورها من النفط ,ونظرا لحاجة جميع البيوت الى هذه المادة السائلة يوميا كثر باعة النفط المتجولون .ويدفع البائع امامه عربة خشبية فيها عدد من صفائح النفط مناديا باعلى صوته (نفط ابيض نفط), وكانت لديه ماكنة من التنك (ماصة كابسة )يدخلها في داخل تنكة النفط وتكون (اليده والبلبوله او المزمبله)خارج التنكه,وهو يحرك اليده الى الاعلى والاسفل محدثا صريرا مزعجا يتدفق معه النفط من البلبوله (الحنفية) الى البطل (القنينة)والبطل هو الوحدة القياسية المستعملة في بيع النفطrnابو ايســــــكي (ابو بيع) --rnيهودي عراقي متجول يحمل كيسا على ظهره يقوم بشراء الملابس القديمة من البيوت بثمن بخس بعد ان ينادي بلهجة يهودية --العندو عتيق للبيعrnالدلالــــة --rnامرأة يهودية عراقية تحمل معها بقجه فيها اطوال من الاقمشة (جمع طول) تدخل البيوت لتبيع للنساء ما يحتجن اليه من اقمشة او مصوغات او جواتي او بويمات او جواريب وغيرها اذ قلما تخرج البغدادية الى السوق .....ومن هنا كان ربح الدلالات وفيرا ومنهن (ريمه او يوسف )التي شاهدناها تدور في محلات بغداد كالمهدية وست نفيسة والفضل وحمام المالح والسيد عبدالله والقراغولrnابــو الملــح --rnاذاسمع المرء اولاد المحلة يصيحون (ابو حلك الجايف مو جايف)فمعنى ذلك بائع الملح (البدوي)قد وصل المحلة اذ كان البدو يبيعون الملح متجولين في الازقة وهم يقودون الجمال وعلى ظهورها اكياس الملح منادين على بضاعتهم (ملح --ملح)ويأنس الاطفال عند مشاهدة البعير ويسمونه كما اسلفنا ابو حلك الجايفrnخياط فرفوري -فخفوري --rnمن مظاهر الاعتزاز بالشئ والاقتصاد بالنفقات البيتية احتفاظ البغاددة بقطع المواعين الخزفية المكسورة لحين مرور خياط فرفوري وحين تسمع ام البيت نداءه (خياط فرفوري)تخرج له ما عندها من مواعين وكاسات مكسورة وبعد ان يتفقا على سعر التصليح يجلس في باب الدار ليصلح الادوات الخزفية ويعيدها صالحة للاستعمال لقاء اجر ضئيلrnجراخ ســجاجين-- rnالمألوف في بغداد ان كل جراخ ازبكي الجنسية(وكان للازبك مقر تقليدي في جامع الازبك الكائن في باب المعظم بين قاعة الشعب ووزارة الدفاع اليوم)يحمل جراخ السكاكين على ظهره دولابا من الخشب ركب عليه قرص من حجر المسن (وهو مصنوع من مادة كيمياوية تسمى الكوربراندم)يدور بواسطة قايش من الجلد خلال حركة الدولاب الكبير الخشبي عندما يضغط الجراخ عندما يضغط الجراخ على خشبة صغيرة بأحدى قدميه يضع السكين على القرص الحجري من الجهة القاطعة فيتطاير الشرر نتيجة احتكاك السكين بالقرص الحجري الدوار وبذلك تصبح السكين بتارة,وينادي الجراخ حين يعلن قدومه بصوت عال --جراخ سجا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram