خاص/المدى

تواجه البصرة من جديد امتداد اللسان الملحي وارتفع مؤشر الأملاح في مياه شط العرب وهو ما ينذر بكارثة إنسانية وبيئية تهدد سكان المحافظة ولا تتوفر حتى المياه المالحة في بعض المناطق ولمدة شهرين متتاليين لاستهلاك المواطنين وهو ما الحكومة المحلية الى التوجه لمشروع القرض الياباني في شمال البصرة من اجل تشغيل احدى المضخات لدفع اللسان الملحي والمحافظة على سلامة مياه شط العرب.

يقول محافظ البصرة اسعد العيداني  لـ"المدى" خلال زيارة الى مشروع القرض الياباني ان "المشروع الذي بدأ في عام ٢٠١٠ كان من المفروض ان يدخل الى الخدمة خلال 4 سنوات لكن تأخر لأسباب كثيرة وان صعود اللسان الملحي اثر سلبا على الكثير من المحطات في شط العرب ".

واضاف "نحن عازمون خلال الأشهر القادمة على انجاز مشروع محطة التحلية ولن نسمح باستمرار التلكؤ الحاصل خلال السنوات السابقة حيث ان المشروع مرتبط بوزارة البلديات التي تدخلت بتشغيل هذا المشروع ".

واكد العيداني"ان الشركات العاملة كان لها رأي آخر لكن حاجتنا الماسة للماء وحاجة البصرة لمواجهة اللسان الملحي تدفعنا لمعالجات سريعة واحدى تلك المعالجات تشغيل مضختين بمشروع الماء الموحد والحل الاخر الذي باشرنا به اليوم هو نصب غطاسات على القناة الاروائية لتغذية شط العرب وقضاء ابي الخصيب".

وتابع العيداني ان "كوادر دائرة الماء باشرت بنصب الغطاسات ليلا لاكمال هذه المشاريع كما ان قيادة عمليات البصرة بالتعاون مع قيادة عمليات سومر ذهبت قامت بازالة التجاوزات على قناة البدعة ".

واشار محافظ البصرة الى "ان هذه المشاريع هي حلول آنية، وخلال الشهر القادم ستدخل محطة تحلية محيلة الى العمل في اقل من شهر وان الحل الإستراتيجي هو القناة التي تربط الهدامة بقضاء شط العرب وهذا المشروع سينطلق قريبا".

وطالب العيداني " وزير الموارد المائية ان يشرف شخصيا على زيادة الاطلاقات المائية من قلعة صالح حيث ان الكل يعلم ان نسبة الاطلاقات المائية من دول الجوار قليلة جدا وبالذات نهر الكارون الذي وصل الى الصفر الان لذلك صعد اللسان الملحي ويوجد تحرك من قبل الحكومة الاتحادية في هذا المجال وكل الأعمال الان هي باشراف رئيس مجلس الوزراء لتوفير الماء وعدم تكرار ما حصل في ٢٠١٨ ".

من جانبه قال مدير ماء البصرة رئيس المهندسين زهير الموسوي "ان مشروع القرض الياباني من المشاريع الاستراتيجية في محافظة البصرة يجب الاستفادة منه" واضاف "توجد مشكلة كبيرة في المياه الواصلة الى المشروع الموحد، توجد لدينا بعض المضخات مربوطة بالمشروع الموحد يمكن الاستفادة منها مع زيادة كميات المياه لمركز المدينة ومنطقة الهارثة ".

واضاف مدير ماء البصرة "ان الاملاح في الهارثة ما زالت في مستويات مقبولة ويمكن الاستفادة من كميات المياه الإضافية لتعزيز الشبكة".

واكد الموسوي " نعمل وفق خطة لوصول الماء العذب الى المواطنين من ضمنها مشروع محيلة وسيحان والذي سيتم انجازه في الشهر الثامن من العام الحالي ويبدأ التشغيل الاولي لهذا المحطة ضمن الخطة التي وضعت في ٢٠١٨ على اثر المد الملحي الذي اصاب المدينة آنذاك اضافة الى مشروع تحلية ام قصر الذي كان مقترحا لكن خصصت له مبالغ وهو في طور الاحالة وتبلغ طاقته الانتاجية ٤٠٠ متر مكعب ومحطة تحلية سفوان وتوجد لدينا محطة تصفية ٥٠٠٠ Rzeero  ومحطات مقترحة أخرى ٥٠٠٠ في المركز و٥٠٠٠ في الزبير والخط الناقل الى قضاء شط العرب هذه كلها مشاريع تعتبر بنية تحتية واستراتيجية نبنبي عليها مستقبل ماء البصرة".

وقال مستشار محافظ البصرة الدكتور المهندس ياسين حسن طاهر الى ان "مشروع ماء القرض الياباني الذي تبلغ طاقته الانتاجية ٢٠٠ الف متر مكعب باليوم الواحد حيث بدأ عام ٢٠١٠ تتابع الحكومة المحلية الآن عملية تشغيله وسيكون رافدا كبيرا للمحافظة بتقنية RO  وكذلك مشورع محيلة الذي تبلغ طاقته الانتاجية ٧٠ الف متر مكعب باليوم الواحد ومشروع محيلة ينفذ من قبل الحكومة المحلية ".

واكد المستشار "ان متابعتنا للمشروع بهدف دراسة السبل وإيجاد الحلول لمواجهة مد اللسان الملحي في شط العرب وتم الاتفاق على تشغيل المضخات لغرض تزويد مركز البصرة بالمياه قليلة الملوحة حيث تبلغ الملوحة في موقع المشروع من ١٥٠٠ الى ١٧٠٠وهي نسبة لا بائس بها مقارنة مع المياه المالحة الموجودة في مياه شط العرب داخل مركز المحافظة ".

وتابع "تم التنسيق بين محافظ البصرة ورئاسة الوزراء ووزيرة البلديات لحل اشكالية تشغيل المضخات كون المشروع في طور الاستلام وتم التوصل الى اتفاق تشغيل المضخات بناءً على الحاجة الماسة لرفع معاناة البصريين بسبب الملوحة الزائدة".

وفي ذات الصعيد دعا مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان مهدي التميمي الى ضرورة ايجاد حلول لموجهة المد الملحي في مياه شط العرب، وقال التميمي "بعد المتابعة والرصد والاطلاع على تقارير الخبراء في البيئة والمياه الخاص بمحافظة البصرة وتحديدا ملف مياه شط العرب وإضافة إلى تحذيراتنا السابقة نحذر من تغاضي حكومة المركز عن ارتفاع خطير في نسب الملوحة والضرورة القصوى لزيادة الاطلاقات المائية كحل أولي كما وعد بذلك وزير الموارد المائية في زيارته قبل أشهر وبعكسه فإن البصرة مقبلة على أوضاع مشابهه لعام ٢٠١٨ من كارثة تسمم اكثر من ١٣٠ الف فرد فيها ".

واكد مدير مكتب المفوضية "نكرر مطالبة مدير ماء البصرة بإعادة ضخ المياه العذبة إلى قضاء شط العرب وربط قضاء ابي الخصيب والذي لم يتخذ فيه إجراءات جادة حسب وعوده لمكتبنا ".

وكان عضو مفوضية حقوق الانسان الدكتور فاضل الغراوي قد حذر في وقت سابق من ارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب بمحافظة البصرة بشكل خطير مما ينذر بكارثة بيئية وصحية وانسانية تلحق بسكان  المحافظة.