TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > طالب النقيب ..واول دعوة لإقامة جمهورية عراقية

طالب النقيب ..واول دعوة لإقامة جمهورية عراقية

نشر في: 30 مايو, 2010: 04:41 م

د. عبد الله حميد العتابيولدَ طالب النقيب في عام 1871 في البصرة، ويعد اجرأ مرشح سعى لجر البساط من تحت قدم اي مرشح لعرش العراق بما فيهم المرشح الشريفي، وكانت هناك جملة ظروف تؤهله لنيل هذا المنصب في مقدمتها، كونه نجل نقيب اشراف البصرة الذي يرتقي نسبه الى السيد احمد الرفاعي الكبير
صاحب الطريقة الصوفية المسماة باسمه. وامتاز ببعض المزايا منها المغامرة والجرأة والاقدام. ان قرابته لأبي الهدى الصيادي فتحت ابواب السلطان عبد الحميد لطالب النقيب ليتبوأ مناصب مهمة. فحينما ثارت بلغاريا على الدولة العثمانية، عين طالب النقيب ناظرا للجنة الاعانة الحربية لجمع تبرعات اهالي ولاية البصرة. وحين تأزمت العلاقة بين السلطان عبد الحميد وعبد العزيز آل سعود توجهت اليه الانظار ليكون وسيطا بين الطرفين فرأس الوفد الذي شكل لهذا الغرض في حين كان مبارك الصباح يأمل بنيل هذا الشرف واثناء تمرد سعدون باشا على الحكومة العثمانية وقيامه بغارات على البصرة سارع طالب النقيب بالتوسط لدى السلطان عبد الحميد الثاني فاصدر في عام 1904 امرا بالعفو عن الباشا المتمرد.(17) ونتيجة لاعماله منح رتبة المتمايز عام 1895 ورفع الى رتبة مير ميران، وعين عام 1901 متصرفا للواء الاحساء وانعم عليه بالوسام العثماني من الدرجة الاولى ثم برتبة بالا الرفيعة الشأن فكان العراقي الوحيد من البصرة الذي ظفر بهذه الرتبة وعارض الاتحاديين الذين سيطروا على حكم الدولة العثمانية عقب الانقلاب الدستوري عام 1908 ولعل نجاحه في القضاء على فريد بك قائد الدوك العثماني والذي قدم الى البصرة للقضاء عليه بالذات دفعهم الى تعيينه واليا على البصرة بين الاعوام 1913-1914.(18)كان السيد طالب النقيب يطالب بالعرش تحت مسمى سواء جاء على شكل نظام جمهوري ام ملكي، وعلى هذا المنوال جرت مفاوضاته في المحمرة مع القنصل البريطاني في عام 1914. كما لم يكن لديه مانع من التربع على العرش حتى اذا جاء على شكل حاكمية عامة.وعلى هذا الاساس كان بعض دعاته يطوفون في البصرة وبغداد.. للحصول على تواقيع الناس على مضابط اعدت لهذا الغرض، وبهذا الصدد يقول عبد العزيز القصاب: كنت ذات يوم في دار المرحوم عبد العزيز الزئبق.. فدخل علينا السيد ابراهيم الشواف واخوه قاضي البصرة المرحوم علي الشواف وبيدهما مضبطة يجمعون تواقيع وجوه الكرخ فتناولت الورقة منه وقرأتها فاذا هي من جانب السيد عبد الملك الشواف واخوانه المذكورين وتتضمن الطلب من الحاكم الملكي العام السير برسي كوكس تعيين السيد طالب النقيب حاكما عاما للعراق.(19)واذا سلكنا المنطق نفسه فمما لاشك فيه ان المنطق يؤكد ان النقيب لم يكن يعارض وصول العرش اليه على شكل امارة وان احاديثه مع فيلبي في مصر وهو لما يزل في المنفى تؤكد مثل هذا الرأي.نفهم من كل هذاان النظام الجمهوري لم يكن وحده غاية طالب النقيب بل كان جزءا اصيلا من هدفه صوب العرش.ومع هذا فان السيد طالب الذي قبل كاخر ملجأ لمعارضة التيار الشريفي ان يكون عبد الرحمن النقيب على رأس العرش كان من المستحيل ان يقبل بذلك الا اذا صار الحكم الذي سوف يؤسس على شكل نظام جمهوري يسهل انتقال العرش اليه ولو بعد حين واما في حالة تاكده من رفض النقيب البغدادي على دست الحكم فانه لم يكن يمانع في ان يكون شكل الحكم المطلوب على اية من الصور المذكورة آنفا وكحل اخير لا مفر منه كان لا يمانع من اعتلاء النقيب البغدادي العرش على اي شكل طالما ان ذلك كان يبعد عنه شبح الشرفاء وما دام ان الامل في انتقاله اليه بعد وفاة النقيب البغدادي الذي كان قد اشرف على الثمانين من عمره كان افضل اليه اي طالب من اللاشيء ومن انتقال العرش الى الشرفاء الذين قد يقضون على اي رجاء للسيد طالب في التاج في المستقبل ثانيا.(20)ومهما يكن من امر سواء كان طالب النقيب مؤمنا بالجمهورية، او انه اراد اتخاذها سبيلا للوصول الى العرش فانه خدم دعاة الجمهورية لانه روج لفكرة الجمهورية في بعض المناسبات حيث شملت دعوته للجمهورية بعض اهالي البصرة والنجف، ومن مشايعيها في النجف السادة علي الشرقي ومحمد السماوي وحسن الدخيل كما ورد اسم الشيخ سالم الخيون في احدى رسائل المس بيل والتي تؤكد انه ايد فكرة الجمهورية لانه اعتقد بانه سيصبح رئيساً لها.(21)واثناء سفر برسي كوكس المندوب السامي في العراق الى القاهرة قام طالب النقيب بجولة في المناطق الواقعة على دجلة والفرات لبث الدعاية للسيد عبد الرحمن النقيب ليكون رئيسا للجمهورية، ولم يبث الدعاية لنفسه بسبب انعدام شعبيته آنذاك بسبب اشتراكه في تأليف اللجنة الانتخابية وهو في التجائه الى عبد الرحمن النقيب فقد تظاهر بنصرة فكرة الجمهورية وهو في الباطن يبث الدعاية لنفسه لانه يرى نفسه احق من الامير فيصل بعرش العراق، وقد حاول ان يكسب اهالي النجف وزعماءها الى التكتل الجمهوري لذا ارسل سالم الخيون الى النجف ليقوم بذلك وقد حل ضيفا في دار حسن الدخيل وفي اليوم التالي دعا جماعة من زعماء النجف للحضور الى اجتماع يعقد في الدار المذكورة وكان من بين المدعوين صالح كمال الدين والشيخ جواد الشبيبي ومحمد رضا الشبيبي وسعيد كمال الدين وحينما عرض عليهم الفكرة فانهم قد رفضوها تحت مسوغات ضرورة جمع البلاد العربية تحت حكم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram